🍓الفصل السابع🍓

1.2K 45 0
                                    





🍓الفصل السابع🍓


في الزحمة الخانقة، وبين مئات من السيّارات، كانا معا في سيّارة ليست لإيّ منهما، غريبين في أرضٍ ليست أرضهما، عالقان معا بورقة زواج لم يجفّ الحبر فيها بعد

هو... غاضبا متعرّقا قليل الصّبر يتأفّف، أمّا هي... تلصق خدّها على زجاج النافذة بجانبها، فيما يداها تفركان بعضهما بين كلّ فنية وأخرى بتوتّر ملحوظ، أمّا عيونها فجامدة منذ أكثر من ربع ساعة، منذ أن انطلقوا في طريقهم معا، تنظر أمامها مباشرة دونما رفّة جفن، غافلة عن كلّ تلك السيّارات الغاضبة المتلاصقة من حولها

ما الذي جعله ينظر لبطاقتها الشخصيّة بتلك الطريقة؟ لماذا دقّق بها وما الذي جعله يتجهّم مقطّبا؟ تُرى هل ذكّره الاسم بها؟ هل عرفها أم فقط شعر بأنّ الاسم مألوفا؟ لا... من المستحيل أن يعلق بذاكرته الاسم كلّ تلك السنوات، فهو ضابط ويمرّ عليه الكثير من الأسماء والوجوه، ثمّ... لو كان قد تذكّرها فعلا ما كان ليكمل كتابة العقد، بل لكان قد فضحها رافضا زواجه منها

ولكن

ماذا لو كان قد عرفها فعلا؟ ربّما شكّ أنّها عرفته وحينها... سيظنّ أنّها تلاعبت به ولا بدّ أن... يرغب بأن ينتقم منها ولهذا إذا... قد تزوّج بها كي... يعاقبها كما يرغب... لسوء حظّها!!

شتيمة نابية ملأت السيّارة فجأة أجفلتها للمّرة التي لا تعلم كم عددها... فأزمة السيّارات بساعات الذروة تكون دوما إيذانا غير مبرّر للسائقين لإطلاق نفير زوامير سيّاراتهم وإفلات أعيرة... ألسنتهم، تعلم هي أن لا زوامير السيّارات ولا الشتائم قتخفّف من تلك الزحمة ومتابعة السير ولكن هل يعلمون ذلك هم أو... هو؟!

من جديد لوّثت شتيمة بذيئة أخرى أشدّ فظاعة أسماعها فالتفتت تنظر إليه بذهول كأوّل إعتراف صريح منها لوجوده في نفس المكان معها

ملاحظا بحلقتها المستنكرة به نظر إليها الكاسر بطرف عينه سائلا ببرود متحدّي: في إشي؟

ارتبكت نظرات لميس ونظرت من الشبّاك تقول مدارية حرجها من أسلوبه البارد: أبدا!

شدّد الكاسر من قبضتيه حول المقود غضبا فمن أشدّ الأمور كراهة إلى نفسه هو اتخاذ التجاهل كأسلوب للردّ عليه في أيّ حوار، وهو إن كان قد قبل منها تجاهله منذ أن انطلقا قبل بعض الوقت فهذا فقط لإنّه قد راعى خجلها وارتباكها لا سيّما بعد تصرّفه الفظّ وكلامه المخيف قبل أن ينطلقا ولكن أن تكرّر الأمر الآن وفي هذا الوقت لهو أشدّ من احتماله!

"لميس"

نظرت له لميس في توتّر وخوف فهل حانت لحظة المكاشفة؟ تنحنحت وقالت بخوف: نعم

بين عينيك ذنبي وتوبتي (ج3 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن