افكار مبعثرة ومشاعر مختلطة ببعضها كل مرة تعصف باحزاني واغرق في بحر الذكريات انتضر بصيص الامل وضوء الربيع
قررت اليوم تغيير الجو فاخترت ذالك الصديق الوحيد الذي يتحمل شكواي جلست فوق صخرة صماء اراقب الامواج وهي تتصارع بينها واحيانا تداعب قدماي فترجعني الى ذاك الواقع المرير
غدر الزمان تلك الكلمات وقعها على اذناي قاتل حتى لو كنت انا من يتلوها جراء تلك الوحدة التي تفتك بي بعد ان كنت محاطة باحلى واغلى واعز الناس لدي لم اكن احسب لزمن حسابه ولا احمل للمستقبل اي تكهنات فقد كنت صبية تعيش العمر لحظة بلحظة ولا تفكر بلغد لصغر سني فالوقت كان بمثابة متعة بنسبة لي كنت اركض في الكوخ او حتى خارجه فتتعالى ضحكاتي المخطلتة برائحة الطعام الذي تعده امي كي تغريني للدخول والتوقف عن اللعب تليها لمسات ابي وهو يحملني على كتفيه التي كنت المس الغيوم وانا فوقها فاذا بي اليوم هاهنا استأنس وحدتي بزقزقة الطيور وصوت الامواج فقد كان كل ذالك الامس القريب فالزمن يخطو بخطوات عملاقة قد تدمر تلك البيوت التي صنعتها وسط طريقه فيفرض عليك قوانينه الصارمة ويمنعك من بناء اي شيء حتى لو كان خيمة تحمي بها نفسك من برد الشتاء والا فالجلاد يحمل عصاه في يديه دائما
في غيابات ذالك الزمان الموحش كنت ارى امي ذالك الوعاد الذي يحتويني مهما كبر حجمي كنت اراها وطني حين تضيق بي الاوطان كنت اراها حبي الاول والاخير في عالم لا حب فيه هي اللتي تحبك دون مقابل وتعطيك دون مقابل وتسمع دون ان يرمش لها جفن كلها اذان صاغية لا تجرأ على ايقاف ثرثرتك التي بلا فائدة كثيرا ما كنت اعانقها فيطول العناق فتفهم ما اريد ان اقول دون قوله اترك تلك الاحاسيس تعبر من جسدي لجسدها فتتلقاها وتحسن فهما كنت اترك ذالك القلب الجريح يطير بجناحيه الى حضنها فتضمده وتقبله وتعتني به ثم تعيده سالما غانما لا يشكو من شيء البتى
اما ابي ونعم الاب ذالك الجبل الشامخ الذي يقف ورائي فاسند ظهري عليه بكل طمأنينية ذالك الغطاء الذي يحجب عني رؤية مساوء الدنيا تلك النجمة التي تضيء ليلي فاطلب منها امنية فتحققها ذالك الذي يمسح على شعري بحنان مدمجا معه بعض القوة لاحس بالامان ذالك الرجل الوحيد الذي احبني بصدق من كل قلبه دون مقابل يرجوه مني ذالك القوي الشجاع الذي كنت اراه بطلي عصاي السحرية التي حققت كل امنياتي ذالك الذي يؤمن بي وبقدراتي
اه اه ايها الزمن ماذا فعلت بي وبي قلبي المسكين جعلته يعاني منذ صغره منذ نعومة اضافره عذبته اشد العذاب ذالك العذاب الذي مزق شراينه واوردته
اما تلك الروح المسكينة لن اكلمك عنها فهي في حالة لا يرثى لها تستنجد باعلى صوتها لكنك وبقذارتك صنعت البحة في حنكها حتى صمتت وباتت تعاني في سمط
فما ادراك ما احوال الجسد التي لم تخرج من حربك باقل الاضرار حتى هي تلقت حصتها من العذاب نحيفة هزيلة لا حياة فيها جروح في كل مكان خلفها الزمن تورمات غزتها خلفها التوتر والقلق ناهيك عن بقع الاحمرار والاخضرار تلك صارت بنسبة لي كالاوشام تزينها
اما العقل فقد اخذته ولم ياخذ حصته جعلته يعيش في الاوهام اسرته في صندوق ذكرياتك غرست فيه بذرة من الجنون وسقيتها بدماء الامل الذي قتلته تكاد تنمو فتاخذ حصتها منه او تاخذه كاملا لا امانع فقد استسلمت للوحدة الان
كانت ابتلاء وصارت نعمة ......
أنت تقرأ
Twenty Memories ( Cottage Girl )
Poesiaجلست قبيل الفجر اترقب النجوم على شاطئ البحر حاملة همومي على اكتافي استقبلني الموج بصرخة عالية حركت مشاعري ووجداني اجهشت بالبكاء من كثرة الغموم والاحزان اذا بالبحر يخجل من حرني ويخفي موجاته السعيدة بدى لي كأنه بساط اسود كسواد اليل من هدوئه وخريره الط...