الثَالثُ عَشر.

333 55 28
                                    

اليومُ الأول.
لقدّ مرّ الليلُ بالفعل ، إنهُ الصباح ،
صباحُ الخيرِ داني.
هل تتذكرينَ ما حدثَ ليلةَ أمسٍ؟
أتى والدي سكرانًا يترّنح ، كان غاضبًا وإنهالَ علي كالعادة .
كنا أنا وأنتِ سويًا ، أتذكرُ إبتسامتكِ  تلك ، كنتُ أُلقي نكتةً سخيفةً على مسامعكِ ، هل تعلمين ماذا كانت خطوتي التالية حينها؟
كنتُ أنوي عناقكِ أمامَ حديقةِ منزلك، كنتُ أودُ أن أشحن طاقتي ثم أعودُ للمنزل بعدها ، وأثناء تأمُلي لإبتسامتكِ الخلّابة ، أتاني صوتُ والدي كزخيرة سلاح ، أكرهني لأني إبنهُ .
لقد قامَ بلكمي ثلاث مراتٍ مُتتالية تحت ناظريكِ، هذا ما أتذكرهُ ،أُغلقت عيناي رُغمًا عني حينها عزيزتي ، أردتُ إبعادك أو إغماضَ عيناكِ لم أُكن أريد منكِ رؤية هذا ، علمتُ أنه سيؤلمُ قلبكِ الرقيق ، أميرتي آنا آسف.
أبي وحشٌ هائج ، و للأسف أميركِ ضحيتهُ ولا يستطيعُ فعل شيء،
كنتُ بين عالمين وأنا  أُعنّف لا أرى شيئًا ولكنّي كنتُ اسمعُ صراخك لأبي أن يتوقف، أردتُ فقط إمساكَ يدكِ والذهابُ بكِ بعيدًا ، لا أريدكِ أن تصرخي بهذه الطريقة مُجددًا ، صرختي بكلّ قوتكِ وأنتِ تبكين ، فعلتِ ما بوسعك لإنقاذي ،
داني..فتحتُ عيناي وإستعدتُ الرؤية عندما هربَ أبي، وجدتكِِ سابحةً في الدماء، تمنيتُ أن يكونَ حلمًا ، أنتِ كنتِ تخرجين الدمَ من اذناكِ..عيناكِ...حتى فمكِ كان يُخرج دمًا، كانَ المنظرُ فقط مؤلمًا ، كيفَ شعرتِ أنتِ حينها؟ .
آنا آسف، هذا بسببي.
"لا نبض لها"
أخبرني رجلٌ غريبٌ بعد أن تفحّص ساعدكِ، لا نبضَ لكِ؟
اذا لا نبضَ لدي أيضًا .
شعرتُ حقًا بان نبضي توّقف ، حياتي توقفت ، نظرتُ إليكِ بأعينٍ خالية من كل شيءٍ ومليئةً بكِ ، كانَ فستانُكِ الابيض متسخًا ، كنتُ أتخيلكِ عروسي عندما رأيتُكِ به قبل المقابلة ولكنّه أصبح كالكفن حينها ، كانَ جسدكِ مليئًا بالخدوش ، هل إعتدى عليكِ والدي ايضًا؟
أنا أعرفُ الإجابة ، كنتِ تحمينني داني .
أنا ممتنٌ لكِ ، من كلّ قلبي وبكلّ جوارحي .
فقدتُ وعيّ أنا الآخر وأنا أنظرُ لمنظركِ المؤلم ، أنا أتألم دانوون ، أحتاجُ عناقكِ وإمساكَ يدكِ ، أحتاجُكِ .
إستيقظتُ وحولي حوائطٌ بيضاء ، علمتُ أنها المشفى ولكن أينَ أنتِ،
أنتِ في قلبي دائمًا ولكن ماذا عن عيناي؟ أريدكِ أن تملئيها.
نهضتُ عن سريري وجروحي مطهّرةً وملفوفةً بشاش ، من فعلها من أجلي؟
إنها المُمرضة ، ولكن لا تقلقي ، لن أتأملها كما أفعلُ لكِ حين تطهرين جروحي،
هل حدث وأخبرتكِ أنني أتأملك عندما تطهرين جروحي؟
رُبما لا ، سأخبركِ الآن .
أنا أتأملك ، في كلّ مرةٍ أجدُ فيها فرصة ،
أنتِ تُحفةٌ إغريقية، سأعملُ على وضعكِ في متحف.
سألتُ عنكِ ، في الإستقبال وعند كل طبيب أراهُ ، كنتُ أشتاقُ إليك ، أتوقُ لكِ وأريدك ، بحثتُ وبحثت وقلبي ينبضُ شوقًا لكِ ، لم أكن أنا حينها
قد كانت نُسخة لا تعرف غير لي دانوون ، قلبًا وعقلًا كانَ كل شيء أنتِ.
وجدتُ نايون أخيرًا ، تبكي..وبكيتُ بدوري حينها دانوون صدقيني ، من شوقي ، من ألمي ، ومن
حُبي.
أرشدتني نحوَ غُرفتكِ ، العناية المركزة ، ممنوع الدخول إن لم تكن طبيبًا.
شعرتُ كأن العالم لا يريدكِ لي ولا يريدُ لكلينا السعادة ، أرى يداكِ خلال النافذة الزجاجية ولا أستطيعُ إمساكها، أرى جبينكِ ولا أستطيعُ تقبيله ، أراكِ لا تتحركين، بالكادِ ينبضُ قلبك ،
لا حركة ولا حتى مؤشرٌ لها
"لا أتوقعُ إستيقاظًا قريبًا ، كُنْ صبورًا بُني"
تحدّث معي الطبيب مرّبتًا على كتفي حين رآني أسترقُ النظرَ لكِ من النافذة .
السوادُ كانَ كلّ ما يحيطُ بي، كأنني صفعتُ على قلبي وتلقيتُ لكمةً على عقلي ، كأني فقدتُ كل شيء.
لا يتوقع إستيقاظًا قريبًا؟
ماذا عني؟، قلبي الذي  بحوزتكِ دانوون؟
ما العمل الآن كيف سأعيشُ بلا قلب؟، دانوون عليكِ الإستيقاظ وإعادةُ قلبي ، أريدُ أن أعيش.
مهلًا عزيزتي ..أكتشفتُ أن عقلي أيضًا بحوزتكِ ، هيا إستيقظي أعيدي لي أشيائي!
كفاكِ مزاحًا داني ، حبيبتي إستيقظي.
تمنيتُ لو أنني مزحة ، تمنيتُ لو أن ابي لم يُخلق، كرهتهُ وكرهتُ حياتي ، كرهتُ مرض قلبك ، تمنيتُ ولأنكِ تعيشين للأبد معي .
أكرهُكِ دان ، لأنني أُحبكِ .
انا يونجون الذي قرر أن يعيشَ بهدوء ، سأضعُ قناعَ المهرج مُجددًا  إلى حين عودتك ، لا تقلقي سأزورك كلّ يوم ، سأظلُ أكتبُ لكِ كل ما أشعرُ به ،
سأغني لكُ حتى وان لم تكوني تسمعينني ، سأعيشُ مُبتسمًا من أجلك .
ستعودين من أجلي صحيح؟
سأعانقكِ مُجددًا صحيح؟
أنا حتى لم أستطع إخبارك بما يحملهُ لكِ قلبي، رُبما هذه ليست معلومة جديدة
ولكنكِ قلبي، وسأكونُ قلبكِ ، سأكونُ قلبكِ الذي شُفي.
منذُ أول حرفٍ وحتى هنا ، كانَ معكِ الذي يتمنى فقط سماع صوتكِ ،
حبيبُكِ (الذي أصبحَ حبيبك حتى بدون موافقتكِ ) تشوي يونجون.
لا تتركي يونجون المسكين وحدهُ.
أتمنى لكِ الشفاء أميرتي.

شِــفَــاءٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن