الفصل الرابع والعشرون

33 2 0
                                    

- سيف.. عايزة اتكلم معاك لو سمحت.
وصمتت تحاول جمع كلامها وهو متوتر امامها يخشي كلمات الرفض جميعها لتفاجئه:
- أنا موافقة نتخطب.
والجملة خرجت لحظه دخول عمر متبوعًا بميان وأدهم وقد قرر وضع النار بجانب البنزين، ولم يكن يعلم انها ستشتعل بحق حيث أن الجميع قرروا قضاء بضعة أيام بالمنزل الكبير ذاته وقبل دخوله بقليل من الوقت كان أدهم يفاتحه بأمر رجوعه لحياة والآن قد وضع بموقف لا يحسد عليه!.
والمبتهج الوحيد بذلك التجمع كان سيف الذي لم تصدق أذناه مع سمعته فقد شعر بأنها سترفض الأمر ولكن ها هي تعطيهما فرصة، فرصة سيتشبث بها بكل قوته كي يفوز بقلبها!
وعن الصدمة الكبرى فكانت من نصيب ابن البحار الذي لم يكد حديثه مع شقيقها يمر عليه بضعة دقائق حتى طارت كل أحلامه وأمانيه.
وأبصرته هي دالفًا وراء عمر وبصحبته ميان منصدمان مما سمعا ولم تعطي للأمر اهتمامًا وفقط اقتربت ميان للسلام عليها وعلي سيف في هدوء معلقة في دبلوماسية بابتسامة هادئة:
- مبروك مقدمًا
والآخر استأذن سريعًا من الجمع عائدًا أدراجه واستأذنهما عمر ذاهبًا وراء من خرج هائمًا على وجهه..
خرج ليجده مستندًا لسيارته في غضب مكبوت والآخر في وضع يحسد عليه، شاور له عمر بكتفيه بمعنى الأمر لم يكن بيدي..
والحوار الصامت كان سيد الموقف؛ أومأ له أدهم برأسه وركب سيارته متحركًا بها بعيدًا عن الفيلا
تنهد عمر عائدًا إليهم ولسان حاله يصيح
" اروح اشوف المصيبة اللي جوه! "
دخل وسلم على سيف الذي أصر علي المغادرة مع وعد بزيارة عاجلة للأهل لاتفاق على الخطبة، وذهبت حياة حيث غرفتها لتجد حلا تنتظرها وميان لحقتهما
- انتِ متأكده من قرارك يا حياة؟
سألت حلا واونأت حياة لها بهدوء لم ترتح له ابنة العم
اقتربت ميان جالسة أمامها تسأل:
- حياة انتِ لسه زعلانة مني؟
لترد صديقتها المقربة في اتهام:
- اكيد زعلانة منك! جيباها لحد عنده ومش عايزاها تزعل
وقاطعتها حياة:
- حلا، بلاش كلام خلاص.
وشعرت بالضيق ابنة البحار للاتهام لترد مدافعه عن نفسها:
- انتِ ليه محسساني انها عدوتي يا حلا وكأنها مش فارقه معايا، وعامة أنا بعتذرلك تاني يا حياة انا اسفه، كده كده موضوع واتقفل خلاص، وربنا يكتبلك الخير مع سيف
واحتضنتها لتحاوطها حياة معلقة بحنان:
- أنا مش زعلانة منك يا ميان، احنا اخوات وانا عارفه كويس انك هتفرحيلي بأي قرار أخده يسعدني..
- أخرج أنا منها يعني!
كان تعليق حلا المغتاظ منهما لتقول ميان بمزاح:
- البنت دي من ساعه ما اتجوزت وهي وعمر بهتوا علي بعض خالص
لتضحك حياة وأتت حلا تقول بنبرة طفولية:
- احضنوني معاكم
واجتمع الثلاث فتيات في عناق جماعي وبداخل كل منهن معضله مختلفة كل منهن تحاول البحث عما يطمئنها..
وذهب الجميع حيث غرفهم ودخل عمر غرفته في ارهاق شديد متمتمًا بجملة من مسلسل شهير
" يوم شاق.. والله العظيم يوم شاق"
وارتمي بجسده علي الفراش مغمضًا عينيه ليأتي صوت حلا تجلس بجواره مربته علي كتفه في هدوء:
- عمر.. انت نمت
اتاها رده وهو علي نفس الوضع:
- اه
ترددت قبل ان تهمس له:
- انا كنت عايزة آخد رأيك في حاجة
- خير
- أنا عايزة نعمل حقن مجهري
فتح نصف عين ناظرًا لها بطرف عينه:
- ايه!
- بقولك حقن مجهري
- يعني انا سمعت صح
اومأت له منتظره رده ليغمض عينيه بنفس الهدوء مردفًا:
- استهدي بالله ونامي يا حلا.
اثار غضبها لتقول:
- عمر متكلمنيش كده وقوم اتناقش معايا!
تمتم مستغفرًا ربه:
- حلا اليوم كان تقيل وانا بجد تعبان ممكن نأجل كلام لبكره
- انا ليه كل ما اجيبلك السيرة دي تأجل كلام، لا يا عمر بقي هنتكلم دلوقتي
نظر لها بجدية:
- في ايه يا حلا، نعم.. حقن مجهري ايه يا حبيبتي، انا عايز افهم ايه سر الاستعجال الرهيب ده.. ده لسه بدري جدًا بجد.
وكل ما ترجمه عقلها بعد تعليقه:
- انت مش عايز تخلف مني ومبقتش مهتم بيا يا عمر
انا ليه كل ما افتح الموضوع مع حد تحسسوني اني مجنونة وبجري ورا حاجة غريبة! خلاص يا عمر نام وولا كأني قلت حاجة، مش لازم تدبس نفسك في بيبي ولا حاجة خلاص انا مش عايزة حاجة، تصبح علي خير.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مِرساةُ قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن