0- « كـ مُـقـدمـة»

23 3 2
                                    

«بدوت حينها هادئة بشكلٍ غريب، رغم أن قلبي كان يرتجف»

___________

في حياة كل منا أبواب مغلقة، تُخفي خلفها أسرارًا لا يُراد لها أن تُكشف، أبواب قد تُفتح يومًا على جراحٍ قديمة ظننا أنها إندملت، أو ربما على أشباحٍ تسكننا دون أن ندري، كانت حياتها سلسلةً من الأبواب الموصدة، كل باب يحمل قصة، وكل قصة تترك ندبة، حتى أصبحت جدران حياتها متشابكة كمتاهة لا مخرج لها، منذ طفولتها، كان الخوف ظلها الوفي، والخيانة أول درس تعلمته، لكن ما كسرها حقًا لم يكن العالم الخارجي، بل أقرب الناس إليها، والدها، الذي كان من المفترض أن يكون الأمان والسند، صار أول من زرع بداخلها الشك والخذلان، كانت كلماته سكاكين، وأفعاله سلاسل قيّدت روحها الصغيرة، ليتركها تواجه الحياة بقلبٍ مثقل بالحذر وعقلٍ يرفض أن يثق بأحد..

كبرت وهي تحمل تلك العقدة كعلامة لا تُمحى، تخشى الإقتراب من الرجال كأنهم حقولٌ ملغمة، تتجنب النظر في أعينهم، وتتظاهر بالقوة، كانت تبني حولها جدرانًا شاهقة، تحاول حماية نفسها من ألمٍ جديد، لكنها لم تكن تدرك أن تلك الجدران كانت أيضًا سجنها، تمنعها من الحياة، من الحب، ومن كل ما يمكن أن يداوي جراحها، كانت ترى العالم بمنظور مشوه، كأنها خلف زجاج معتم، تحارب بمفردها أشباح الماضي التي لم تتركها يومًا..

ورغم كل ذلك، كانت في داخلها فتاة صغيرة، ضائعة وضعيفة، تبحث عن ملاذٍ ما، عن يدٍ تمسك بها دون أن تؤذيها، عن صوتٍ يخبرها أن الحياة لا تزال تحمل بعض الأمل، لم تكن تتوقع أن يظهر في حياتها من يُشبه الضوء، شخص لم يحاول إقتحام قلاعها أو كسر جدرانها، بل وقف بصبرٍ على العتبات، ينتظر اللحظة التي تفتح فيها الأبواب بنفسها، كان وجوده مختلفًا، كأنه يحمل معه دفء العالم الذي حرمت نفسها منه طويلاً، بدا وكأنه يفهم تلك النظرات المرتبكة، والصمت الممتلئ بالمعاناة، لكنه لم يضغط، لم يُسرع الخطى، فقط أوجد لها مساحةً آمنة، وجعلها ترى جانبًا جديدًا من الحياة لم تكن تظن أنه موجود..

شيئًا فشيئًا، بدأت تشعر أن وجوده ليس تهديدًا، بل ملاذ، بدأ يزرع في قلبها بذورًا صغيرة من الأمل، يجعلها ترى أن هناك إحتمالًا لحياة أخرى، حياة بلا قيود ولا خوف، لكنها كانت تعلم أن الطريق لن يكون سهلًا، لم يكن الماضي على إستعداد لأن يتركها وشأنها، كان يطاردها كظلٍ ثقيل، يذكرها بكل الجروح القديمة، وبكل الأبواب التي لم تجرؤ على فتحها..

فهل يكفي الحب ليرمم ما أفسده الزمن؟ هل يكفي وحده ليحررنا من سجن الماضي؟ هل يمكن أن نتغلب على الظلال التي تلاحقنا منذ الطفولة؟ هل يمكن لإنسان واحد أن يُغير مسار حياة بأكملها؟ وهل ستتمكن من مواجهة مخاوفها، أم أن أشباح الماضي ستظل أقوى؟ وهل يمكن أن تسمح له بأن يكون مفتاح أبوابها المغلقة، أم أن جراحها القديمة ستظل أقوى من أي دفء يحمله؟ بين صراعها الداخلي ومحاولاته الصادقة، بدأت الحكاية تُكتب من جديد، حكاية شفاء، ومواجهة، وبحث عن الحرية التي ظلت لسنوات بعيدة المنال، حكاية مواجهة الذات، ومداواة الروح، وإيجاد الشجاعة للإنطلاق نحو غدٍ مختلف..

______________

مساء الخير يا ولاد🫣
أنا جاية أقول إني كنت ناسية المقدمة بجد😂🤡
المهم عايزة رأيكم كدة🥰
دُمتم في أمان الله❤️

«نِصْفِي الآَخَرْ»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن