Part 8

4.2K 346 73
                                    


الهدوء كان يعم المكان.. صوت العصافير كان يجعل ارض الغابه مسالمه عكس حقيقتها.. هواء الفجر المنعش كان يشعر جسده ببعض الراحه و السكون... ربما ذلك جيد، فقد واجه صعوبه في البقاء هادئ طوال ليله امس

كان يجلس على الارض العشبيه خلف بيته الصغير.. اخذ ينظر لشروق الشمس بصمت بشديد، عينه البيضاء بدت خاليه و فارغه كـ العاده.. مع انه في الحقيقه امتلك الكثير من المشاعر بها!

اغلق عينه ببطئ شديد يستنشق الهواء بهدوء لعل ذلك يريح صدره قليلا.. شعره الابيض تطاير مع نسمات الرياح المنعشه لتغلغل شعور جيد في نفسه.. مع ذلك فهذا لم يدوم طويلا..

تذكر حينها تلك الرائحه المغريه! اكثر ما قد ينعشه هي تلك الدماء.. الذ ما قد تذوقه قط، كما انها اجمل رائحه مرت عليه طوال حياته الممله!

رائحه رفيقته المتوفاه! المرأه التي احبها بجنون شديد.. ولكنها رحلت منذ عشرة آلاف سنه و برفقتها طفلهم الصغير! ابتلع ريقه بصعوبه بينما عقد حاجبيه بألم شديد.. عليه نسيان ذلك.. لأجل ما تبقي من حياته التي حاول تكريسها للوحوش

اخذ نفسا عميقا قبل ان يفتح عينه البيضاء ببطئ شديد ينظر للقبر الذي يجلس امامه.. قبر رفيقته و بجانبها قبر صغير لأبنه ايضا..

نظر بمعالم خاليه من الحياه للقبرين قبل ان يبتسم بخفوت، رفع رأسه للأعلى مجددا ينظر للسماء قائلا بهمس شديد لنفسه

" حسنا.. قريبا جدا سأكون معكما!"

ليس وكأنه اراد البقاء على قيد الحياة! ولكنه فعل ذلك لأجل وحوشه، فـ في النهايه فتره حياته قد شارفت على الانتهاء.. و لم يكن حينها يشعر بالحزن ابدا.. فأخيرا يمكنه الرحيل و رؤيه طفله و رفيقته

" ملكي! لقد احضرت بعض من الدماء! "

ظهر صوت روبرت فجأه ليستدير ينظر له بهدوء، لقد كان يحمل صينيه بها كأن واحد يحتوي على كميه كبيره من الدماء

الرائحه كانت فضيعه بالنسبه له، فقد كانت معايره مرتفعه جدا منذ تذوقه لدماء إيڤا.. إلا انه و في بعض الاحيان يطر للشرب بما ان هذا الامر يساعده على البقاء حياً.. و مع ذلك، فهو لم يشعر بشعور جيد لشرب الدماء

" حضر لي ما كانت تشربه إيڤا"

تمتم بخفوت بعد رجوعه للنظر لقبرها بصمت، في حين ان روبرت رمش لحظات بتوتر قبل ان يقول بخفوت

" و. و. لكن ملكي.. الملكة كانت تفضل حليب الشوكولا! انه ليس جيدا لجسدك ابدا!"

THE HORIZON.|| الافقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن