مرت الأيام وبدأت اعتاد على الحياة هنا رغم الاختلافات الكبيرة الا اني حاولت التأقلم قدر استطاعتي اتخذت منهجاً وهو لا بأس رغم كل ما يحصل عودت نفسي على الهدوء فمهما كان هؤلاء أناس جيدون الا انهم ليسوا عائلتي واني بتُ وحيدة حين موت عائلتي هذه الحقيقة الوحيدة
لذلك قررت المضي قدماً والسعي للوصول لهدفي وهو الانتقام ،
بدأت ارتاد الجامعة وقد منعوني من الذهاب وحدي
فقبلتُ بذلك ليس لي حال للجدال على أمور تافه
كنت اذهب مع صاحب الصوت الاجهش فقد كان معيداً في كليتهُ
ومعنا أيضاً نادية ومروان ورامي
كان جو الجامعة لا يختلف كثيراً عن البيت فالجميع ينظرون إلي كأني اتيتُ من كوكب آخر
ماجدة هي الأخرى قد عانت ما عانت من التنمر مثلي لكن عزيمتها لم تنكسر وبقيت شامخة حتى أصبح لديها أصدقاء وصديقات
كنا نلتقي في الجامعة
كانت هي في المرحلة الثانية وانا الأولى
تتصرف معي كأنها أكبر مني ودائماً ما تساعدني في فهم الأشياء الصعبة
تأتي لمنزل خالي في بعض الأحيان لندرس معاً
وبعدها تعرفت على فتاة اسمها نور
كانت محجبة لكنها مجبرة بسبب المجتمع كانت تلعن العادات والتقاليد التي هنا
تقول لي بأنها تحسدني لأنني لست مقيدة بالتقاليد
أعجبتني صراحتها
كنت ابتسم لها
تظن بأنني فتاة مدللة امضيت ُحياتي بفعل الأشياء التي أريدها
لم تعلم بأني لاجئةٌ هنا لم أخبرها اي شيء ولا أنوي ذلك بطبيعة الحال لا احب التكلم عن حياتي حتى مع اقرب المقربين ما بالك مع فتاة لم اعرفها سوى قبل بضعة ايام
كانت تحاول لفت انتباهي تتكلم كثيرا وتعرض عليّ ان نفعل اشياء عدة لكنني أرفض فلست بمزاج لفعل هذه الأشياء
كان الجميع يتنمر عليها ايضاً بسبب كونها لا تلتزم بالحجاب وتكلم الشباب وتناقشهم
وذاك التصرف لا يعجبهم ولهذا تتحاشاها الفتيات
بعد فترة أدركت برودي نحوها وعدم اكتراثي لأحاديثها جلست تبكي بصراحة قد دهشتُ من فعلها ذلك وادركت ايضاً كم كنت غبية وعديمة الرحمة
كانت بأحاديثها تحاول مد جسر للمحبة بيننا
لكنني لم أفعل شيء سوى تجاهلها
حينما بكت ذلك اليوم وقالت أنني لا افرق شيئاً عن هؤلاء وهي التي ظنت اني مختلفة
اخبرتها لمَ ظنت ذلك
قالت بسبب تنمرهم عليك وانعزالكِ عن المجتمع هكذا
من جهة أدركت انك وحيدة ومن جهة أخرى شعرت بأننا سننسجم معاً
بصراحة لم أكن أفكر باتخاذ صديقة جديدة فكانت ماجدة تكفيني
لكن بحديثها افصحت عن وحدتها ايضاً وهذا الذي جعلني أفكر بجدية بالموافقة
لم أكن اثق بالناس بسهولة الأمر صعب على فتاة مثلي عاشت حياتها بالصدمات
أصبحت صديقتي بعد ذلك
وكانت ماجدة تتخذ كل شيء حجة لتبعدني عنها
كانت تغار منها وتقول بأنني نسيتها
الأمر ليس كذلك اخبرتها عدة مرات لكن نور كانت معي بنفس الفصل
تقضي معظم أوقاتنا معاً
اما هي في فصل ثانٍ وكذلك لديها صديقات
لكنها لا تقتنع بكلامي وتفتعل المشاكل مع الفتاة
مرت الايام وانا اضحك عليها وعلى تصرفاتها الطفولية
عرفتني على صديقاتها لجين ومريم
كانتا احداهما من الشمال والأخرى من الجنوب
اما نور كانت من الغرب
اما نحن كنا من الوسط
كانت نور طويلة القامة بجسم نحيل يغطيه الجلباب الواسع عيونها كانت بلون اسود قاتم وبشرة بيضاء مرحة ثرثارة من بعيد لكن حين تعرفها تدرك أنها وحيدة جداً
