تتوقعون ان موت والداي ...هو ما جعلني اهرب من الواقع ...لكن لو اخبرتكم .....ان هذه اليتيمة في سن صغيرة ...تعرضت لما هو اكبر منها بكثير......
فالواقع لا يرحم ....ولا يختار صغيرا ولا كبيرا لتعذيبه ....
......
اتجول امام ذالك البناء المهجور الذي يبدو من خارجه انه قد مر بفترة عصيبة .....اتأمل جدرانه التي انهد نصفها ...تلك النوافذ و الابواب اللتي هرئ خشبها وتصدئت مساميرها ومقابضها ....كلها مفتوحة على على مصراعيها ......اتجاوز الباب المقوس الكبير متجاهلة شبكات العناكب اللتي كادت تعلق في انحاء جسدي ..... دائسة على على ذالك الحطام الذي تحطم معه قلبي ....امشي في ذالك الرواق الطويل متوهمة صور هؤلاء الاطفال الصغار ....يركضون ويلعبون....تتراود ضحكاتهم في رأسي ...يصبح الامر مزعجا مع مرور الوقت ...فقد ارهقتني هذه الاصوات ....وكأن هؤلاء الاشخاص يسكنون عقلي ....وهم جزء منه ...صعدت ذالك الدرج ...ليقابلني مكتب المدير مباشرة ....ما زالت بعض اغراضه هنا ملطخة بالدماء اللتي تفوح رائحتها كجثة ماتت ولم تدفن ...اتجول بين تلك الاقسام اين كان معضم اصدقائي يدرسون.....امرر اناملي علي شضايا تلك الطاولات الخشبية المتفتتة ...اتفحص بتمعن الكتابات الموجودة على الجدران .....اوقفت ناظراي على صبورتنا البيضاء اللتي احمرت !.....اقترب من النافذة اللتي سمحت لقليل من ضوء الشمس بالدخول ما جعل ظلي يرسم فوق الحطام .....جلت بنظري انحاء تلك الساحة الكبيرة اللتي كن ا نستمتع بالركض فيها ....وضحكاتنا تسمع من آخر الشارع.....تتوسطها شجرة الصنوبر الضخمة ....اللتي خطف منها الزمان حياتها .....واسقط ارجوحتنا منها .....سارية العلم التي تعلو تلك المنصة واللذي لم يعد موجدا ....صوت الاطفال وهم يتلون النشيد الوطني بصوت موحد تردد في ذهني .....فجأة تحول لصوت صراخ ....طلقات رصاص وقنابل...تراكض الاطفال في كل مكان خوفا من القصف ....اختبائهم تحت الطاولات ووراء الابواب لا يفارق عيناي .....كانت تلك احد امسيات اكتوبر الباردة ...حين بدأ كل شيء..... حين اختلطت اصوات الرعد والرصاص....رائحة التراب المبلل برائحة الدماء ...كلها لم تفارق ذاكرتي..... بعد ذالك المنظر اللذي رأيت فيه الاطفال يسقطون ارضا واحدا تلو الاخر ....لا يفارق مخيلتي ....ما عساي افعل ...فالقلب اضناه الخوف آن ذاك وارهقه انعدام الحيلة ....مخلفات الحرب ...ما عساي افعل لانسها ....ما عساي افعل ....لامحو ذالك اليوم اللذي امرطت فيه السماء دماءا....واثلجت رصاصا...وانبتت جثثا ...وحفرت قبورا ...تدمرت مدرستي ....وتدمرت معها طفولتي واحلامي ...لم اقتل لكن قتلو برائتي ....صار ذالك الرواق خال تماما من الاحياء ...فقط الاموات غارقون في دمائهم ....
صار ممرا آمنا لالشيطان
اني كنت الناجية الوحيدة ....يبدوا امرا جيدا بالنسبة لكم لاني نجيب من الموت ....لكن لا ...والف لا ...في ليتني مت ...ولم اشهدت على ما شهدت ....فعذاب الفقدان اكبر من عذاب الموت .....ورؤية الدماء وتحملها ....اصعب من اراقتها ......تم نشره 04/09/2021
اعادة نشره 01/09/2024
ذكرى لاخواننا في فلسطين نصرهم الله
أنت تقرأ
Twenty Memories ( Cottage Girl )
شِعرجلست قبيل الفجر اترقب النجوم على شاطئ البحر حاملة همومي على اكتافي استقبلني الموج بصرخة عالية حركت مشاعري ووجداني اجهشت بالبكاء من كثرة الغموم والاحزان اذا بالبحر يخجل من حرني ويخفي موجاته السعيدة بدى لي كأنه بساط اسود كسواد اليل من هدوئه وخريره الط...