بارت 10

22 3 4
                                    

بعد ان أخبرتنا نور بقصتها   اتجهت الانظار نحوي
ابتسمت وقلت كلا لن اقدر على  التكلم  الآن
ضحكت نور وقالت هل حياتكِ بائسة إلى حد لا تستطيعين الكلام عنها
قلت لا أعرف لكنني لست مستعدة للكلام الآن قلتها واشحت ببصري عنهن
قلن لماجدة هيا تكلمي ضحكت وقالت ليس هناك شيء مميز في حياتي
مجرد حياة رتيبة  ووالدين واخ ممل
عشت كما يعيش الناس لذلك لا داعي للسرد
نظرت نحوي وقالت لا شيء مثير في حياتي سوى هذه المجنونة
ضحكت مريم وقالت هكذا اذن
هذا يعني انكِ عشتي افضل حياة فينا
ردت نور وقالت هذا جميل فرحت لكِ
قالت لجين بتجهم أجزم أنها تخفي شيئاً عنا على اية حال سنعرف ذلك عاجلاً ام أجلاً
توترت مما قالت فبادرت للتكلم وقد
اعتدتُ سماع أراء الآخرين قبل ابداء رأيي
ما قالته ماجدة صحيح فحياتها جميله ملأى بالحب
أدام الله لهم هذا قلت هذا ونظرت نحوها وابتسمت
همست بأذني وقالت لا اظن ذلك
امسكت يدها وقلت لا بأس
لم يتبقى سوى لجين ومريم
قالت مريم لنقم بالقرعة ونرى من منا
تروي قصتها
كتبن اسمائهن على ورق
واختارت نور
وضهر اسم لجين
تنهدت وقالت لا مفر من هذا اذن  لكن ليكن بعلمكن المعرفة لعنه كلما زادت معرفة الأنسان زاد المه
لا أعرف اين قرأت هذا العبارة لكنها حقيقية لا غبار عليها .. مهما كانت آللامكن ستزداد بسماع قصتي وهذا ماحدث فعلاً فقصتها حركت مشاعر مكبوته داخلي وجعلتني ادرك كم العالم مكان سيء لا يصلح للعيش

بعدها بدأت تروي لنا كأنها فرد اخر يسرد قصة سمعها وليست قصتها  ..



لجين :
كل إنسان له قصة ولكل قصة هناك أوقات حزينة وسعيدة
كانت حياتي تميل للحزن اكثر
فلحظات  الفرح لا تتعدى أصابع اليد الواحدة
كان هناك فتاة  تعيش مع والديها واخوتها العشرة
عدد كبير جداً اليس كذلك فكان اطعام هذا العدد وأكساءهُ يتطلب جهداً كبيراً  كن الفتيات سبع اما الاولاد اربع
تزوجت الفتيات واحدة تلو الأخرى حين يبلغ الرابعة عشر فهذا كان العرف السائد في العائلة
فلم تبقى  سوى تلك الفتاة واختين لها
وتزوج اخوتها الثلاث  وانتقل ثلاث منهم للعيش خارج المنزل بعد ان انجبوا الكثير من الاطفال لذلك كان المنزل ذو الستة  غرف لا يسع لهم
كن الفتيات يبقين بغرفة واحد كلما تزوج واحد يتنفسن الصعداء لتوفر مساحة ولو كانت ضئيلة وكذلك تترك ملابسها القديمة لهن والاغراض التي لم تتعدى غرضين او ثلاثة
اما اخوتها قبل زواجهم كانوا يسكنون ايضاً بغرفة واحد
وعندما تزوج الاول بنوا غرفة لها والثاني كذلك فالثالث
وهكذا اصبحن الغرف ستة
وحين قرر الصغير الزواج انتقل اخوتهم واحداً تلو الاخر
حتى بقي الاخ واخواته الثلاث
وامهم وابيهم
بعد زواجه كثرت المشاكل بين زوجة واخواته
فقد كانت لئيمة تفتعل المشاكل من لا شيء
في كل ليلة تطلب من زوجها ان يزوج اخواته
رغم ان اكبرهن للتو قد بلغت
بمرور الوقت صار الزوج يسمع كلام زوجة
التي كانت تسمع كلام الزوجات الاخريات
اللاتي يحرضنها ويقلن لها بأن هن   يعشن حياة رائعة
فلا اب زوج ولا ام ولا اخوات
لذلك كانت تحقد عليهن وتغار كذلك
قام زوجها بتزويج  الفتاة الكبيرة رغم اعتراض والديه
تزوجت وهي تبكي فقد كن هؤلاء الثالثة فقط طالبات مدرسة
قال والدهن بانه لن يزوجهن حتى يتخرجن
لكن ابنه رفض وزوجها من اخو زوجته الاحمق
مر ذلك الوقت وبلغت الثانية
حين عرفت زوجته ذلك حثتهُ على تزويجها ففعل
ولم يأبه بكلام والدة
وقال له بنبرة حادة انا من يتولى مصروف البيت ولست بحاجة لفرد اضافي
حين كنت تتولى المسؤولية لم تكن تتواني عن تزويجهن ماذا جرى الان هل لأنك لا تتولى امور المعيشة
غضب والدة من ذلك وقبل مرغماً بزواج ابنة
اخبرها بان مصيرها الزواج ولذلك لا تحزن ولتطع زوجها وان لا تسود وجوهم
مرت سنه على ذلك بلغت اخر فتاة في العائلة
اخفت ذلك فهي تعرف مصيرها
بلغت الخامسة عشر
وأخوها وزوجته لا يعرفان ما الحل
حتى ذات يوم دخلت لغرفتها فجأة
وعرفت بذلك اقسمت عليها ان لا تخبر اخوها
لكنها لم تأبه بتوسلاتها
واخبرت على الفور
وهو فرح لذلك وقال واخيراٍ سأتخلص من هذه
ويبقى البيت لنا
رفض والده تزويجها حين رأى توسلاتها
لكن اخوها دفع والده وادخله الغرفة
وقال لا شأن لك بما يحصل
بعدها زوج الفتاة من رجل يبلغ من العمر خمسين عاماً
لأنها لم تكن جميلة بنظرهم
كانت بشرتها سمراء وعيونها ضيقة
وبدينه بعض الشيء لذلك لم يرغب اي ابناء عمومتها بها
تزوجت من ذلك الرجل وهي تبكي
لم يتدخل اي من اخوتها فكلهم صمتوا حين قال لهم من يريد عكس ذلك فليأخذها لبيته
جميعهم يخافون زوجاتهم كما هو لذلك صمتوا
بعد زواجها بذلك الرجل لم ترى الخير ابداً
كان عجوزاً حقيراً لا يملك ذرة رحمة
تزوجها وهو يتنمر عليها
حينما كان ينام ليلاً شخيره يصل لسابع بيت
ورائحة فمه المقززة
كان يعمل بالتجارة لذلك لم يتوانى اخوها عن اعطائها
مقابل كيس من المال
حين كان يذهب تتولى زوجتهُ
تعذيب الفتاة الصغيرة وتأمرها بالتنظيف والطبخ
وكذلك رعاية اطفالها
نحفت تلك الفتاة وذهبت ضحكتها التي كانت لا تفارقها
بغرفتها الصغيرة كانت ترمي جسدها المتهالك
كانت تدعوا ان لا يأتي الليل ويأتي ذلك الرجل المتوحش
الذي يضربها كل ليلة ثم ينام وتبقى باكية حتى الصباح
وهكذا كانت حياتها
بعدة فترة شعرت بألم في بطنها وبدأت تصاب بنوبات دوار وقيء
حينها بدأن يتهامسن بانها اصبحت حامل
لم تدرك ذلك
حتى اخبرتها ابنت زوجها التي تعمد لزيارتهم بين الحين والاخر كانت الوحيدة التي لا تعاملها بقسوة
صعقت حين عرفت بحملها وقالت لا اريد ذلك
اخبرتها بانه لا مفر ان لم يكن اليوم فغداً
مرت التسعة اشهر كسابقاتها الا ان يتخللها الالم
كان حملها صعبا لكونها لازالت صغيرة
ونحيفة
انجبت بعد مرور ثلاث ايام من الصراخ والألم
بنتاً بعيون كعيونها وبشرة ناصعة البياض عكس بشرتها
وشعر كشعر اليابانيين
فرحت بولادة طفلتها ضمتها لصدرها وبكت واصبحت تلك الفتاة أؤنسها ومؤنسها في الحياة اسمتها لجين
لأنها كانت كبياض اللجين
رغم انهم كانوا يقولون لها بانك ستنجبين فتاة تشبهك
فكانت تدعوا الله بان تكون ابتها اجمل الفتيات
وهكذا استجاب الله لدعواها
بعدها بسنه حملت بطفلها الاخر وانجبت
كان يشبه والده
حمدت الله بانه لا يشبهها
كانت قسوة البشر فضيعة لدرجة ان تجعل من الام تدعوا الله بان لا يشبها طفلها
وتوالت السنين واصبحت ام لأربعة اطفال قبل ان تسقط ويكسر حوضها ولم تستطع بعدها الانجاب
بعد سنوات اصبحت لجين  بعمر العشر سنوات
توفى والدها وهنا تفرقت العائلة
وطردوهم من البيت
لم تجد مأوى لها ولأطفالها
ذهبت لبيت ابيها  طردها اخوها وقال لا مكان عندي ولا اموال
كان والديها قد توفيا قبل سنتين
فلم يتقبلها اخوتها البقية
كان لديها ثلاث اخوات متزوجات من اخوة ويعشن بمدينة ثانية
ذهبت اليهن عسى ان يساعدنها
حين وصلت وجلست ببيت اكبرهن استقبلتها بحفاوة
كنت اكبر اخواتها اي ان فارق العمر كبير بينهن
فقد كبرت واصبح اولادهن بعمر الزواج
اخبرتها  اختها بأن زوجها مات وطردوها
غضبت من فعلهم لذلك وبدأت تصرخ على هذا العالم السيء
ثم قالت لا استطيع تولي رعايتك فزوجي لن يقبل
اخبرتها بأنها لا تريد سوى سقف تضع اطفالها اسفله
جمعت اخواتها البقية وقالت لهن نحن مسؤولات عنها
لم تأبه لمشاعر اختها وقالت كانت لوحدها وصغيرة ولم يقبل بها سوى ذلك العجوز
اما الان فهي زادت قبحاً ومعها اربع اطفال من يتزوجها
واخوتكن لا يردونها علينا ان ندبر لها منزل
غضبت اختها الاخرى وقالت من اين لي فأنها
لا استطيع تدبر معيشتي كيف بخمس افراد
وصاحت الاخرى وانا كذلك
كانت الفتاة لجين ترى كل ذلك رغم سنها الصغير
الا انها كانت تشارك امها احزانها وتحاول التخفيف عنها
امسكت يد امها التي احتقنت عيناها بالدموع
امسكت اولادها البقية وارادت الخروج
صاحت اختها من خلفها توقفي حمقاء وهل تظنين الامر سهلا لم تتحملي كلمتين من اخواتك فكيف العالم اجلسي لنفكر بحل
ليتنا ما عدنا ذلك اليوم لما تعرضت لما تعرضت من اقرب الناس لو كان غريباً لكان وقع الامر اخف
عادت امي وبعد مشاورات استمر لساعات
اتفقت خالاتي على ان تدفع كل واحد منهن مبلغ ويستأجرن بيت لنا
على ان تجد والدة لجين العمل لتصرف على اولادها
قبلت امي بذلك بسرور
رغم علمها بانها لا تستطيع فعل شيء
استأجرن البيت وعاشت فيه
كان غرفة متهالكة ومطبخ وحمام صغير مليء بالحشرات
كانت الغرفة تدخل الماء شتاءاً والحشرات والشمس  صيفاً
حاولت الام  وضع بعض الملابس لسد الفتحات
لكنها تبلى وتعود كما كانت
عاشت  في ذلك البيت
لم يكونوا  يملكون  شيء سوى ملابس قليلة بالية اساساً
بدأ الاطفال بالبكاء يريدون طعاماً
احظرت احدى اخواتها لهم في اليوم الاول
والثانية في اليوم التالي
وحين اتت الثالثة اخبرتها بان تخرج لتنظيف البيوت وتجني الاموال مقابل ذلك فلا احد يستطيع تدبر معيشتهم ما لم تتولى هي ذلك
قبلت بكل سرور كانت لتقبل باي شيء مقابل ان يشبع اطفالهم بطونهم
اخبرتها لجين بانها لا تريد ترك الدراسة
قالت امها بانها ستعيدهم في السنة المقبلة فهي لا تملك المال الان
وافق الاطفال على ذلك
ومرت السنوات وتحسن وضعهم قليلا حينما تعرفت ام لجين على امرأة كانت تنظف بيتها
اخبرتها بان قريبتها تريد امرأة تعمل مدبرة منزل لديهم
لا يرغب زوجها فيها اي كانت تقصد قساوة ملامح
والدة لجين لم تأبه بما قالت فهي لم تسمع سوى كلمة انها ستعطيكم الملحق وسيعيش اطفالك عيشة جميلة بظل هذا البيت وانت كذلك ستتولين بيت واحد بمعاش ثابت بدل بيوت عدة بأموال بخسة
وكانت من حسن الحظ ان البيت قريب لأختها الكبيرة
التي غضبت من ذلك واخبرتها بانها تخجل من ان تكون اختها خادمة عند جيرانها
لم تأبه بذلك وقالت لا يهم ما يقولون المهم ان يعيش اطفالي ببيت افضل من هذا
انتقلوا للعيش هناك
كان الرجل غير مبالٍ بها  وكذلك زوجته
لم يعقبوا على شيء اعطوهم مفتاح الملحق
ثم اخبرتها المرأة بقواعد البيت
وافقت على كل شيء
كانت تنهض صباحاً وتوقظ ابنتها لجين لتتناول الفطور وتوقظ اخوتها ثم يذهبون للمدرسة
اما هي فقد كانت تذهب لبيت الذي تعمل فيه تعد الفطور ثم تنظف البيت وتمسح الارضيات كل يوم كانت تعمل بجد وتشكر الله بأنه انقذها من بؤس الحياة
مرت السنوات وهم ممتنون منها ومن خدماتها
لكنها لم تكن تسمح لابنتها تحت اي ضرف من الذهاب للبيت لأنه وكما اشيع رجل كثير المجون
وابنتها كانت جميلة فحين بلغت السادسة عشرة اصبحت جميلة جداً
وفي ذلك الوقت كانت تذهب مع اخوها الذي يلازمها من البيت وحتى باب المدرسة
كان يصغرها بعام لكنه فطن جداً ادرك بسن صغيرة ان اخته محط انظار الرجال لذلك اخذ على نفسه حمايتها
كانت امها ترغب بان تكون طبيبة اكثر من اي شيء حلمها الذي حرمت منه
ارادة ان تحققه ابنتها
دائما ما يقوم الوالدين  بتحميل اولادهم مسؤولية تحقيق احلامهم المسلوبة
وهي قبلت بذلك بكل سرور فهو الشيء بسيط مقابل ما تفعلهُ والدتها
كانت في يوم من الايام تريد الذهاب للمدرسة
واخوها مريض جداً
اصيب بالحمى
اخبرتها امها بأن تأخذ عمر الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عام
قبلت واخذته معها
لكن حدث شيء لم يكن بالحسبان
تصادفت مع الرجل صاحب البيت
الذي فغر فاههُ حين رآها 
وقال من انتِ وماذا تفعلين في بيتي
إجابة بتلعثم انا لجين ابنت مدبرة المنزل
قال اين كانت تخبئكِ تلك القبيحة
اعتراها الغضب وقالت بصوت عالي
القبيح هو انتَ فأمي أجمل امرأة
كان خبيثاً لدرجة كبيرة
حتى لم يرد على وقاحتها
وقال اعتذر عن سلوكي
هل ترغبين بأن اقلكِ للمدرسة
نظرت اليه باشمئزاز أدركت نظراته
الخبيثة وقالت لا اريد
فأنا اذهب مع اخي
قال هكذا اذن وبدأ يمسد لحيته بيده ويبتسم
ذهبت لجين ولم تحسب لهذا اللقاء كم سيغير من حياتها
مرت الأيام والرجل يراقب لجين من بعيد
حتى أتى ذلك اليوم الذي طلب
من ام لجين ان تذهب مع زوجته إلى السوق
رفضت ذلك وقالت له بانها لا ترغب
فقال لها بأن عليها فعل ذلك وغضب
امثلت لأوامره وذهبت معها وقلبها معلق بأبنتها
ارسل احد الحراس إلى الملحق وأخبره بان يأتي جميع الاولاد
تفاجئوا من ذلك
واتوا طائعين
حينها ابقاهم مع أولادة واخبرهم بان لا يخرجوا
تساءل  الولد عن اخته
فقال لا تقلق سأرسل ابنتي إليها
لم يفعل ذلك بل ذهب بنفسه
كانت لجين تدرس كعادتها كان اليوم جمعة
حيث اعتادت على الدراسة صباحاً ثم اللعب مع اخوتها بقية اليوم
فتح الباب على مهل بالمفتاح الذي لديه
دخل إلى الملحق متسللاُ
   لم تسمع خطواته لأنها كانت تدرس بصوت عالي
رفعت رأسها واذا بوجه المشؤوم فوقها
انتفظت من مكانها لم تعرف ما عليها فعلة
امسك يدها بسرعة خاطفة ووضع يده الاخرى على فمها حين أرادت الصراخ
بهذه اللحظات بين دفع وركل وصراخ وقعت
بين يديه حين تعبت من ذلك بدأت تتوسل ان يتركها
لكن غريزته الحيوانية كانت أقوى من  انسانيته
فأعتدى عليها في ذلك اليوم
وخرجت ضاحكاً من الملحق بينما بقت هي تتخبط
بمصيبتها
مرت ساعتان وهي في الحمام تبكي
عاد اخوتها طرقوا الباب كثيرا لم تفتح
خافوا من انه أصابها شيء
عادت امهم بعد حين
آلمها قلبها عرفت انه لم يكن عليها ترك اولادها
دخلت ورأت تجمعهم حول باب الحمام
وضعت يدها على فمها وركضت نحومهم
اخبروها بان لجين لا تخرج
لم يخطر في بالها ذلك الرجل
لأنها لا تعلم بلقائهم
فحسب ظنها بأنها أحسنت ابقاء ابنتها بعيدة عنه
لم تحسب للقدر من حساب
طرقت الباب
توسلت بلجين ان تخرج لكنها أبت ذلك
كانت لجين خجلة من خروجها كيف ستجيب امها
كيف تنظر في وجهها
وضعت اللوم كله عليها بانها كانت غبية
لو انها لم تذهب ذلك اليوم لو انها لم تره
لو أخبرت امها على الاقل لما ذهبت
حل الليل
خرجت لجين وهربت لغرفتها
كانت امها تبكي في المطبخ ماذا عساه حل بطفلتها
مر اسبوع ولجين تأبى الخروج والذهاب للمدرسة
توسلت بها امها وقالت لها مهما كان ما حدث فأنا معك
اخيراً فتحت الباب
وارتمت بحجر امها باكية
اخبرتها كل شيء دفعة واحد ببكاء وعويل
لم تستطع والدتها تحمل ما حدث
بقيت صدمة مدة من الزمن ودوعها تجري
ثم نهضت وارادته الذهاب امسكتها ابتها
وقالت لا تفضحيني يا امي
حتى فعلت ذلك سيقول بأنها تتبلى عليه
وقد وضعت عينها على اموالي
هذا ما سيقول ويصدقه الناس
فهم ميالون لتصديق أصحاب المال
على أصحاب الحق
حينها حزمت امها الأمتعة
وقالت لن نبقى هنا
وافقت لجين على ذلك وانتقلوا
لبيت بجوار بيت اختها الثانية
لم تخبر احد بذلك
وبقيت لجين ترفض اي شخص لخطبتها وامها كانت تردد تريد أن تصبح طبيبة ابنتي لن تتزوج

تخاصمت اخواتها معها لرفض اولادهن
كانت لجين محط انظار الجميع
نحفت لجين واصبحت شاحبة
تراجع ادائها في المدرسة
مرت الأيام والسنين حتى أصبحت في آخر سنه من الثانوية
بدأت تدرس بجد بعد ان رأت امها تعمل جاهدة لتوفير
المال لدفع الاجار واخيها الذي ترك الدراسة وبدأ يعمل
أدركت نفسها اخير وقالت لم يكن خطئي
لكن ما يأتي سيكون ندمي ان لم أفعل ما بوسعي
لأصبح طبيبة
وهكذا
حتى اتت الاختبارات ثم نتائجها وقد حصلت على معدل الأعلى في المدرسة
أهلها لدخول كلية الطب
اتت من مدينتها وسجلت في القسم الداخلي
وبدأت ارتياد الجامعة وها هي الآن اصبحت في السنة الثانية
وأن سألتم عن هدفي فهو ان أصبح طبيبة
وبعدها انتقم من ذلك الحيوان الذي دمر أجمل سنوات عمري ..

لم اعقب على ما حدث لكن اعتصر قلبي الألم لما حدث لها ، لو أستطع والد ماجدة من فعل فعلته لكنت الآن مثلها ولعلي لست قوية بقدرها لكنت علقت نفسي  ومت ما كنت لاحتمل
لاحظت ماجدة توتري
علمت بأني تذكرت والدها
حين نظرت لها طأطأت برأسها خجلة
عاودت امساك يدها وقلت لا بأس لم يكن ذنبكِ
قالت نور كم البشر متوحشين كم الرجال حمقى
وعديمي ضمير  كم من فتاة دمرت حياتها بسببهم ، قالت مريم وهي تعصر يديها
كان صعبا عليك التكلم عن هذا اعذرينا على وقاحتنا
نظرت إلينا وقالت لقد ارتحت واخيرا افرغت كل ما بداخلي
لا بأس حقا
لكنها لم تستطع إخفاء غصتها ودموع عينيها 
وغادرت ....

لم أبقى سوى انا ومريم
أجلنا الحديث ليوم اخر فقد كفانا ما جرى للجين ونور
فقد ادميتا قلوبنا

على شفا الأنهيار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن