🍓الفصل الرابع عشر🍓

1.1K 38 0
                                    




🍓الفصل الرابع عشر🍓


تجلس على كرسيّ بصالة الانتظار تمسك بيدها مصحفا صغيرا لا يفارق حقيبتها تقرأ منه بنيّة التيسير على شقيقتها، فها هي تعاني من المخاض منذ أكثر من أربع ساعات بلا أدنى لمحة لفرج قريب، فيما زوجها يقف بجانبها عاقدا حاجبيه مكتّفا يديه وقلّة الحيلة والضجر توشك على أن تفقده أعصابه

مسح الكاسر وجهه بتعب بينما يكتم تثاؤبه للمرّة الثالثة خلال الساعة الأخيرة لا سيّما ودخولهم إلى وقت الفجر بات وشيكا، يعلم أنّه إن لم تلد شقيقة زوجته قريبا سيضطرّ أن يتركها وحيدة بين أهل زوجها مغادرا لبيته ليرى أولاده ويطمئنهم على سبب غيابهم وليستعدّ للذهاب هو الآخر لعمله حيث ينتظره مقابلة هامّة مع رئيس وحدة البحث الجنائي كما أخبره رئيسه المباشر ليلة أمس

ينظر حوله بضيق وبتساءل في نفسه كيف سيتركها هنا ويغادر وحولها أخوة زوج شقيقتها، الدكتور أحمد كما عرفه في يوم زفافه وأخوه الأكبر كرم

صحيح أنّه تحدّث معهم وعرف معدنهم الجيّد ومن مثله لا يغفل عن معرفة معدن الرجال ولكن رغم ذلك قلبه لا يطاوعه بتركها وحيدة بينهم حتّى وإن كانت أمّهم وعمّها وزوجته متواجدين بينهم

كان الكاسر يكتم في داخل صدره زفرة ضيق عندما خرج الدكتور أحمد يخبرهم أنّ المؤشّرات كلّها تدلّ على أنّ "زوزو" لا يزال أمامها ساعات قبل أن تلد وأنّه يستحسن أن يغادروا جميعهم ثمّ أكمل قائلا: يوسف مُصرّ يبقى معها، وأنا ما راح أترك المستشفى طالع على قسم جراحة الأطفال في كم حالة رايح أتفقدهم يعني راح أضلّ موجود وأيّ تطوّر بخبركم فيه، عمّي أبو مجد روحوا إنت وعمتي ارتاحوا وجودكم والله ما إله داعي وكرم خد إمّي وارجعوا على البيت زاكية بدها وقت طويل لسّة لتولد، ماما زوزو بتحلفك تروحي ترتاحي وبتقلّك هيّي بخير ومقدرة وضعك الصحّي كتير منيح

اقترب كرم من أم أحمد وانحنى لها يمسك بيدها قائلا: يلّا "حجّه" بما إنها زوزو لسّة مطوّلة ومعها زوجها وأبو راشد خلص ما في داعي لقعدتنا على الفاضي هيك بنروّح انّام كم ساعة وبنرجعلها على طول

حينها اعترضت أم مجد قائلة: بسّ يا ابني هيك كلنا بدنا نتركها لازم يضلّ معها وحدة لو لزمها شي

حينها تنحنح أحمد ونظر نحو لميس قائلا: هيّي طلبت أختها تضلها هون معها من بعد إذن أبو صارم طبعا

ضيقه زوجها أحسّته لميس بوضوح فقبضت على يده برجاء ونظرت له متوسّلة وقالت له هامسة: كاسر مشان خاطري

اختلاجة طفيفة عبرت عينيّ الكاسر لاحظتها لميس فضيّقت له عينيها فاقتربت منه أكثر وهمست بدلال أنثويّ مقصود: كاسر زاكية محتاجيتني وأنا أختها الوحيدة، هيّي ما عندها إم توقف معها بهيك لحظة ومن واجبي أكون معها أساندها من بعد إذنك وموافقتك طبعا

بين عينيك ذنبي وتوبتي (ج3 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن