الفصل السابع : جبلُ داي الشجاع

400 21 62
                                    


Maria's pov :

قد أمسى الوقت متأخراً و لم يعد مانجي بعد...
بدأ ينتابني قليلٌ من القلق، أين عساه يكون؟

قُرع الجرس ..

فسُعدتُ لعلمي بوصول أخي الكبير إلى المنزل أسرعت لأفتح لهُ الباب مقبلةً بابتسامة تكاد تشق فاهي و ما إن رأيته ..

صدمت بما رأيت ..

أحقاً ؟... هل أحلم أم أن أخي مقيدٌ برفقة شخص غريب؟

لم أستطع النطق بحرف بينما بادر أخي بتقديمي لذلك الشخص قائلاً ...

"إنها شقيقَتي الصغرى ... إنها مآريآ
حسناً و ماريا أنت أيضاً أُعرّفك إنه صديقي يوزو ..."

لقد كنت مذهولة و فرحة في آن معاً ..
إنها لأول مرةٍ يحضر فيها أخي مانجي غريباً معه من المدينة إلى المنزل ..

ثم سألته " سماعاتك أين .. سماعاتك؟" ليرد " لا أحتاجها بوجود يوزو "

لقد كان سعيداً لم أدرك ما يعني لكن المهم أن شقيقي سعيد ..

" آه عذراً هل يمكننا الدخول فكما ترين ساقي .. الوقوف لمدة طويلة يصبح مزعجاً .."
قال الشاب المدعو بيوزو لذا انحيت معتذرة و مرحبة بآن معاً ..
مشيت أمامهم نحو غرفة الجلوس حيث جداي كانت جدتي تتشاجر مع جدي أثناء لعبهما طاولة الزهر معاً .. جذب أنظارهما يوزو بدخوله فانحنا و عرّفهما بنفسه ثم طلب مانجي الإذن لبقائه معنا فرحبا بذلك بشدة لطالما أحبا جداي إكرام ضيوفهم و خاصة ضيوفَ شقيقي مانجي لندرتهم فلا يزورنا إلا عُصبته غريبة الأطوار تلك .. 
لاحظت القيد الذي يربطهما و لم أستطع منع نفسي من الشعور بالحرج من تصرفات شقيقي غير اللائقة " مانجي كن أعني شقيقي الأكبر الرائع هل أجبرت السيد يوزو على التعلق معك هكذا طوال اليوم ؟" استشعرت رجفة تسري في جسد شقيقي من رأسه حتى أخمص قدميه إلا أن رعشة يد و رجفة جفن المدعو يوزو إثر لكنتي المليئة بالرعب التي وجههتا لمانجي دعتني لإطلاق ضحكة خفيفة لابد أنه لم يتوقع أن يرى تلك الملامح على وجهي .. إن كان يودُّ العيش معنا عليه أن يعتاد طباعي أولاً ..

بادر يوزو بالكلام بعد أن تخدّر لسان شقيقي قائلاً " لقد استأذنني قبل فعل ذلك لذا لا بأس حقاً ما من داع للغضب أنسة مآريآ "

لطالما امتلكتُ موهبةً باكتشاف الأشخاص عندما يكذِبون إلا أن يوزو كن مختلف أنا حتى لا أستشعر منه أيةَ هالة لا الكذب و لا الصدق وجدا طريقهما في أقواله لذا ما كان مني إلا أن أرخي تعابير وجهي سامحةً لشقيقي أن يتابع تنفسه بالمعدل الصحيح ..

" حسناً لا بأس إذن هلاّ رافقتماني نحو الحديقة الخلفية أريد أن أريك جمالها يا ضيفنا و فكّ وثاقكك بمقص الشجر بآن معاً "

إنه مهذب تبعني مع شقيقي دون أسئلة أخرى ،فقط يبدو أنه ليس مهتماً للغاية بحديقتي لكني واثقة أنه حال رؤيتها سيهوي في حبها كما يفعل الجميع فلتنتظر قليلاً سيد يوزو فما أنت مقبل على رؤيته قطعةٌ من الجنة

حيثُ الحبُّ و الحربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن