فتى الريف

البارت الثاني عشر

حتى تعب جلس على مقعد في الحديقة قابلته فتاة وراء الشجرة ركض نحوها وأمسك يدها وقال

"سولار"

ولكن تفاجأ بالمرأة فلقد صرخت مرتعدة ركضت خوفا منه بعد أن ضربته بمحفظتها على بطنه يشعر بالاحراج بحق و عاد للجلوس ثم أجاب على اتصاله انه جونغكوك ومن غيره أخبره بمكانه .

ينظر إلى العائلات كيف تجتمع بسعادة ليس مثله وكأنه يعيش مع أعداء لم يحظى بحياة المراهقين المعتادة فلقد كان يعاني بشدة وخاصة عند سفر والده يتذكر كم كان ينام على الأرضية بينما زوجة أبيه تسمح لابنها بالنوم على سريره الكبير رغم أنه صغير مقارنة بحجمه .

وكم كان يشعر بالجوع حتى لو خرج من المنزل سيجد مشكلة أكبر ألا وهي الناس ونظراتهم حوله أبسط الأشياء لكنته التي يحاول تحسينها في ذلك الوقت ، تصرفاته ومشيته ..

يحن إلى أيام الخوالي رفقة جونغكوك وسولار وهوبي وكذلك جدته الغالية .

لم يذهب الى القرية قط فقط حالات نادرة يذهب في الليل يرى الحقول التي ورثها عن جدته .

ولكنه كفل شخصا بها . حياته لم تكن سهلة بل قاسية . يسأل الله إن كان إحدى من ملائكته قد تعاطفوا معها لترى حفيدها الوحيد كيف يقضي كل لحظة وهو يتنفس بضيق .

"تاي ،تاي "

نظر إلى صاحب الصوت يبتسم مظهرا أسنانه الأمامية الأرنبية جلس حذوه والصمت سيده يعلمان بأنهما فشل في العثور على سولار .

ظل الغرابي يراقب العسلي كيف يتمعن بعطش رؤية الأسر المجتمعة . يوقن جيدا مقدار احتياجه الشديد للعاطفة رغم غياب طويل دام سنوات عدة بلارسائل ولامكالمات ولاحتى زيارات . نظراته فقط تقص عليه أحداثا حزينة .

"تاي هل تريد أن نتناول شيئا"

"اوه حسنا هيا بنا"

_________________________________________
شركة بارك:

يستحم داخل حمامه الخاص جاعلا من الماء يتمرد على خصلات شعره وعضلاته السداسية منكسرا مهموما لطالما شعر بنقص رغم امتلاكه ملذات الدنيا ولكن حب الأب لايضاهيه أمر .

والآن أمه تفضل فجأة ولدا فقط يعتبر ابن ابن عمها . وتعطيه نصيبها ماورثته وماعملت به . نعم إنه يشعر بالغيرة من معاملتها معه منذ أول يوم كيف تقدم له الطعام وتبتسم بسعادة بينما هو ينظر من بعيد إلى أمه كيف تفتك منه لأنه لايقدر على التعبير عن مشاعره تجاهها . يعتقد أو بالأحرى يدرك بأنه صخرة بل تمثال حجري وضع في مكان وكان أكبر غلطة حدثت .