الفصل السادس

1.4K 47 2
                                    

"6"

أحفظ عهدا ما دمت تستطيع ، و لا تكسره حتي و لو كنت لا تستطيع ...

ركض الي حيث مقر عمل والده ،، ركضا لم يركضه في حياته بكملها ،، ركض يسارع الوقت لينقذها .. لينقذ من استغاذت به و طلبت حمايته و أمانه .. ركض يحاول فعل اي شيئ يمكنه أن يصلح به ما قد أُفسد !! ..
اقترب من مكتب أبيه يخرج بطاقة هويته يرفعها أمام الجنود المرابطين لباب وزير الجهادية ،، اطمئن له الجنود فسمحو له بالدخول ،، دخل يلهث الي مكتب والده ،، استقام الاخير ينظر لولده بتعجب يتساءل عما يحدث معه تساءل صامت قبل ان يندفع هارون يقترب من والده يتحدث بشيئ من الانفعال :
_ بابا الملك هيقتلها ،، مش عارف أعمل ايه ،، مش عارف أتصرف .. انا بحبها ! ..

تجعد وجه أبيه بعدم فهم و هو يشير له بالجلوس علي المعقد يهتف برزانه :
_ طب بس اقعد و فهمني مين دي و عملت ايه ؟ .. و انت عرفت منين ان الملك هيقتلها !! ...

_ مفيش وقت يا بابا ،، اسمها آزاد مامتها وصيفه الملكة فريده ،، باباها مات في الحرب .. الملك هيقتلها علشان ....

_ علشان ايه ؟! ..

_ مش هينفع اقول لحضرتك علشان انا وعدتها ان ده سر ! ..

قالها بتلعثم لينظر له أبيه بعدم فهم ،، سرعان ما استعاد هدوءه و رزانته هاتفا له بتفكير :
_ طب و عاوزنا نعمل ايه ؟! ..

_ مش عارف انا جاي أخد رأي حضرتك .

_ اعتقد ان مفيش حل طالما الملك قرر محدش هيقدر يرجعه عن قراره ! ..

قالها والده برفق بينما هو نكس راسه ينظر الي الأرض لا يعلم ماذا يقول فهو يعلم أن أبيه محق ،، لن يثني أحد الملك عن قراره فهو الامر الناهي و الآمر في تلك المملكة ، و لكن هذا ظلم .. آزاد لم تقترف إثما ،، هي فقط أحبت ابنه و كانت تريد حماية نفسها و ذاتها من حكم الإعدام الذي حُكم عليه بها زورا و ظلما ،، اجتمعت الدموع تغطي عيناه و هو يتذكرها حين امسكت به ترجوه الحماية ،، و قد ازدادت دموعه قهرا حين تذكر انه هو من أجبرها علي البوح بسرها و سعي لجعلها تتحدث ، فقط ليثبت لنفسه ان رأيه فيها كان صحيحا و انها ليست بكماء !! ...
انتفض يستقيم عن المعقد ينظر لوالده بتحدٍ قبل ان يتحدي ذاته في امر انقاذها ،، سيفعل كل شيئ يستطيع فعله او لا يستطيع فقط لينقذها من براثن الملك .. حتي و ان كان الثمن هو اختطافها و الهجرة بها بعيدا منفيا عن ذالك الملك الظالم ذو الطغيان !! ..

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

صفعة أطاحت بها لجانب بعيد من شدة قوتها ،، هي بجسدها النحيل و المريض لا تستطيع التصدي لكم الصفعات التي تلقتها منذ أن احضروها جرا الي غرفته هذه ،، اما هو فكان يفرغ فيها كل الغضب منها و من ابنه و من خديعتها التي انطلت عليه و علي جميع من في القصر بما فيهم والدتها !! ..

طبيب القصر بقلم / شمس مصطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن