الفصل الاخير

1.7K 56 5
                                    

"الأخير" 

هارون ... هو اسم علم مذكر يعني الجبل الشامخ و يدل اسم هارون علي القوة و الصمود !! ..
باختصار كانت هذه صفات هارون الأقرب الي الصواب ،، فطوال السنة التي عرفته فيها كان هارون مثالا للرجل ذو الكلمة التي لا تلين ،، فعلي الرغم من أنه كان يتساهل معها في أغلب الأحيان إلي انه كان حازما في أمور كثيرة ،، غالبا كان أولهم صحتها التي سعي هارون سعيا جادا إلي استردادها فكان يطعمها الأطعمة المفيدة المغزيه و يلزمها بوجبات يوميه لا تغفل أي منهم ، و قد كان صارما قاسيا في ذالك الأمر .. اذ أنه في اليوم الذي كانت تنقص فيه وجبه من وجباتها اليومية التي كانت تمتلئ بالخضروات و الفواكه الطازجه ، كان يعوض نقص معادن الوجبه بإبرة طبيه مؤلمه لا يتواني في اعطاءها لها ، و هي كانت تكره تلك الإبر الطبية بشده ،، فكانت تنتظم علي تناول وجباتها ليل نهار حتي تأمن شره و شر دواءه ...
استردت صحتها و بدأت منحنيات جسدها تعود لها من جديد معطيه إياها جمالا خلابا و ثقه أكثر في ذاتها ،، و علي الرغم من ان هارون لم يكن يهتم بأمر مفاتنها البارزه ،، إلا أنه لم يستطع اخفاء فرحته بامتلاء تلك المناطق مجددا و هذا ما زاد ثقتها بنفسها أكثر ..

ذالك المجنون تزوجها في اليوم الذي يلي الليلة التي اعترفت فيها بحبها له ،، و منذ ذالك الوقت ها هو قد مر عام كامل هي زوجته قلبا و قالبا ، لا تري منه سوا الاهتمام و الحب ،، اعاد لها نضارة وجهها ، و أهداها حريتها و كان لها خير ضلع خُلقت منه ...

ابتسمت لنفسها في المرآة و هي تنظر الي مظهرها للمره الأخيرة تعدل من قميص نومها الحريري الذي ينساب علي جسدها ببراعه مصورا اجمل مشهد قد يراه رجل قط ،، وضعت بعض ادوات الزينه البسيطة التي تعلمت طريقة وضعها من حماتها منذ وقت قريب ،، ابتسمت بفخر لذاتها و هي ترسل لنفسها قبل في المرآة بسعادة قبل ان تمد يدها تفردها بحنان فوق بطنها المكوره و المتده امامها لبعض السنتيمترات ،، ابتسمت بحنان شديد و هي تربت علي بطنها للمره الثانية ،، نطفته داخلها كانت هبه من الله يعوضهم فيها علي أيام مرت بها كل الألم و الحزن ،، و يسعدهم بها في حياة قادمة .. و لكنها كلما نظرت إلي بطنها الشبه منتفخه شعرت بالخجل الشديد كلما تتذكر رد فعل هارون علي معرفته بحملها في طفلهما الأول ،، لقد جن كطفل صغير فرح بلعبته الأولى و اصبح يوزع المال علي الفقراء ، يستيقظ كل صباح يسألها هل هي حقا تحمل طفله ام انه يحلم ؟ .. ثم ينزل الي والدته يسألها أتعلم بحملها بطفله ؟! .. لقد كان مجنونا حقا و لكن سعادته بنطفه في رحم حبيبته الأولى و الأخيرة امر كان بعيد الأمد لم يتوقعه ابدا قد يرسله الله لهم بهذه السرعة !! ..

ابتسم بحنان تربت علي بطنها تهدأ طفلها الذي بدأ بالركل بقوه قبل أن تهمس له بتأوه ضاحك :
_ أنا اتهريت ضرب حرام عليك ،، انا هلاقيها منك و لا من أبوك الي مصدق ان الشهور الأولى عدت !  ..

_ مالهم الواد و أبوه مدايقين العسلايه المقطقطه دي في ايه ؟! ..

قالها بعبث و هو يحتضن خصرها و بطنها المنتفخ بحركه مفاجئه جعلتها تفزع من دخوله المفاجئ دون صوت ! .. شهقت بعنف تلتفت تنظر الي وجهه بعبوس بينما تدب بقدمها الأرض ،، نظر إليها بابتسامه متسليه قبل ان يسألها بعبث :
_ اتخضيتي ؟! ..

_ انت حالف لتولدني في السابع بحركاتك دي يا هارون اتلم ! ..

ابتسم ضاحكا و هو يقترب منها مقبلا شفتيها هامسا أمامهما بتساءل :
_ مفيش حمدلله علي السلامة ،، وحشتني .. أي حاجه كده ، انا بقالي تمن سعات مطحون في الشغل علشان خاطر الباشا الصغير !! ..

كان دورها لتبتسم ضاحكه و هي تلف ذراعيها حول رقبته ترفع نفسها علي أطراف اصابعها تقترب من شفتاه تبادر بطبع قلبه خاطفه و هي تهمس له بسحر داعب خلجات قلبه هامسه بمكر أنوثي :
_ لا ازاي طبعا ،، ده انت وحشتني جدا جدا جدا .. ووحشت الباشا الصغير جدا جدا جدا ..

مع كل كلمة "جدا" كانت تقبله علي شفتيه قبل خاطفه سريعه لم تعجبه أبدا فهي تؤجج اشتياقه لها أكثر ،، لذا ضم خصرها بيده يرفعها قليلا عن الأرض ، ثم انقض علي شفتيها يقبلها قبل طويله شغوفه و قد ترك لنفسه العنان ليرتوي من شهد شفتيها كما يريد ...
ابتعد عنها لاهثا ينظر لها و عيناه تنحدر الي قميص نومها ، فابتسم بمكر و هو يسألها :
_ ايه القميص القمر ده .. جديد صح ؟! ..

اماءت بابتسامه متسعه و هي تراه يلاحظ انه جديد عن غير الذي اعتاد رؤيتها بهم ،، و لكنها وجدته يبتسم بمكر قبل ان يمزق حملتي الفستان القصير ليسقط اسفل قدميها و هو يقترب من شفتيها يهمس لها بشغف و عيناه تلتمع بهما الرغبه :
_ مش هنحتاجه !! ..

ضحكت بقلة حيله من أسلوبه المفاجئ الذي يفاجئها به دائما بتصرفاته غير المتوقعه ، قبل ان تبتسم بسعادة و هي تتعلق برقبته يأخذها نحو فراشهما الواسع ،، يضعها فوقه بحنان يلتهم شفتيها في قبلات حنونه سرعان ما تغيرت لقبلات شغوفه مليئه بالرغبة ،، ليحلقا سويا في عالم جميل ليس فيه سويهما !! ...

و علي الرغم من أنها أصبحت حرة بعد أن كانت حبيسة قصر ذو أربع أسوار عاليه ،، إلا أن هارون أستطاع ان يأسرها مجددا داخل أسوار قلبه الأربع .. هارون الذي لم تعرف الحب و لا الأمان سوا معه ،، هارون الذي أمتلك يوما قوة أستطاع بها ان ينتشلها للحرية ،، فلا حرية دون قوة ، و لا وجود للقوة إذا لم تتوج بالحرية ، فكان كلا من آزاد و هارون رمزان لحمامتين يكتملان .. كلاهما يرمز لشيئ يخصه .. و كلاهما لا يكتمل إلا بوجود الأخر !! ..

من هنا عليك أن تختار من يضمد جراحك بصبر و لين ،، و ان اخترت طبييا يوما فابحث عمن يطيب به جرحك ، و تسكن به آلامك .. أبحث عمن يعيد نضارة بشرتك و يهديك السلام دون مقابل .. فـ هارون لم يكن يوما سوا طبيب وجد سلواه في مريضته التي كانت تتوق للحرية و الأمان .. أهداها الحرية و توجها بالأمان ،، فقدمت له قلبها علي صحن من فضه ،، و رغم صدفهم الغريبة إلا أن القدر من يجمع بين الرجل و أنثاه التي خلقت من ضلعه .. فيعود الضلع الأعوج إلي صاحبه و يستقر الفؤاد .. فلا تبحث يوما عن مجرد زوجه رفيقة درب ،، بل أبحث عن ضلعك المفقود الذي خُلقت منه حواءك !! ....

تـــمــت بـحمـــد الـلـه 💕

"طبيب القصر"
بقلمي/شمس مصطفي 
21/6/2021

طبيب القصر بقلم / شمس مصطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن