فصل خاص

2.2K 164 66
                                    


صوت دهس العشب كان واضحا.. الخطوات الحذره و السريعه للحذاء المسطح المهترئ كان واضحا لأي كائن يعيش في الغابه

الانفاس اللاهثه المتعاليه كانت متوتره.. قلقه، و متعبه من الجري الذي دام فتره طويله.. و بين احضانها، سله فواكه بنيه متوسطه الحجم.. تحتضنها بقوه إلى صدرها بينما تضرب يد السله الطويله المقوسه وجهها في كل مره توشك على السقوط بسبب التربه الرطبه

عينها نظرت بفزع شديد لأنحاء الغابه المظلمه التي تداخل ظلامها و رعبها مع وحوشها التي تراقب من بعيد من دون التدخل.. و في كل ثانيه، اعتقدت انها قد تموت مع الطفل الذي تحمله في السله!

بالطبع، لم تكن هي حمامه السلام التي تحاول انقاذ الطفل! بل كانت الشر الذي يحاول اخذه لمكان موته الاخير.. و هي، كانت يجب ان تحرص ان لا تتبعه ابدا!

سمعت همهمات الطفل.. مما جعلها تتوقف فجأه ناظره للأنحاء بأنفاس لاهثه و عين حمراء متوتره.. رفعت يدها و ابعدت الوشاح الابيض الذي يغطي وجه الطفل.. و حينها، رأت شعرا ابيض قليل و رموش بيضاء طويله.. بشره شاحبه تماما كمصاصي الدماء و حواجب صغيره بالكاد يمكن رؤيتها بسبب لونها الابيض!.. تماما كـ الوشاح الابيض، بدى وكأنها تحمل كائن لن يمسه الظلام ابدا!

" يجب ان يكون هذا كافيا!"

تحدثت بتوتر شديد.. و ببطئ،انحنت بحذر لتضع السله القديمه على العشب تاركه الطفل في مكان معزول بعيدا عن الكائنات الحيه التي قد تنقذه!.. و هذا ما كانت تريده!.. موت الطفل بصمت و انهاء لعنته التي حلت على عائله مصاصي الدماء!

تراجعت للخلف ببطئ و نظرت بحذر شديد للسله الوحيده التي تتواجد على ارض الوحوش.. و تسائلت ان كان من الصواب حقا ترك طفل رضيع وحده في مكان ناء مليئ بالاشجار و الوحوش!

ولكنها كانت تعرف الجواب.. إلا ان مخالفه الاوامر هو اخر شيء قد تفكر بفعله في حياتها!. كان هذا الطفل هو ابن روز! ملكه مصاصي الدماء.. التي تم الكشف عن خيانتها للملك بعد انجابها لطفل تم تسميته بالمشوه القبيح.. طفل لم يمتلك سوى لون ابيض وكأن حياته ستكون خاليه من الالوان و السعاده..

و الملكه التي لم تستطع تحمل رؤيه وجهه.. امرت احدي الخادمات برميه في غابه الوحوش المحرمه.. الغابه التي كان يعاني الجميع منها لأحتوائها على وحوش خطيره تلتهم الجميع.. و اعتقدو، انها الطريقه المثاليه للتخلص من طفل غير مرغوب..

الخادمه التي نظرت لبره اخرى للطفل في السله قد تراجعت للخلف و تجاهلت امر رضيع ولد منذ ساعات فقط.. رضيع لم يكمل اليوم الاول من حياته بعد.. إلا انه تم ألقائه في الغابه ليموت بصمت و من دون اعتبار لحياته!

THE HORIZON.|| الافقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن