🍓الفصل الرابع والعشرون🍓

1.3K 42 4
                                    




🍓الفصل الرابع والعشرون🍓


بعد أيّام

بعد السحور قبل الفجر بقليل

تستلقي على السّرير بوضع جانبيّ، تحيط بطنها بذراعيها وتتأوّه بألم، فيضحك عليها محمّد رغم شعوره بالشفقة وبعض تأنيب الضمير، فتحدجه بعتب وتقول بدلال: كلّه منّك على فكره

يبتسم ويعترض قائلا: انا؟ وانا مالي طيّب؟

ترفع رأسها قليلا وتسأله باستغراب: وانت مالك ازّاي؟ مش انت اللي منعتني اقوم عن ترابيزة السفره قبل ما انت تقوم، وأمرتني كمان ما ابطّلش أكل طول ما انت بتاكل؟ وادي النتيجة، بقيت زيّ الصورصار اللي واقع على ظهره لا عارفة اقوم ولا الوجع بيبطّل

بتوبيخ أجابها محمّد وهو يتذكّر حالها كلّ يوم عند عودته من العمل: امّال يعني عايزاني ارجع البيت كلّ يوم الاقيكي وشّك اصفر وجسمك كلّه بيترعش وفوق كلّ ده وده تصمّمي ما حدّش يعمل الأكل غيرك لا بترضي نساعدك ولا بتقبلي نشتري من برّه

تقطّب إيمان بضيق وتجيبه: يا محمّد والله العظيم انا طول عمري واخده على انّي ماتسحّرش

يرمقها محمّد بجديّة قائلا: بصّي انت تنسي عمرك اللي فات وتعيدي برمجة حياتك على عمرك الي جاي وانتِ معايا

لم يدرك محمّد خطورة وعمق ما تفوّه به إلّا وهو يرى اشراقة السعادة على ثغرها والتماعة الأمل في مقلتيها، فضاق من نفسه ومن تهوّر لسانه غير المسبوق وقال بنفاذ صبر: بصّي انا ماليش في الهري بتاعك ده كلّه، النبي عليه الصلاة والسلام أوصانا بالسّحور وقال "تسحّروا فإنّ في السّحور بركة" وطالما هو قال تسحّروا يبقى هتتسحّري يا إيمان!!

أجابته مهادنة وقد استشعرت ضيقه: أيوة يا محمّد بسّ مش كده انا مش قادرة اخد نفس ولا قادره حتّى اشرب بقّ ميّه قبل ما الأدان يأدّن

متفهّما حالتها وهي التي لم تعتد على أكل كميّات كبيرة قال لها مشفقا: بصّي انا هروح اجيبلك علبة زبادي تاكليها وان شاء الله هتبقى تمام

بهلع فتحت إيمان عينيها وقالت: ايه اكل تاني؟! لا يا محمّد لأ!

ابتسم محمّد رغما عنه على ردّة فعلها وقال متعاطفا: طب خلاص يا ستّي بلاش زبادي

زفرت إيمان براحة أثارت ضحكاته من جديد قبل أن يجلس بجانبها على السّرير أخيرا وبأريحية شديدة أثارت استغرابها إذ أنّ من عادته أن يكرّس هذا الوقت كلّ يوم لقراءة القرآن والذكر بانتظار الأذان

بين عينيك ذنبي وتوبتي (ج3 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن