«اللحظات الغير مخطُط لها غالباً ما تكون هي الأجمل لأننا نعيشها دون توقعات»
_____________
مر يومان بعد العودة إلى القاهرة، وعاد الجميع إلى أنديتهم الخاصة، حيث إنشغل كل شخص بحياته اليومية، ولم يتحدثوا مع بعضهم البعض، كانت الأجواء مشحونة بعد المباراة، لكن تلك المشاعر لم تمنع «ريم» من التركيز على أهدافها..
كانت تتدرب في صالة الجيم الخاصة بالنادي، تستعيد نشاطها وترفع لياقتها البدنية، كانت تمارينها تتطلب منها جهدًا كبيرًا، لكنها كانت تشعر بحماس يملأ قلبها، فجأة، إقتربت منها إحدى الفتيات وأخبرتها أن مدربة الفريق، تُريدها..
إبتسمت بخفة، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم تبعت الفتاة بإتجاه المدربة، متسائلة في نفسها عن سبب الإستدعاء، هل هناك توجيهات جديدة؟ أو ربما تقييم لتمريناتها؟ حين وصلت إلى مكتبها، لاحظت أن هناك نظرة حازمة ومشجعة في عينيها، وكأنها تنتظر منها أن تكون على قدر توقعاتها..
هتفت «ريم» بجدية:
«كابتن سحر، حضرتك عايزاني؟»أشارت «سحر» لها بالجلوس، ثم قالت:
«تعالي يا ريم، إقعدي، الحقيقة، عندي خبر حلو جدًا بالنسبة لك لكنه حزين بالنسبة لي»تساءلت «ريم» بقلق:
«خير، حضرتك قلقتيني»إبتسمت «سحر» قائلة:
«زي ما إنتي عارفة، إن عقدك معانا إنتهى خلاص، وأغلب الفريق مجددش، وإنتي من ضمنهم، وأنا عارفة إن رغبتك هي الأهلي، علشان كدة، حابة أقولك إن الأهلي بعت عرض رسمي النهاردة بيطلب ضمك، وإحنا وافقنا عليه»نهضت بسعادة، صارخة:
«حضرتك بتتكلمي بجد؟»شعرت بسعادة غامرة وفخر لا يوصف، وكأنها تلامس حلمًا طالما راودها في خيالها، كانت كل لحظة من التعب والساعات الطويلة في التدريب، وكل التحديات التي واجهتها، تُكلل الآن بنظرة المدربة المشجعة وثقتها بها..
أدركت أن هذه الفرصة ليست سوى البداية، وأنها أمام تحدٍ جديد لإثبات نفسها أكثر، ولكن الحلم أصبح أقرب من أي وقت مضى، أخذت نفسًا عميقًا، ثم شدّت قبضتها، عازمةً على أن تجعل من هذه اللحظة بداية لقصة نجاحها..
ضحكت «سحر» وأكملت:
«وهو الموضوع ده فيه هزار؟ يلا روحي كملي تمرينك»خرجت «ريم» من غرفة المكتب، وملامحها تشع ببهجة غامرة، وكأنها تحمل بداخلها سرًا ثمينًا، كانت خطواتها خفيفة، تلامس الأرض وكأنها تطفو فوقها، وشعور بالإنتصار يغمرها حتى كادت لا تستطيع إحتواءه، كانت لحظة كتبتها بجهدها وتضحياتها، وعاشت طويلاً تنتظرها، لكنها الآن أصبحت حقيقة..
أنت تقرأ
«نِصْفِي الآَخَرْ»
Romanceلقد عانت كثيرًا في طفولتها، وواجهت أمورًا تفوق سنها وأشياء لا يستوعبها عقلها الصغير، تُركت وحدها لتعيش في خوف وألم الفقدان، كبُرت وكبر معها ذلك الخوف، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن تتغلب عليه، ونجحت، لكن نجاحها لم يكن كاملاً، إلى أن جاء هو، فأمسك بيديها...