" من السهل على أي شخص أن يهزأ بشأن الندوب إذا لم يتم جرحه من قبل"
-ويليام شكسبير-
**
رمش الصبي الأشقر وفتح عينيه ببطء في صباح اليوم التالي، بينما تتحسس يده الفراغ بجواره.. كان عقله يحاول استرجاع ما حدث.. هل كان يحلم؟ هل أتى جونغكوك وأمضى الليلة معه حقاً؟ هل قام بتهدئته واحتضانه حتى نام؟ لمَ هو ليس هنا الآن؟ هل تغيرت نظرته اليه بعد أن رأى الفوضى التي كان عليها؟ هل أدرك اخيراً بأن هذه العلاقة صعبة ولن يستطيع الاستمرار بها؟ هل تخلى عنه؟
تسارعت نبضات قلبه وانتشر القلق عبر أوردته لينهض على الفور فزعاً على فراشه.
"لقد استيقظت صغيري". ظهر صوت جونغكوك ليجفل الصبي الأشقر ويدير رأسه بسرعة ناظراً اليه بعينين متسعتين.. تقدم الصبي الأكبر ليستقر بالجلوس على حافة السرير بجواره.
"صباح الخير جيميناه". قال بنبرة هادئة وهو يميل لطبع قبلة على جبينه. "الإفطار جاهز.. لم لا تأتي لتناوله".
نظر اليه جيمين والرطوبة بدأت بالتجمع في عينيه.. مال إلى الأمام دون وعي وأغرق نفسه في حضن جونغكوك الذي سارعت ذراعيه لتقريبه وعناقه بقوة.
"ششش.. أنت بخير حبيبي.. لا تقلق أنا هنا". أخبره بنبرة مطمئنة ويده تفرك بنعومة على ظهره لتهدئته.
بقيا هكذا لدقائق.. جونغكوك يهمس بكلمات حبه والصبي الأشقر محتضناً بين ذراعيه حتى شعر بأنه أكثر تمالكاً لنفسه ليبتعد أولاً دون أن يقابل نظراته.
"هل أنت بخير؟". سأله.
أومأ جيمين برأسه قبل أن يمسك بهاتفه من على الطاولة الجانبية ليكتب. "أنا آسف على ما حدث بالأمس"
"لا صغيري.. لا تعتذر أرجوك لأن ذلك لم يكن خطاك". أخبره ويده تزيح خصلات حبيبه عن وجه برقة قبل أن يتابع وقد علا الذنب ملامح وجهه."جيميناه.. أنا آسف..لقد دفعتك مجدداً إلى فعل شيء لم تكن مهيئاً له بعد.. كان يجب عليّ أن أكون أكثر حذراً معك.. كان يجب أن أكون قادراً أكثر على التحكم بنفسي.. ما حدث بيننا كان سريعاً ولم أعطك حتى الوقت الكافي لتخبرني إن كنت تريد ذلك أم لا.. أنا..أنا لم أتوقف طوال الليل عن لعن نفسي لأنني أرغمتك على....".
هز جيمين رأسه بشكل محموم ليتوقف جونغكوك عن الحديث.. أمسك بهاتفه وحاول الكتابة بأصابع مرتعشة. "أ..أنا..كنـ..كنت..أريد.." حاول القول لكنه لم يستطع اكمال جملته.. أخفض رأسه وقد بدأ الخجل والتوتر والذنب بغزو كيانه.. كان يلوم نفسه على جعل جونغكوك يمر بكل تلك الدراما التي أعقبت أمراً طبيعياً يحدث بين من يتواعدون.. جونغكوك لا يستحق أن يكون في علاقة مع شخص مضطرب مثله.. حتى وإن حاول طمأنته لكنه سوف يصل إلى مرحلة لن يعود بها قداراً على مواكبة كل هذا الجحيم الذي يغلف حياته.
أنت تقرأ
ليالي الخريف
Fanficتجول جيمين بعينيه في أرجاء النادي ومشاعر الحزن قد بدأت بنشر جذورها في قلبه.. كان ينظر الى الناس من حوله آخذاً مشهد من يتحدث ومن يضحك، من يغني ومن يرقص بكل سعادة وابتهاج ليتساءل في نفسه ما سيكون شعوره لو كان حراً مثلهم، لو كانت نشأته مختلفة، لو لم يك...