بارت 12

22 3 2
                                    

في الشمال حيث اعيش الآن حاولت جاهدة ان انسجم مع الحياة هنا لكن من غير جدوى لا استطيع ان اكون مثلهم في بعض الأحيان اشعر ان علي الهرب لكن إلى أين لا ملجئ لي ، لكن أتذكر الأصدقاء الذين هنا لولاهم لما صمدت دقيقة واحدة  حين أرى كيف يكافحون لتحقيق اهدافهم رغم  كل العواقب أتذكر الهدف الذي جئت من اجلهِ
بعد عدة ايام من كلامي مع ماجدة حول خلدون أدركتُ خمولها وتفكيرها الطويل من دون  كلام كنتُ أظنُ بِسَب الاختبارات لكن تذكرت انها لا تهتم بها
حتى خلدون ادركَ ذلك وسألني عنها فقلت له
اولستَ لا تهتم لأمرها
فقال
- لمَ لا أهتم حتى لو لم نكن حبيبين فنحن أصدقاء في النهاية ولا أرغب برؤيتها او اي احد منكم حزين
- هكذا اذن لكنني حقاً لا أعرف بسبب انشغالي لم أدرك التغير الذي طرأ عليها
- اسأليها اذن ألم تقولي بأنها لا تحب التلميح وماشابه 
- لمَ لا تسألها انتَ اولستَ صديقها كما تزعم
- لن اسألها هل انتِ مجنونة قالها بتلعثم
انتابني الضحك فقلت له لا بأس سأرى مابها    لكن اظن انها واقعة في الحب فقد كانت هكذا حينما وقعت في الحب
- ماذا تقولين هل تمزحين
- كلا هذا حال الدنيا ، كنت اريد ان ارى رد فعله فهو ينكر انه لازالت يحبها لا أدري لمَ احب ان امزح معه هكذا
- كفاكِ يا ايلان لقد اكتفيت سأغادر قالها وهو يهمُ  بالمغادرة
لا تذهب ارجوك أنني امزح سأتصل بها الآن لتأتي واسألها
جلس وانا لازلت اضحك
اتصلت بها عدة مرات فلم ترد
بعد نصف ساعة أتت الي وقالت تعالي لدي لكِ مفاجئة
نهضت من مكاني نظر نحوي خلدون بتجهم
قلت لها ماهي الا تستطيعين جلبها إلى هنا
ضحكت وقالت لا استطيع هيا
كنا في المقهى  وكان يجلس على مقربة منا خالد بقي ينظر نحوي كذلك
بعدها نهضت امسكت يدي وخرجنا وكانت المفاجئة
اخي فؤاد ومراد لم أصدق ما أرى كم اشتقت إليها نزلت دموعي تلقائياً
ركضت نحو مراد وعانقته ثم توجهت نحو فؤاد لأصافحه جر يدي وعانقني وقال الست أخاك أيضا الا استحق عناقاً على الاقل
بكيت من كلامه
خرج خالد خلفي بقي ينظر إلينا وعلامات الغضب باديه عليه لم أعرف لمَ غضب اساساً
أخذتهما  للمقهى وجلسنا طلبت لهم ماء وقلت لهم دعونا نذهب للنادي لتأكلوا
ضحك فؤاد وقال لازلتِ كما انتِ مراعية
ابتسمت له وامسكت يد مراد الذي لازال صامتاً
سألته هل انت بخير؟
قال نعم وضحك اخيراً
تكلمنا عن حياتي هنا كنت أخشى أن اسأل لمَ اتيا
وكيف كانوا يعيشون بعد ان رحلت وما فعل عمي بعد معرفتهُ بهروبي
قطع صوت فؤاد سلسلة أفكاري وقال
لقد أرسلنا عمي لرؤيتكِ
تفاجئت من ذلك وقلت لم أفهم
قال سأروي من اليوم الذي هربتِ به
أومأت برأسي
قال
حينما علم عمي بهروبكِ قلب البيت رأساً على عقب ضرب امي والفتيات ومراد حتى حطم الأشياء
كان يظن انكِ هربتِ مع شخص ما حبيب أو ما شابه تعرفين ذلك
لكن حين عدت بعد الضهر أتى الي غاضباً  وسألني  أين كنت وهل علمت بهرب إيلان
قلت له نعم  أنني من اوصلكِ إلى الشمال
جن جنونه وهمَ بضربي فأمسكت يده
وقلت له كلام ثقيل لا أود قوله الآن
ثم أخبرته بأن لا سلطة له علينا فأنا كبير العائلة
وانت اختي الصغيرة وانا اتكفل بإرسال لبيت خالك للدراسة ثم تعودين إلينا
لم يتقبل الأمر
وغضب ثم ذهب مع أولاده وأخيه الأحمق الأخر وأولاد أخيه لكنهم ردوا خائبين
فقلت له وكيف ذلك لم اسمع بمجيئهم
ضحك فؤاد وقال انى لكِ ان تعرفي
فقد ارجعهم خالكِ قبل بلوغ حدود الشمال
ولم يستطيعوا الاقتراب بعد ذلك فقد أعطى أسمائهم جميعاً  للمراكز على الحدود واخبرهم بان هؤلاء قتله يريدون قتل فتاة  لجأت إلى الشمال
وبعدها بقي غاضباً لأيام ثم عاد وجلب هدايا لنا وكأننا أطفال لينهي الخصام
تعرفين امي قبلت مباشرةً
وكذلك الفتيات
بعد كل هذه المدة لم يذكر اسمك لمرة واحدة  لكن في الأمس قال اذهب واستعلم اخبار اختك
كان مراد كثير الإلحاح علي يريد رؤيتكِ لكنني ما كنت استطيع المجيء فكما تعلمين اخوالكِ قد قتلوا ابي ولا احتمل رؤيتهم
اما الان ارسلني عمي والحاح مراد اتيت كما اني مشتاق
لرؤياكِ
تخيلي حتى سلوى وليلى اشتقنَ  الكِ
قلت لعلهن اشتقنَ للخادمة التي كانت تخدمهن َ
ضحكما
ثم قلت لهم لمَ لم تتصلوا بي إذن
قال لم نكن نملك رقم هاتفكِ
تذكرت كم اني غبية طوال الوقت انتظر اتصالهم وهم لا يملكون رقم هاتفي ضربت جبهتي بيدي
كانت ماجدة تجلس مع خلدون الذي بدوره وضع رأسه بالكتاب متحاشيً  النظر اليها
جاءت الي وقالت هل حدث شيء لم تضربين جبهتكِ
اخبرتها ثم انفجرت  بالضحك عليّ
وقالت هذه اختكم في كل يوم تبرهن لي انها مجنونة
قال فؤاد وانا الذي كنت أتساءل هل نسيتنا إيلان
قلت له انا حمقاء فعلاً اعترف
قال مراد لقد اتصلت بماجدة عدة مرات لكن هاتفها كان مغلقاً
قالت ماجدة اعتذر عن ذلك فهاتفي قد ضاع واشتريت هاتف اخر
قال هكذا اذن ظننت انكِ لا تردي لان إيلان بجواركِ فلمَ تردين
ليس هكذا فأنا احبك كما اخي
بعدها سألتهم أين سيذهبون في الليل
قال فؤاد سنعود لدي عمل في المصنع
قلت له هل أصبحت تعمل فيه
قال نعم بالتأكيد فقد أصبحت المدير التنفيذي
هكذا اذن بالتوفيق قلت له
حدثني مراد بعدها عن دراستهُ وانه سيلحقني إلى هنا ان نجح في الاختبارات
اخبره فؤاد باستحالة ذلك وبدأ الشجار بينهم
وانا اضحك حتى انا اعرف ان شيرين لن تسمح لابنها بالمجيء إلى هنا
كانت هذه المفاجئة اسعد مفاجئة تلقيتها منذ أن اتيت إلى هنا بعدها غادر فؤاد واخذ مراد وهو يدفع به
قال له سنعود في الشهر القادم
حمدت الله انهم بخير ودعتهم ثم عدت لماجدة
عيناي ممتلئة بالدموع 
حين جلسنا قال خلدون هل هذا اخواكِ
قلت له كيف عرفت ضحك وقال واضح جداً
قلت له لا نشبه بعضنا
قال بالتأكيد لا تتشابهون البتَ
لكن واضح من العناق الطويل والبكاء انهم اخوتكِ
ضحكت وقلت له نعم هذا صحيح
بعد لحظات فكرت في ترك ماجدة مع خلدون
واذهب
قلت لهما سأغادر  ، أرادت ماجدة النهوض قلت لها ابقي فالدين يريد التكلم معك
صاح من يريد التكلم هل انا
قلت له ألم تقبل قبل مجيء ماجدة بأنك قلق عليها وتريد محادثتها
جلست ماجدة وقالت لا بأس اذن انتظريني في النادي
قلت لها بالتأكيد

حين وصلت الباب رأيت خالد يجلس وينفث دخان سجائره وقد بدأ عليه الغضب
لم اعره اهتمام
ما ان تقدمت خطوات حتى صاح من خلفي
اعتقد انك معتادة على عناق الشباب
استدرت ونظرت نحوه وقلت لم أفهم
نهض وتقدم نحوي وقال الشباب اقصد الذين عانقتهم قبل قليل
نعم اعرف ما بهم
قال ما بهم اخذتهم بالأحضان
قلت له خيرا ان شاء الله ما شأنك هل عينوكَ وصي علي ولست أعلم 
قال كلا لكن تصرفكِ هذا مخزٍ
تقدمت نحو حتى صرت قربه وجه وقلت ما شأنكَ من كل هذا يا متطفل
غضب كثيرا ثم قال وانا الذي ظننت انك فتاة صالحة
والآن هل أصبحت معابةٌ  بالنسبة لكَ
قال وهل تتفاخرين بذلك
قلت له عذراً لكن هل انتِ احمق ؟
رد بغضب ماذا تقولين لست كذلك
قلت للأسف هذا ليس سؤال بل اقول لكَ بتعجب انك احمق
ثم غادرت وهو يستشيط غضباً
وصلت النادي وجلست اتحدث مع الفتيات ووائل
جاء خلفي وقال هل لي بالقليل  من وقتكِ
تفاجئ الجميع من طلبه
كما انا
قلت له تفضل
قال هل أمام الجميع
- ليسوا غرباء انهم أصدقائي
- لا أعرف مفهومية الخصوصية لديكم لكن اعتقد انكم تسيئون حقاً فهمها
- ما شأنك بذلك اختصر فقد ضقت ذرعاً من تصرفك الهمجي
- اخبرتكِ بأن عليكِ ان تأتي وحدك هنا فقط بضع دقائق
نهضت وجلست بعد عدة طاولات من جلوس البقية
وقلت هيا اختصر
- لا أعرف كيف تعيشين ولا أستطيع تفهم ذلك
لا ترتدين الحجاب وملابسكِ هكذا
تحدثين الشباب تعانقينهم تجالسينهم لساعات
هذا الأمر يفقدني صوابي
- ضحكت بصوت عالٍ ثم قلت هل تمزح معي ما شأنك من كل ذلك افعل ما يحلو لي
- لا أفهم الا ترين حالتي كيف بوسعكِ فعل كل هذا بي؟
- لم أفهم ماذا افعل بك
- تساخفين أليس كذلك
الا ترين اني اعشقكِ بجنون حتى لا استطيع السيطرة على افعالي قبل قليل اردت ضرب الشابين الذين يجلسون معك
- اعتذر لكن ما شأنِ من ذلك أوهل اخبرتكِ بأني احبكَ هل الأمر بالإجبار
- ماذا تعنين الا تحبينني ؟
-لست أفهم من ماذا استنتجت ذلك بالتأكيد كلا اعتذر عن قساوة كلامي لكن لقد أسأت معاملتي لك فأنا اعامل الجميع سواسية ولا نية لي بالارتباط والحب
- هل تقنعيني الآن بأنك لا تحبيني ؟
- بالتأكيد لا فأنا لم اعرفك سوى قبل شهر من الان
تبادلنا الحديث وجلسنا نناقش الكتب لكن لم أعرف أن يؤول الأمر إلى ما تظن ثم غادرت
صاح خلفي وهل تعشقين ذلك الشاب الذي أتى اليوم فقد رأيت كيف تنظرين اليه
نظرت نحوه وقلت أيهما تقصد قال الشاب الأصغر
بطبيعة الحال جميع شباب عائلتنا تكون ببيتهم أكبر من أعمارهم لذلك كان مراد أكبر مني بالحجم والشكل وكان يبدوا كالرجال وهو لم يبلغ من العمر سوى سبعة عشر عام
ضحكت وقلت لا أعرف ما أقول حقاً يالك خيالك واسع حيث   لم يستطع ان يفكر بأن ذلك الشاب اخي الأصغر
فغر فاهه وقال تمزحين كيف ذلك فأنهم لستم متشابهين البتَ كما أنه كبير البنية
نعم انه اخي الأصغر
لكن حتى وان لم أملك حبيب فهذا لا يعني أنني سأحبك
لأنني ببساطة ضد الزواج والارتباط
قالت بتجهم هكذا اذن ثم غادر غاضباً النادي
كان وائل ينظر الي بين الحين والاخر ويضحك وكذلك الفتيات
حين وصلت سألوني عنه فقلت لا شيء سوء فهم فقط
ضحكوا ولم يصدقوا ما قلت
فقلت له حقا لا شيء
فامتثلوا لقولي ولم يتحدثوا بعدها عن الأمر
اما عند خلدون وماجدة سألها بعد ذهابي عن حالها
أخبرت انها تفكر بما قلت لها بان خلدون يقصدها حين قال وقعت في الحب
ضحك وقال لم تستطع ايلان امساك فمها مرة أخرى
ضحكت وقالت لا بأس بأنها قالت لي
فقد أدركت أنني أيضا احبك
الأمر الذي جعلت خلدون ينهض من كرسيه ُ مصدوماً
وهكذا تصالح الاثنان وانتهى الأمر على خير ما يرام
وجاءا بعدها خلفي وأعلنا علاقتها للجميع  
فرحنا بذلك
فقال وائل ونحن ايضاً وامسك يد لجين وهي خجلة
واخيرا قالتها نور هل عرفت بكل شيء
قال بالتأكيد وانا مستعد لفعل اي شيء من أجلها
فرحت حقاً فاليوم كان أجمل أيام حياتي التقيت اخوتي وكذلك تعدلت علاقات صديقاتي
صاحت نور بقيت انا فقط
قلت لها وانا الست معك
قال وهذا الذي جاء قبل قليل
ضحك الجميع وقال خلدون ان الرجل يحبها منذ قرابة الثلاث أشهر وهو يراقبها
ضربت خلدون بقدمي وقلت له انتَ كل شخص تراه تقول لعلهُ واقع في حبكِ
ضحك الجميع على قولي
رد وقال هذه المرة حقا ً
فقد رأيت قبل قليل كيف غضب حين عانقتِ  اخوتكِ
فهو رجل شمالي في آخر المطاف
قلت لا أنوي الزواج اصلا ولا سيما من شخص شمالي ابداً قلتها وانا اضرب الطاولة
قال وائل لا تتزوجي لكن الطاولة ستكسر
قلت له وهل عندك الطاولة اهم مني
ضحكنا على ذلك وقالت ماجدة انظروا إلى ايلان كم تغيرت  من كان يصدق ان تلك الأميرة الحزينة ستكون هكذا يوماً ما
قلت  لها مهلا ً لم اتغير لكن اليوم استثناء
بصراحة حتى انا أدركت تغيري فقد أصبحت اضحك واشاركهم الأحاديث وبعض الاحيان الكز هذا واضرب تلك من باب المزاح
تمنيت لو ان الحياة تستمر على هذا المنوال لكن الاماني
لا تتحقق ...

على شفا الأنهيار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن