«حَاوِلْ أَنْ تَجِدْ الْسَعَادَةِ فِي كُلِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتُكَ»
_____________
كان الجميع في مطعم الفندق لتناول وجبة الغذاء، يجلس الفتيان حول إحدى الطاولات، يتبادلون الضحكات والنكات، بينما تجلس الفتيات على طاولة أخرى بجوارهم، يتحدثن بلطف ويتبادلن القصص..
أجواء المكان كانت مفعمة بالحيوية، ورائحة الطعام الشهي تعبق في الأرجاء، مما زاد من بهجة اللقاء، كانت العيون تتألق بالسعادة، وأصوات الأحاديث تتداخل، مما يخلق شعورًا بالأنس والمودة..
بينما كانت الفتيات يتحدثن عن أحلامهن وطموحاتهن، كان الفتيان يستعرضون مغامراتهم في رحلتهم، لحظات من الفرح والضحك كانت تتنقل بين الطاولتين، كما لو كانت خيوطًا تربط بين القلوب..
نظر «عمار» إليهم ثم صرخ بملل:
«جعان يا بشر جعان، هو ليه محدش حاسس بيا؟»رفع «أسامة» حاجبيه في دهشة، قائلاً:
«نعم يا عينيا، محدش إيه؟»أكمل «كريم» الحديث بسخرية:
«ده فطر معانا وكان في أرض الملعب بساندويتش، وبعد ما خلص طفح تاني وأدي الغدا كمان»ضرب «طاهر» كفيه ببعضهما:
«إيه ده كله؟ ما تيجي تاكلنا أحسن، والمشكلة إنه مش بيبان عليك!!»نظر إليهم «عمار» بحزن مصطنع، وكأنه يستجدي التعاطف:
«إنتوا بتتريقوا عليا علشان أنا غلبان ومكسور الجناح، ومش هرد يعني»أجابه «طاهر» بسخرية:
«ومتردش ليه يا حبيبي؟ ما ترد علينا»قطعت «منار» حديثهم وهي تضحك بشدة:
«هيرد حاضر، بس بعد إذنكم، الغدا هيبقى جماعي لحد ما كابتن شوقي يجي ونشوف النظام الفترة الجاية هيبقى ماشي إزاي»إبتسم «كريم» قائلاً:
«يا سلام يا كابتن، حضرتك تؤمري وإحنا ننفذ»إبتسمت «منار» على حديثه ليضربه «طاهر» على رأسه برفق، مما جعل الجميع يضحكون..
نظر «أسامة» إليه بإستياء، قائلاً:
«البتاع ده كل ما بيتكلم بيعصبني»أجابه «كريم» بحنق:
«هو أنا كنت مرات أبوك؟ ما تهدى عليا»بينما كان يحاول إحتواء الموقف، كان «طاهر» ينظر إليهم بحدة، محاولًا وضع حد للفوضى:
«بس إنت وهو يا بابا، بس يا حبيبي، عيب، فيه بنات»ضحك الجميع على حديثه، مما أعاد الأجواء المبهجة إلى طاولتهم، بينما كان «عمار» منشغلًا بإحدى قطع الحلوى، لم يشعر بأنه في قلب المحادثة، على الجانب الآخر، نظر «طاهر» إلى «تالين» وإبتسم لها، معجبًا بضحكتها التي أسرت قلبه منذ اللحظة الأولى، كانت ضحكتها كالموسيقى، تضفي شعورًا بالراحة والسعادة في المكان..
أنت تقرأ
«نِصْفِي الآَخَرْ»
Romanceلقد عانت كثيرًا في طفولتها، وواجهت أمورًا تفوق سنها وأشياء لا يستوعبها عقلها الصغير، تُركت وحدها لتعيش في خوف وألم الفقدان، كبُرت وكبر معها ذلك الخوف، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن تتغلب عليه، ونجحت، لكن نجاحها لم يكن كاملاً، إلى أن جاء هو، فأمسك بيديها...