"من رحم المعاناة انبثقت أقوى الأرواح، فأعظم الشخصيات محفورة بالندبات"
-جبران خليل جبران-
**
كان جيمين في خضم تحضير عشاءه عندما سمع رنة الاشعارات ليخرج مسرعاً من المطبخ نحو هاتفه المستقر فوق الطاولة الخشبية في غرفة المعيشة.. أمسك به بلهفة وفتح على الرسائل لتتسارع نبضات قلبه حين قرأ رسالة جونغكوك.
جونغكوك شي
مرحباً.
أنا جونغكوك.
هبط الصبي الأشقر على الأريكة وعيناه مثبتتان على المحادثة دون أن تتزحزحا عنها حتى عندما قفزت أري للاستقرار في حضنه كي تنعم بدفئه.
"لقد راسلني حقاً أريا". قال لقطته التي لم تأبه له ودفنت وجهها تحت كفها الصغير لتنام بسلام.. ابتلع جيمين بصعوبة وبدأت أصابعه المرتعشة تكتب على لوحة المفاتيح.
جيمين شي
مرحباً
كان كل ما استطاع كتابته.. شعر بانقطاع أنفاسه حين ظهر الخطين الدالين على أن جونغكوك قد قرأ النص، وبقي لثواني محمومة مترقباً الرد.
جونغكوك شي
هل أنت مشغول؟
هل راسلتك بوقت غير ملائم؟
بدأ جيمين الكتابة لكنه قام بمسح ما كتبه.. كان متوتراً جداً وغير قادر على تهدئة نبضات قلبه المتسارعة.. مسح يده المتعرقة بطرف بنطاله وعاد للكتابة مجدداً ثم ضغط على الارسال.
جيمين شي
لا
نظر الى الرسالة لوهلة وشعر بأن اجابته مقتضبة للغاية.. عليه أن يستخدم كلمات أطول.. عليه أن يجري محادثة لائقة.. عليه أن يكون أكثر شجاعة.. أخذ نفساً حاداً وعاد للكتابة.
جيمين شي
لقد كنت أحضر العشاء
جونغكوك شي
أوه. حقاً؟
ماذا ستتناول؟رد جونغكوك على الفور لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيّ الصبي الأشقر.
جيمين شي
الأرز المقلي مع الكيمتشي
جونغكوك شي
هذا يبدو شهياً حقاً.
جيمين شي
أنت تقرأ
ليالي الخريف
Hayran Kurguتجول جيمين بعينيه في أرجاء النادي ومشاعر الحزن قد بدأت بنشر جذورها في قلبه.. كان ينظر الى الناس من حوله آخذاً مشهد من يتحدث ومن يضحك، من يغني ومن يرقص بكل سعادة وابتهاج ليتساءل في نفسه ما سيكون شعوره لو كان حراً مثلهم، لو كانت نشأته مختلفة، لو لم يك...