اما لجين وهي من الجنوب كانت قصيرة وممتلئة قليلاً عيونها تشبه عيون اليابانيين وكذلك بشرتها وشعرها ،
لا ترتدي الحجاب ايضاً رغم ارتداء بنات عائلتها له لكنها رفضت ذلك
اما مريم كانت من الشمال وترتدي الحجاب وملتزمة به
عكس نور التي لا تهتم
كانت رقيقة هشة متسامحة جداً حين تكون معها تشعر بالطمأنينة دائماً ما تحول تهدأت الوسط حين يتعقد بصراعات نور وماجدة التي لا تنتهي
طيبة لحد السذاجة مهما كنت سيئاً او جيداً ستحبها
كانت الوحيدة المتزوجة بيننا وكان زوجها متحكم في كل شيء بحياتها لم تكن تبدي رأيها بشيء بسبب تحكمهُ بها حتى أصبحت كالدمية لديه
ولم تكن تشكو ذلك بل كانت دائما ما تخفي كل شيء خلف ابتسامتها المشرقة
بمرور الايام ولأول لقاءاتنا أصبحنا صديقات مقربات
لم أعرف في البداية التعامل مع هكذا عدد من الصديقات لم أكن أمتلك سوى ماجدة
لكن اعتدت عليهن يوماً بعد يوم
كانت الاختلافات جلية بيننا في الملابس والتصرفات وكذلك اللهجات
لكن لم نأبه لذلك فكان هذا الاختلاف ما يميزنا
أصبحنا جماعة منبوذة من قبل الطلاب
انظم إلينا فيما بعد طالبين أحدهما من الجنوب والآخر من الشرق
كان أحدهما حبيب لجين
والآخر يحاول التقرب لماجدة
اسم حبيب لجين وائل وهو من الجنوب
شاب ببشرة سمراء وعيون بنية واسعة
طويل القامة كان خفيف الظل كثير المزاح
يتشاجر هو الأخر مع ماجدة لأنها لا تتفق مع أي شخص يحاول فرض رأيه عليها
لكن سرعان ما يتصالحون
اما الأخر هو خلدون
شاب من الشرق كنت اسميهُ المدمن
بسبب الهالات التي اسفل عينيه وهدوئه المستفز
وكذلك انشغاله الدائم بقراءة الكتب
عرفت منذ اللحظة التي رأيته فيها انه يكره الجماعة كما انا لكنه اجبر على ذلك بسبب ميله لماجدة
كان بطول متوسط وجسم يتميز بالرشاقة
له أنف طويل وعيون بمحاجر لاهي كبيرة ولا صغيرة
لون عينيه يميل للبني وحاجبيه كثيفين لم يقم بترتيبهما ابداً
لم تكن ماجدة تعيرهُ اي اهتمام حتى اني اشك بأنها تعرف اهتمامه بها
انا الوحيدة التي أدركت ذلك لأنني اشاركُ
بالاحاديث كان ينظر إليها خلسةً حين تتكلم وتناقش البقية بأمور عدة
من هذا عرفت انه معجب بها فلم يكن يرفع رأسهُ من كتابه حينما يتحدث اي شخص عداها
كنا انا ونور وماجدة ندرس القانون
اما خلدون يدرس الآداب
و وائل يدرس الهندسة
و لجين تدرس الطب
اما مريم فتدرس إدارة الأعمال
تعرفت ماجدة عليهم كلاً على حدا حينما كانت تذهب للنادي
وبدورها عرفتهم على بعض واصبحوا أصدقاء
نور الوحيدة التي جئت بها انا
كان سامر يكره وجودي معهم حتى انه تشاجر معي مرات عدة لأتركهم وشكوتهُ لخالي الذي بدوره منعه من التدخل بحياتي وأصدقائي
كنت اسمع تهامس الفتيات حولنا
انظرن إلى ملابسها الا تخجل
لترد الأخرى وتقول انهن يصاحبن الشباب
اما الأخرى فتقول انهم يذهبون لذلك النادي
وتقول ثانية لو ان ابي يعلم بوجودها في قسمي لمنعني من الدراسة
كيلا اتأثر بها
قالت أخرى واخرى وزاد الكلام لم أكن اهتم على اي حال فكلامهم لا يقدم ولا يأخر
أنت تقرأ
على شفا الأنهيار
ChickLitحين تموت الأنسانية في قلوب البشر ويستوطن بدلاً منها الحقد والكراهية تكون انتَ شاذاً بالنسبةِ لهم بسبب انسانيتكَ تتعالى الصرخات لكي تنصهر معهم وتندمج لكن مايحدث هو الأسوء لا تستطيع الاندماج ولا يتركونكِ بحالك ستكون كنقطة بيضاء في رداء اسود ، رواية...