الأَول.

852 72 118
                                    

الثالِثةُ صباحًا ، دانوون أمامَ شاشة حاسُوبها في مُنتصفِ غُرفتها المظلمة ،
شَعرُها مرفوعٌ وعيناها تُركزُ على الشاشَةِ ،
يدّاها تتجوّل بين لوحةِ المفاتيح ، تضغَطُ هُنا وهُناك تكّتبُ بإستمرارٍ وبدونِ توقف،
واصِفةً ما بِداخلها للعالم ، الذي لا يُدركُ ذلك ، تنّهدت واضعةً نُقطة على آخرِ ما كتَبتهُ .

أرادَتِ الإستلقاءَ على سرِيرِها مُتأهبةً للنوم إلا أن طنينَ ساعةِ يدها ملأ المكان ،
نبضاتُ قلبها تَسارعت وبدأت بخسارةِ أنفاسها ،

إنتهى بها الأمرُ مَغشيًا عليها في الأرض الباردة ، عيناها مُغلقة وساعةُ يدها توقفت عن الطنين وبدأت بترديد

"توَقف النبض، حالةٌ طارئة ، توقف النبضُ حالةٌ طارِئة!"
بصوتِ الآلة .

سقفٌ أبيضٌ وحوائطٌ تحملُ اللون نفسه ، أعيُنُها تتجولُ في المكانِ ، كانت تستعيدُ وعيها ببطءٍ،

الأسلاك على يديها والجهازُ يقومُ بكثيرٍ من الإحصائاتِ بجانبِها .
"المَشفى ، مُجددًا"

إستقامَت من مهدِها مُتحركةً ببطء ، نجَحت بالجلوسِ وإلتقاط ساعةِ يدها التي تقيسُ نبضها وحالة قلبها.
إرتدَتها وكانَ قلبُها ضعيفًا كالعادة ولكنّه ما زالَ يُحاربُ بجدٍ لجعلها على قيدِ الحياة .
"أيها الطبيب! إستيقَظَت المريضةُ لي دانوون!"
صُراخُ المُمرضةِ أفزعها ،وبعدَ دقائقٍ معدودة أتى الطبيبُ ركضًا ومَعهُ ممرضتين يتبعنَهُ ، نظرَ الطبيبُ إلى الجهازِ مليًا ثمّ ألى ساعة يدِها وملامِحُ وجهه لا تدلُّ على خيرٍ أبدًا ،
"دان!"

شِــفَــاءٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن