الفصل الاول ...

3.4K 52 3
                                    

"1"

احبب يوما كأنك عاشقٌ و أكره يوما كأنك ابن آدم !! ...

قصرٌ كبير يعج بالغرف المتلألأه من كثرة النظافه ،، منزل يطل بكل هيبته علي اسوار عاليه يختفي خلفها الكثير من الأراضي الزراعية علي امتداد طول البصر ،، أسوار كانت دائما تحول بين من يدخل الي القصر و من يخرج منه !! .. الكثير من الخدم يتحركون هنا و هناك ، لكل منهم رتبه .. ما بين مساعد الملك ، الي اصغر ساعٍ في المكان .. الجميع يتساوي رغم المكانة كلهم خدم و كلهم يعملون تحت إمرة الملك !! ...

في بداية مطلع القرن العشرين ، بقي من الزمن فقط بعض الدقائق لتشرق شمس الفجر الجديد تعلن عن قدوم يوم جديد .. بل سنه جديده !! ...

ابتسامه ساخره ملأت وجه تلك الفتاة الجميله التي وقفت تتابع من خلف نافذة غرفتها شروق الشمس الذي بدأ يظهر من خلف أسوار القصر العالية ،، لطالما تمنت ان تعلم ما خلف تلك الأسوار ،، و ماذا يحوي ما يوجد خلفها ؟؟ .. أهناك آفاق تمد علي طول البصر كما تفعل تلك الأراضي الزراعيه ؟؟! ..
خمسٌ و عشرون عاما هو العمر الذي عاشته بين أربع أذرع لتلك الأسوار شاهقه الارتفاع ،، لم تخرج ابدا من بينها كما لن تفعل قط ..
طوال سنواتها الخمس و عشرون كانت هوايتها الاولي و الأخيرة و ما تقضي فيه وقتها هو القراءه ،، بالطبع تعلمت الكثير حتي باتت تعلم من الاسرار مالا يعلمه احد ،، بالاضافه الي معرفتها من بعض الدروس المفيده التي كانت تحضرها مع سيدات هذا القصر !! ..

أتعلمون قصص الاميرات الخياليه ؟؟ .. دائما ما قرأت عنهن في الكتب و الصحائف القصصيه ، و لمرات عده ظنت نفسها تلك الأميرة الأسيرة "روبانزل" ! .. قصتها المشهورة من احتجاز ساحره عجوز لها طوال عمرها طمعا في سحر شعرها الاصفر الذي يبرق جمالا و يعيد نضارة الشباب ،، اختطفتها من أسرتها و عاشت الأميرة حياة منعزله في برج بعيد و ناءٍ .. كل فكرها كان في طريقه تمكنها من عبور البرج و التطلع الي الحياة الخارجيه ،،،

هي ليست تلك الأميرة الأسيرة "روبانزل" .. فهي لا تمتلك شعرا سحريا اصفر اللون ،، لم تُختطف من أهلها ،، و لم تفكر يوما بالتطلع الي ما خارج الأسوار .. كلما يشبههما هنا أن كلتيهما عاشت حياة مختنقه مغلقه مُنعت فيها من النظر خلف آفاق تمتد علي طول البصر !!  ... ..

صوت احدي السيارات الفاخرة "في ذالك الوقت" نبهها من شرودها بشروق الشمس ، لقد بدأ الكون ينير و هي ما تزال واقفه ... هي لن تُعاقب و لن تتأذي ،، و لكنها لا تحبذ رؤية أحدهم لها و هي تتطلع لما خلف الأسوار ستُقام حرب و مشاجرات ان حدث ذالك !! ...
من العربه الفاخرة نزل هو ذالك الوسيم يغلق زر بذلته ،، يمسك بيده حقيبه .. من نظرتها من ارتفاعها في الدور الثاني من القصر يمكنها ان تجزم انها حقيبه تحوي ادوات طبيه !! .. يبدو أنه الطبيب الذي أُستدعيَ لفحص الملك !! ..

طبيب القصر بقلم / شمس مصطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن