Twenty Memories ( Cottage Girl )

عيد سعيد !!!

كما تعلمون ان في داخل كل ناضج منا طفل صغير ينوح بالبكاء على لعبته الضائعة
اصبح الصباح وطلع الفجر وهب الرياح مع خرير النهر
اشعت الشمس دخلت غرفتي وانا لم احضى بثانية من النوم حتى
بقيت في الفراش اتأمل زرقة السماء الهادئة والغيوم اللتي ترسم لوحة يعجز فنان عن رسمها والاديب عن وصفها
نهضت يصعوبة من الفراش اللذي كان يسحبني اليه
وقفت امام مرأتي الطويلة اللتي لم يتغير مكانها منذ سنوات بدأت اتئمل مللمحي الشاحبة وعيناي المغلقتان وقامتي المتوسطة ووزني اللذي لا يفوق وزن ريشة نحيفة جدا ذات شعر طويل اسود توتي م لو انه اسرق سواده من منتصف اليل
بدأت اتئمل نفسي اذا بي ارى فتاة في السابعة من العمر بملابس العيد السابق
كان اول عيد اقضيه من دون والداي وقد لبست ملابس العيد اللذي قبله منطقيا لانه لا احد كان يفكر في او في شراء ملابس جديدة لي لم اكن اعرف احدا من اقاربي لان علاقتهم باهلي لم تكن جيدة على ما اتوقع فاهل امي لم يقبلو بابي صهرا  وحتى اهل ابي لم يقبل بامي كنة 
تذكرت ملامح تلك الفتاة البريئة يوم العيد مع بالون اسود وشعر غير مسرح ووجه حزين دون دموع ملابس قديمة وحذاء بالي تذكرت ذالك اليوم الممطر كأن السماء تبكي علي وعلى حالي
تذكرت صوت الرعد الذي لم يعد يخيفني لانه لا حضن لي اختبئ فيه
خرجت ذاك اليوم ووقفت تحت المطر امام الكوخ دون حركة اترقب كل التفاصيل من حولي
ثم ابتسمت ابتسامة مصطنعة وتنهدت تنهيدة تكتم صراخ قلب الذي يمزق اضلاعي
وقفت تحت المطر قليلا ثوم نزلت التلة متوجهة نحو الجرف اللذي مات فيه والداي ووقفت على حافته وكانت تربته تنجرف قائلة "ماما هل اعلم انك تسمعين بابا هيا هيا تعالو كفاكم لعبا للغميضة لم يعد هذا ممتعا تعالو نمضي العيد معا لاني ما عدت احب الغميضة هيا " بدأت اقترب واقترب اكثر حتى كدت الحق والداي الى ان جاءت قطتي وقد كانت في ذالك الوقت صغييرة جدا سمعت موائها الخفيف من بين الشجيرات
ورحت اركض نحوها مبتعدة عن الجرف حملتها بين يداي كان حجمها بقدر كفي تقريبا وعدت الى الجرف
"ماما انظري هي ايضا تلعب الغميضة مع والديها لقد وجدت من يرعاها في غيابهما ماذا عني؟ "
كان ااكون ينفطر حزنا على تلك الكلمات البريئة لكن ماذا عساه يفعل
"ماما بابا عيد سعيد احبكم لكني لا اقدر على زيارتكم دائما وداعا الى الابد اعرف انكم في الجنة . هل الجنة جميلة ؟هل اتبعكم يا ترى ؟لكن اريد اللعب مع قطتي !! وداعا "
كانت تلك اخر مرة زرت فيها ذالك ااجرف حتى اني محوت من ذاكرتي يوم وفاتهما لكن ها انا وبعد اربع عشرا عاما اتذكر كل شيء بالتفصيل كم لو اني اعيش تلك الايام من جديد
عدت الى الحاضر ااتأمل في شكلي الرهيب وقد مرت ساعة امام المرءات دون حركة
دمتم سالمين ساذهب للعمل بعد شرب القهوة مباشرة
عيد سعيد