الفصل السابع

1.5K 41 3
                                    

"7"

"أحبني كـ أبنتك ، و سأحبكَ كـ أبي ،، فلا أغلى علي الفتاة من أبيها ، و لا أعز علي المرء سوا أبنته"

أصوات متداخله تستمع لها في أذنها لا تستطيع تميز أي منهم ،، ألم شديد شعرت به في حلقها أجبرها علي فتح عيناها ،، فتحت باب أشجار زيتونها تطل بهم علي سقف الغرفة ،، أزعجتها الإضاءة فاغلقت عيناها سريعا ثم عادت تفتحها ببطئ معتادة علي الإضاءة ... عيناها دارت في الغرفة من حولها ،، بلونها الأبيض و اجهزتها المزعجه تستطيع ان تتنبأ بأنها مشفى !! ..
كيف اتت إلي هنا و لماذا اتت ؟؟ .. فآخر ما تتذكره هو أنها كانت مع الملك في الغرفة الخاصة به ،، كان يضربها و تكلمت بجمله واحده ،، أيمكن ان تكون قد اثارت في نفسه شفقة نحوها فاطلق صراحها ؟! .. لا لا .. لا يمكن هي تعرف الملك أكثر من أي أحد بالطبع كلماتها زادته غضبا و سخطا !! ..

دارت بعينيها الغرفة تنظر لاوجه المتواجدين يبدو أنه لا أحد يدرك أنها استيقظت بعد ،، بجوار فراشها جلست والدتها علي مقعد بعيد قليلا عن الفراش ،، و بقرب الباب وقف هو مضجعا عليه منتظرا استيقاظها بيده شيئ يلهو به و بين فنيه و أخرى ينظر إليها ... كانا هما كل ما تحتويه غرفتها في المشفي غير الأجهزة الذي يصدع صوتها و فراشها الذي تتكأ عليه ،،

تاوهت بخفه تنبههما باستيقاظها ،، بتلهف ملحوظ اقترب من فراشها ينظر إليها بتساءل صامت عن حالها ،، بينما امتدت يد والدتها تساعدها علي الإستقامة في نومتها ،،
وضعت الوسائد خلفها تعدل من جسدها عليهم قبل أن تقترب تقبل رأس وحيدتها بعاطفه أموميه جياشه ،، ابتعد للخلف قليلا لتنظر لها آزاد بارهاق قبل أن تهمس بتلعثم :
_ ما .. مايه .. عاوزه ميه .

اسرع بلهفه يسكب لها بعض الماء من الزجاجه الكبيرة في كوب صغير يناوله لوالدتها لتساعدها علي ارتشافه .. ابعدت الكوب عن فمها تنظر لهما بشك و عدم فهم لما يحدث قبل ان تحرك شفتيها تسأل باقتضاب :
_ هو إيه الي حصل ؟! ..

_ كل خير يا حبيبتي ،، الملك الله يرحمه بقي و يسامحه عامل حادثه و هو مسافر عن طريق البر و مات ،، لما ابنه مسك الحكم فريده هانم أمرت اننا نخرج من القصر و الملك الجديد عفي عنك ،، الحمدلله يارب الحمدلله !! ..

إماءه صامته هي كل ما أجابت به علي حديث والدتها الحماسي الذي استعرضته منذ قليل ،، إلا أن والدتها لم تكتفي بشرح ما حدث في قصر الملك ،، إنما اكملت تثرثر بسعادة و فرحه :
_ و الدكتور هارون طلب إيدك مني و أنا طبعا موافقة !! ...

اتسعت غابات زيتونها بصدمه من حديث والدتها ،، أبعد كل ذالك مازال يريد الزواج بها ؟! .. أكان اعترافه بحبه لها حقيقيا حقا ؟! .. أيحبها و يريدها ؟؟ .. و لكن هي ماذا تشعر من ناحيتها تجاهه ،، لا تنكر انها يوما شعرت بالأمان في أحضانه ، و أنها أرادت التشبث به لاجل غير معلوم ، و لكن هذا لا يعني أنها تحبه ؟؟ .. أستعيد ما حدث مع الأمير مجددا ؟؟ .. لا .. لايمكنها ان تسمح لما حدث مع الأمير ان يتكرر !! .. لذا عبست بشده بينما تهتف لوالدتها :
_ بس أنا مش موافقه ،، انا مش عاوزه أتجوز !! .

طبيب القصر بقلم / شمس مصطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن