وقفت امام النافذة المطلة على الحديقة وقد بدت على ملامحها الحزن الشديد، تراقب طفلها الوحيد التي احضرته لهذه الحياة يجلس وحيدا كحاله.....دائما وحيد....حتى في مولده.....وحيد!!
وضع عاصم يده على كتفها هامسا بحنان
:مالك يا رقية؟تنهدت رقية قبل ان تردف
: مجد...مجد يا عاصم مش عارفة مالوا ومش راضي يحاكني...
عاصم: كلمتيه؟.....بيقولك ايه!!
رقية: بيقول مفيش حاجة
عاصم: طب مهو قال مفيش حاجة
تنهدت رقية بحزن واكملت:بس هو بيكذب انا حاسة فيه....هو مش بيحب يحاكي حدا انت بس شوف طه وسالم و....
قاطعها عاصم بتأنيب
: دا لي بيخليه مش عاوز يحكي معك دايما بتقارنيه بأولاد غاليانهمرت رقية تبكي بهستيرية مردفة بقلة حيلة
: بس انا مقصدش كدا ياا عاصم....
واصبحت تبكي بصوت مسموع وقد علت شهقاتها...احاطها عاصم بذراعيه ومسح دموعها بكيفيه ونطق بهدوء
:عارف يا رقية اهدي بس.....وانا ححاول احكي معاهابتعدت عنه بسرعة وقالت بلهفة ضهرت في كلامها
:بجد...بجد ياا عاصم
فبدأت تدفعه نحو الباب ونطقت بإصرار
:روحلو دلوقتي.....
استدار عاصم وعلى وجهه ابتسامة وهو يقول
:مش دلوقتي خليها بعد يومين...بس توعديني انك متقارنيش بينو وبين اولاد غالي لأنو كل واحد و رزقوا وطاقتوا لي اعطاه ربنا ماشي
مسحت دموعها بكفها ونطقت بإبتسامة
:ماشي بوعدكقبل عاصم مقدمة رأسها مردفا بحنان
:ربنا ميحرمنيش منك
:ومنك انت بردوفي مكان آخر
اسدل الليل ستائره........وعصفت امواج الرياح، لتعطي نسيما عليلا لتلك التي تقف في الشرفة تستمتع بطعم القهوة الساخن وعقلها لازال يفكر في بناتها التلاتة
عن اي حب تحكي عنه مروى هي حتى لا تعلم هوية علي فكيف احبته في يوم وليلة.....وما خطب طه ومهدان وأروى كيف....ومتى...واين تم كل شيء
هل لهذه الدرجة اصبحت بعيدة عن بناتها....
تنهدت بحزن و دخلت لغرفتها تأمل ان يكون الغد أفضل...."في نفس المنزل"
كانت الفتيات قد خلدن لفراشهن وكل واحدة تفكر فيما حصل اليوم....
أروى تبت في نفسها الشجاعة، تحاول اجادها عند مقابلة ذلك المختل طه، اما مروى فلم تمنع دموعها لقد ارعبها علي وبشدة....كان يتصف بالهدوء المخيف والمزاح السخيف تتذكر ما حدت في ذلك البيتFlach back
انزلها علي وأغلق الباب خلفه، اي هي الآن اصبحت في المنزل....حتى هذا المنزل لايعد منزلا بل غرفة صغيرة....اصبحت تستدير يمينا ويسارا تراقب المكان بهستيرية لا نوافذ مجرد سقف علوي مهدد بالإنهيار في اي لحضة......
نظر لها علي واقترب منها بينما رمى ربطة العنق أرضا، وانتقل لفتخ ازرار قميصه بهدوء وتلك الإبتسامة اللعوبة لا تفارقه، يعرف جيدا كيف يلعب على أعصابها
نظرت لجميع الإتاجاهات لا شيء...لا مفر من مصيرها اقترب منها وهو يقول
أنت تقرأ
عشق الجبابرة
Romanceوقبل ان تستقيم مبتعدة عنه جذب حجابها بحركة خفيفة منه وامسكه بين يده تاركا شعرها المبعتر ينسدل على وجهها وقف من الكرسي ينظر لها بتسلية حين سمعها تردف بهمس :طرحتي! اخد الحجاب ووضعه على خصرها وجرها نحوه ونطق بشر :صوتك ميعلاش عليا يا قطة ...