الفصل الخامس

1.6K 44 3
                                    

"5"  

"ان فقدت الأمان يوما فابحث عنه داخل شخص يعانق روحك و يكون نصفك الآخر" ...

دقائق طويله من البكاء المرير هي تتشبث بقميصه و كأنه أمانها الذي افتقدته منذ وقت طويل ،، منذ ماتت الملكة السابقة و تولي أبنها الحكم اصبحت تخاف النوم ،، اصبحت تشعر بعدم الأمان في كل مكان و زمان ، و كأنه سيقطع رقبتها في أي يوم .. ياللسخريه ، انه يذكرها بملك الحكايا "شهريار" .. قديما قالو انه كان يقتل امرأة كل ليلة إلى ان اتته ملاكه البريئ الذي أوقف تلك العادة السيئه "شهرزاد" .. اسطورة أعجبت الجميع قديما و مازال البعض يتغني بها حتي الآن و لكن حتي في الأسطورة عم الأمان يوما .. اما هي لم ترَ أمانا قط منذ رحلت الملكة ،، لا تعلم أهو بسبب الملك ام شعور داخلها لا تعلم من اين ينبع ..
لاول مره بعد وفاة والدها و الملكة تشعر بالأمان لدرجه انها أرادت ان تنام قريره العين بين ذراعيه ،، و لكنه غريب يا آزاد ماذا تفعلين ؟ .. أتعلمين عنه شيئ ؟! .. هو رجل غريب لم تريه سوا يومين في حياتك بأكملها ، في المرتين كان يؤلمك ؟! ..
و لكن أتعلمون شيئا عن فقدان الأمان ؟! .. بالطبع لا فلكم بيوت تسكنوها و أهل يحبونكم ،، اما هي فلم تلقَ سوا حنان والدتها و خداع الأمير من راهنت علي حبه لذاتها !! ..
اجل لقد أحبته في فترة من عمرها ،، كان حنونا مراعيا أعطاها بعد الأمان الذي تبحث عنه بان واعدها ذات يوم أن يقنع أباه بزواجهما ، و هي كالحمقاء صدقته و سارت خلفه فكاد ان يذهب بشرفها ،، و حين علم الملك فر هو كفأر صغير يبتل خوفا ،، أهذا من كان سيهبها الأمان ؟! .. لقد فر هاربا مع اول مواجه !  ...

هي خائفه بل مرتعبه من ذالك الشعور الذي شعرت به بين احضان هارون ، تراه سيكون جبانا خائنا مثل الأمير حين تفكر ان تنشد منه الأمان ؟! .. لا .. لن تنشد الأمان من أحد ستسعي جاهده الي ان تبقي علي قيد الحياة في هذا القصر الكئيب تنشد حمايته لها علي ان تنشد يوما الأمان من رجل !! ...

توقفت دمعاتها و توقف بكاءها ،، ابتعدت عنه بخجل شديد توبخ نفسها علي هذا الموقف ،، بينما هو ابتسم لها بهدوء قبل ان ينحني عليها قليلا يقابل زيتونتيها ،، مسح اثار الدموع عن وجنتيها قبل أن يبتسم بهدوء قائلا لها :
_ مش عاوز أشوف دموع تاني .. سرك في بير متخافيش عمر ما حد هيعرف حاجه عنه ،، هنفضل مخبين صوتك مش عاوز حد يعرف انك بتتكلمي .. و انا هحاول علي قد ما اقدر أساعدك تخرجي من الورطة دي !!..

اماءت له بهدوء ، بينما اعتدل هو في جلسته قبل ان ينهض من موضعه يعود الي مقعده في حال دخول والدتها ،، بالفعل ماهي الي ثوانٍ معدودة حتي دخلت والدتها و لكنها لا تحمل الطعام ،، بل تحمل وجها غاضبا مكفهرا ...
دخول رحمه الي الغرفة كان عاصفا غاضبا ،، اتجهت الي ابنتها تجرها من ذراعها توقفها علي قدميها قبل ان تهدر بها بعنف :
_ انتي بتتكلمي ؟! .. انتي بتضحكي عليا كل الوقت ده ؟! .. بتضحكي عليا انا ؟! مستغفلاني يا آزاد ؟!!! .. مكنش لازم تعملي كده ،، الملك مش هيرحمك و مش هيرحمنا .. ليه بس كده يا بنتي ليييه ؟!!!

طبيب القصر بقلم / شمس مصطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن