🍓الفصل الثاني والثلاثون 🍓يستلقيان فوق السرير، يحتضنها بين ذراعيه مثبّتا رأسها تماما فوق صدره، يستقبل شهقاتها التي أصبحت تتقهقر أخيرا فتخزه كما الأشواك مفجّرة اثر كلّ وخزة صرخة أو سؤالا
لا يزال حتّى الآن قلبه ينتفض كلّما تذكّر صراخها الهستيريّ، يده التي صفعتها حتّى الآن تئنّ ألما، أمّا ذراعاه اللتان تلقّفتاها بتلقائية ما إن التجأت إليه مرتمية على صدره وكأنّه مكانها وحقّها الطبيعي فلا تزالان متشبّثتان بها تأبيان تركها رغم ما يبثّه عقله من ومضات من رفض هزيل
لكنّ هذا كلّه لا شيء نسبة لعجزه أمام نظرات الهلع التي كانت تملأ عينيها وهي تتلمّس وجهها بهوس بينما تسأله بصوت متوسّل مجنون: وجهي... وجهي في اشي... حاسيته انحرق صح؟... منال مشان الله شوفيلي وجهي ماله ليش هيك بيوجعني!
هستيريا تلك التي كانت تسيطر على عقلها شلّت عقلهم جميعا لثواني وهم ينظرون إليها لا يفهمون ما أصابها إلى أن سمعها أخيرا تهمس بيأس بينما تتململ بين ذراعيه بضعف: ما سامحني لسّه الله ما سامحني... آآآه
قالتها وابتدأت تنشج بقوّة أثارت فزع نمر الذي تمسّك بقدميّ شقيقته الباكية يدفن وجهه فيها
عندها فقط اعتصر قلبه بقوّة وهم يفهم تلك الحالة الهستيريّة أخيرا، وهم يفهم أبعاد فزعها، وهو يدرك أنّها للحظات كانت قد عادت بالزمن أربعة سنوات كاملة!!
لا يعرف حتّى الآن ما تلك القدرة على السيطرة والتفكير المنطقي التي امتلكها عندها وجعلته يسارع بالتصرّف فيسحبها نحو غرفتهما كاتما أفكارها داخل جوف صدره أكثر فأكثر قبل أن تقول المزيد ممّا سيثير التساؤلات حولها
منطق لا يمتلكه الآن بينما جسده يحتويها مرحّبا بتلقائيّة مغيظه بينما عقله يسرح هائما بعيد عنها وغير بعيد، مشلولا عاجز عن التفكير بشكل منطقيّ سويّ، فيجد نفسه غير قادر على ترتيب أفكاره ولا منع التساؤلات
الحرق... ما أقساها من عقوبة متطرّفة قرّر ذلك المغبون إلحاقها بها!!
لكن... أتراه مغبون أم مجنون؟
أما كان من الأسهل له أن يرميها ويطلّقها بدلا من إشعال النار فيها وفي نفسه؟ ألتلك الدرجة كان هو ساديّا أم هو ببساطة رجل ضعيف الشخصيّة وجد بالموت حلّا أسهل وعذاب أقلّ من عذاب الفراق؟
ولكن مهلا... هو أيضا لم يطلّقها...
يا الله أبذلك الضعف هو؟
أنت تقرأ
بين عينيك ذنبي وتوبتي (ج3 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"
Romanceالرواية للكاتبة الجميلة بامبولينا وهي الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب .. نقلتها من المنتدى بإذن من الكاتبة وكل حقوق الملكية محفوظة لِـ "نيڤين أبو غنيم" رابط گروب الفيس للكاتبة نيڤين https://www.facebook.com/groups/1112832215748737/?ref=share