بارت 1

263 11 7
                                    

كنت في السادسة عشر من عمري حينما كان الخوف يأسرني في كل ليلة ، وابقى متخبطة في فراشي اتوجس خوفاً من اي حركة،
وها انا في هذه الليلة أيضاً وعند الساعة الواحدة صباحاً استيقظ مرعوبة بعد سماعي عدة أصوات أجهل معظمها بل لا أعرف منها سوى نقنقة الضفادع ،
أحاول معاودة النوم لكن لا جدوى فالنوم يأبى الرجوع ألي
أفكر بأيقاظ اختي لكنها وللأسف في كل مرة أعمد إلى أيقاضها ،توبخني وتعاود النوم ،وأن فكرت الذهاب لوالداي هذا ان كان والدي موجود فاعرف انهم لم يفتحوا الباب لان امي ولعدة مرات أخبرتني بأن لا أتي إليهم وحين كررت فعلتي اغلقوا الباب حتى لا أعود إليهم ، وأن لم يكن موجوداً فأمي تنهاني من المجيء حتى لا اعتاد النوم بجوارها مخافة ان انام ويأتي أبي
لانه يأتي من غير موعد متى ما تركته زوجة الأخرى ،
وأن ذهبت لأخي سيسخر مني صباحاً بأنني اخاف في الليل لذلك فهذا الاحتمال مستبعد ،
بعدة عدة دقائق اسمع الأصوات تقترب
فأضع الوسادة على رأسي واغمض عيني ،

بعدها أبقى لساعة او ساعتين مستيقظه في سريري
ثم انام ،
عند السادسة صباحاً نستفيق على صوت امي الذي يصدح في المطبخ طالبةً منا الاستيقاظ
نستيقظ بتململ وكسل ،
اغسل وجهي واساعد امي واختي بإعداد الفطور
نجلس ونأكل
وابي كعادته غير موجود
فهو لا يتناول فطورة بدون زوجة الأخرى وأولاده الأعزاء
اما نحن فيأتي بعد العشاء ويذهب قبل الفطور
مرة او مرتين في الأسبوع
حتى أنني بت لا أعرفة واعتبرة كأي شخص في العالم
لا أكن له أي مشاعر سوى الخوف والحقد ،
بعد إكمال الفطور نبدل ملابسنا ونذهب للمدرسة
الأكثر كسلاً بيننا هو أخي أركان
فهو لايكتفي من النوم واللعب يكره الدراسة وينهض مكرهاً كل يوم ورغم ذلك فأن امي لاتقبل ابداً ان يكلمه احد وحتى لاتوبخة عما يفعلة والسبب الوحيد لذلك كونه ابنها الذكر الوحيد الذي سيضمن استمرار نسل العائلة الملكية وماسبب ذلك من جعل أركان اكثر دلالاً وعبثية من اي طفل اخر حتى انه رسب في آخر سنة من الثانوية
اما أنا وأختي نأتي بعده بكل شيء لكن رغم ذلك تبقى والدتي امرأة عاشت في مجتمع ذكوري وتربت على تمجيد الاولاد الذكور وتميزهم عن الاناث لذلك لا ألومها ابداً عما تفعله لكن انزعج ايضاً ولا أستطيع تغير الواقع بعمري وطاقتي هذه اما عن ترتيبنا في العائلة
أركان هو الأكبر تليه جيلان ثم أنا إيلان
عمر أركان تسعة عشر لكن هيئة تدل على انه اكبر كما تقول اختي يقوم جسده بسرقة نمو عقله لذلك نراه كبير الجسد صغير العقل ونضحك كلما كانت تقول ذلك اما هو يبقى راكضاً خلفنا طالباً منا ان نكفَ عن الضحك ، وبالعودة لباقي صفاته فأن عيونه سوداء وانف رفيع يتسع في آخرة قليلاً ليضفي على وجه تفصيل جميل اما شعره فهو اسود داكن و كذلك متموج وكأنه شعر فتاة تعمد امي إلى تركه ليزداد طولاً حين تنتهي المدارس اما بدنه فهو كبير بكتفين عريضين لكنه نحيف جداً لكن اكره الاعتراف بذلك كان وسيماً تلاحقه عيون الفتيات حين يأتي ليبقى منتظراً معنا مجيء امي
كانت بعض الفتيات تتعمد البقاء لتراه لكنه لم يكن يهتم لأمرهن ليس لسبب بل لان لازالَ صغيراً ولم تدب به روح الشباب وتهورهم بعد
اما جيلان بعمر السابعة عشرة طويله ونحيفة وذات بشرة بيضاء لطالما حسدتها عليها كذلك بعيون بنية متسعة المحاجر بانف يشبه أنف اخي وبشفاه متوردة كأنها فاكهة الكرز بأحمراها وشكلها اما شعرها فهو كستنائي وحين تخرج للشمس يصيح لامعاً وكانت تشبهُ أمي اما عن تصرفاتها كانت خبيثة مشاكسة تعمد لضربي دائماً وكذلك تقوم بأخبار امي عن أي شيء اقوم به من مشاكسات فتغضب امي مني وتعاقبني اما هي تضحك من ذلك وكانها لا تفعل مثل ما افعل ،

على شفا الأنهيار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن