الطريق إلى الجحيم

72 9 2
                                    


وفي مرحلةٍ من مراحل الطريق وبسبب الأغبرة الكثيرة التي طمست عنهم المعالم وحجبت عنهم المسار تاهوا في البرية، فماانقشع عنهم الغبارإلا وهم في خلاءٍ من الأرض منبسطة لا يدرون أين مكانهم ولا كيف مخرجهم ... فكرب عند ذلك الزوج كرباً شديدا خوفاً على أهله من هذه البرية الخالية ومافيها من السباع الضارية ... فمازال ينظر يمنةً ويسرى ويسعى هنا وهناك حتى رأى أطلال قرية من مسافة بعيدة فاستبشر وأخبر أهله وتوجهوا إليها مسرورين فرحين لعلّهم يرتاحون ليلتهم


هذه فيها ويستدلون منهاعلى الطريق مرةً أخرى من الغد.. يا أسماء أتضنين أن في القرية فندقاً ننزل فيه الليلة ؟ قالت بصوتٍ تعب أتمنى ذلك . فلما وصلوا إلى أطرافها خاب ظنهم واستوحشوا منها.. فما هي إلا قرية مهجورة لونها شاحب ومنظرها كئيب قد علاها الغبار ومن فوقها الغربان نوافذها مكسورة وأبوابها مخلوعة وكثير من بنيانها خاوية على عروشها ، فحرك الزوج الدواب وأسرع بها ليتجاوز القرية الغريبة وهو يقول البيت المشهور إذا لم تستطع شيئاً فدعه

وجاوزه إلى مـا تستطيعُ ولكن هيهات وقد أدركهم غروب الشمس هناك وأرخى عليهم الليل سدوله.. فما كان لهم حينئذ إلاّ النزول بجوار هذه القرية الموحشة للراحة حتى الصباح، ولم يكن في حسبانهم ولم يدر في خلدهم مالذي سيحصل لهم هذه الليلة في هذه القرية المهجورة .. نادت أسماء زوجها وهي قابضة يديها بشدة وتدور عيناها من الخوف يا عزام إنّي وجلة من هذه القرية لعلها مسكن لقطاع الطرق أو للأشباح أو ..أو .. لا أدري ما أقول ولكنني خائفة وقلقة .. كان في نفس عزام مافي نفس الزوجة من القلق والخوف ولكن لمسؤليته كأبٍ وزوجٍ

د أن يظهر لهم خلاف ذلك ليطمئنهم .. نعم إنه الأب والزوج والحامي والراعي والمسؤول فالزواج مسؤولية.. ليس مجرد قضاء شهوة وإنجاب أبناء بل مراعاة وتربية..وإعانة وتضحية.. فالجيل ليس هم إلا أبناء الأُسر..فإعداد الأسرة الناجحة هو إعدادٌ للجيل الناجح. فأغمض عزام عينيه وقال : ياأسماء ليست هذه القرية إلا قرية مهجورة ثم فتحهما وأكمل حديثه قد تركها أهلها إلى غيرها شأنها شأن كثير من القرى المهجورة فلا تقلقي. نعم ولكن ربما سكنها اللصوص من بعد ذلك. لا.. لا يمكن ذلك فليس فيها أيّ أمارة على ساكن


خبايا القرية المهجورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن