«إِذَا كُنْتْ خَائِفًا مِنَ الْفَشَلِ فَأَنْتَ لَا تَسْتَحِقُ أَنْ تَكُنْ نَاجِحًا»
_____________
في صباح اليوم التالي، إجتمع الجميع في مطعم الفندق، حيث كانت أضواء الصباح تتسلل عبر النوافذ الكبيرة، مضيئة وجوههم المتعبة، بدا الغموض والإثارة في الهواء، حيث كانت الفرق تتناقش عن يومهم المليء بالتحديات..
جلست «تالين» بجوار «ريم»، تتثاءب بعمق بينما عينيها تكافحان للإنتباه، ملامح وجهها كانت تحمل أثر التعب:
«يارب صبحنا وربحنا»نظرت إليها «ريم»، ملامحها تعكس قلقًا طفيفًا:
«وقدام الشباب ما تفضحنا»كادت «منار» أن تفقد أعصابها، فوضعت يديها على جبهتها وضربتها بيأس، عينيها تشتعلان بالتصميم:
«حسبي الله ونعم الوكيل»إبتسمت «تالين» و«ريم» ببلاهة، وكأنهما لم تفهما جديتها:
«حبيبي تسلم»أخذت «منار» نفسًا عميقًا، ثم نظرت إليهن بنظرات نارية، وكأنها تستعد للمعركة:
«إخرسوا إنتوا الإتنين وإسمعوا، النهاردة التدريب هيبقى مع الشباب في نفس الملعب ومش عايزة منكم أي إعتراض»رفعت «تالين» يدها بثقة مفرطة، وهي تتبختر كما لو كانت في عرض أزياء:
«محدش هيتكلم، لا تقلقي، دول تربيتي»أشعلت كلماتها غيظ «منار»، فوجهت لها ضربة خفيفة على رأسها، مما جعل الضحكات تتعالى من حولهما، عيون الجميع تركزت على «تالين»، والإبتسامة الواسعة على وجهها تعكس خفة دمها:
«والله ما قلقانة غير منك إنتي»ردّت «تالين» بنغمة مرحة، محاولتها لإظهار البراءة كان لها تأثير عكسي، مما جعل «منار» تضحك رغم قلقها:
«إيه ده، هو مفيش بينا أي ثقة كدة؟»تجولت نظرات «منار» في أرجاء المطعم، حيث كانت الوجوه تتلألأ بالحماس والقلق، كانت تشعر بأن الأجواء مشحونة، وكأن كل واحد منهم يدرك أن اليوم سيكون مختلفًا، كل حركة وكل ضحكة تحمل في طياتها التوتر الذي يسبق التدريب مع الشباب..
لم تكن «منار» متأكدة مما ينتظرهم، لكن ما كانت تعرفه يقينًا هو أنها بحاجة إلى السيطرة على الوضع، تملكتها الرغبة في إثبات قدراتهم أمام الفريق المنافس، ولكن مع كل ضحكة من «تالين» و «ريم»، كانت تشعر أن الأمر سيكون أصعب مما توقعت..
إستعد الجميع للخروج، ملامحهم تتسم بالعزيمة، ولكن في قلوبهم كانت هناك أمواج من المشاعر، ما ينتظرهم في الملعب سيكون بمثابة إختبار حقيقي للصداقة والقدرات، «منار» كانت تعرف أن هذا اليوم سيترك أثرًا عميقًا في نفوسهم، وهي مصممة على جعله يومًا لا يُنسى..
أنت تقرأ
«نِصْفِي الآَخَرْ»
Romanceلقد عانت كثيرًا في طفولتها، وواجهت أمورًا تفوق سنها وأشياء لا يستوعبها عقلها الصغير، تُركت وحدها لتعيش في خوف وألم الفقدان، كبُرت وكبر معها ذلك الخوف، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن تتغلب عليه، ونجحت، لكن نجاحها لم يكن كاملاً، إلى أن جاء هو، فأمسك بيديها...