الفصل الثاني

2.7K 44 1
                                    

"2"

أسرارك في بئر عميق يا صديقي و إن كان البئر يسرب الأسرار !! ...

علي فراش الموت _هذا ان صح التعبير_ كان يركد الملك المبجل بهيبته القابضه للارواح في مرض شديد و اعياء أشد ،، قالوا يوما أن لكل ظالمٍ يومٌ ينتهي فيه ،، و يبدو أن يومه يوشك علي الحضور !! لقد كان ملكا ظالما لكل من عرفه قوانينه  في البلاد واحكامه التي كان يصدرها جعلت الشعب كله يكرهه و لكنه علي الرغم من ذالك كانت له محاسن يحبها شعبه فطوال فتره حكمه لم يرَ الشعب احتلالا او سطوا من شعوب اخري ....
بجواره علي الفراش جلست زوجتاه الكبريات "فريده" و "كارمن" كل منهما تمسك بيده تربت عليها و امامه من الجهه الاخري زوجتاه "شاهيناز" و "أسيل" ... و من حولهم اطفالهم الذين كانو ليسو كثيرين فـ للملك ثلاث ابناء رجال و اربع فتيات ... الرجال كانو الاكبر عمرا ، و الفتيات كن الاصغر ...

بجوار فراشه جلست احبهن لقلبه الا و هي "حور" ابنته الصغري ذات العشرون عاما تبكي بحرقه مرضه الذي احني ظهورهم جميعا ،، ربتت فريده علي يدها تهتف بحنان تحاول طمئنت الجمع القلق :
_ متقلقيش يا حور بابا كويس يا حبيبتي ،، دكتور هارون كان هنا من شويه و طمنا عليه كلها كام يوم ياخد الدوا و هيبقي كويس !! ..

ازداد بكاء الصغيره و هي تحتضن والدها بشده تهتف باختناق :
_ لا انتي بتكذبي و هارون بيكذب ، كلكو بتكذبو .. لو كان كويس مكنش هارون خد مننا كلنا عينه دم يحللها أكيد شاكك ان بابا عنده مرض معين مش عاوز يقولنا عليه و خايف نكون اتعدينا !! ..

قالتها بحرقه و بكاء بينما يعم الصمت من بعد جملتها سوا من صوت بكاءها هي ،، بالفعل الجميع قلق ليس هي وحدها فـ هارون _الطبيب_ قد أخبرهم انه يشك في وجود شيئ من المرض لدي الملك و يحتاج للاطمئنان عليه عن طريق تحليل نقاط دمه ،، و لكن فريده هي من عرضت عليه ان يحلل دم جميع من في القصر لزياده الاطمئنان علي انه لا ينتشر بينهم مرض سيئ او فيروس ما !! ..
يبدو ان الحديث لا يعجب أحدا ، فقد بدأ ابناء الملك بالانزعاج او الخوف فاقتربو يقبلون يد والدهم باحترام و ينصرفون واحدا تلو الاخر ،، ثم بعدهن الفتيات اللواتي صدمن و لم يستطعن امساك دموعهن امام ما قلته حور !! .. لتفرغ الغرفه في النهايه من جميع الابناء سوا تلك القلقه علي والدها !! ....

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

أنهي فحصه عليها بعد ان كانت سمعت توبيخا لم تسمعه منذ كانت صغيره ،، فهو ما ان خرج من غرفتها حتي انفجرت والدتها توبخها بصراخ تجزم انه سمعه و هو خارج الغرفه !! ..
في الحقيقه هي لم تكن تريد من والدتها ان تجعله يفحصها ، لذا ارتدت ثيابا مريحه ظنا منها انه لن يأتي الي غرفتها ،، و لكن والدتها صدمتها بدخولها الي الغرفه و هو في اعقابها دون حتي ان تنبهها لتأخذ احتياطاتها ،،،

ابعد "هارون" سماعته الطبيه عن اذنه و هو ينظر للترمومتر الطبي بين يديه ،، هزه يعيده الي وضعه قبل ان يضعه في محلوله الخاص و يغلق عليه علبه المحلول واضعا اياه في حقيبته ،، تنهد يخطف نظره لها قبل ان ينظر الي حقيبه كبيره كان احد الخدم قد اوصلها له منذ قليل ،، أخرج منها بعض زجاجات الدواء الصغيره يضعهم لها علي الكومود هاتفا بهدوء :
_ متقلقيش دور أنفلونزا عادي بس محتاج اهتمام ،، ياريت تدفي نفسك الفتره دي علشان تخفي بسرعه .. و الدوا ده تلتزمي بيه مره الصبح و مره بليل ! .

طبيب القصر بقلم / شمس مصطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن