قائمة الطعام

40 2 2
                                    

في هذا المنزل توجد بعض العادات الغريبة التي احتجت للتأقلم معها .
وأحد هذه العادات هي تقديم طلب للوجبات التي نرغب بتناولها خلال اليوم.
فنكتب على ورقة صغيرة ونضعها على أحد طاولات المطبخ لتقوم ليلى بمراجعة المكتوب و اعداد الطلب.
لأصبح مجبرة بالتفكير بما أرغب بتناوله قبل قدوم اليوم التالي .
و هذا أفادني جدا ، فنمطي الغذائي قد تحسن كثيرا ، فبفضل جهود ليلى، بعد مراجعتها لطلباتنا تقوم بالتعديل عليها لتقدم أجود الأطعمة بإضافتها للمكملات الغذائية، لنحظى بوجبات متزنه وصحية !
وليس ذلك وحسب، فعندما استيقظ باكرا أتمكن من رؤية جميع المتجهين للمطبخ لإعطاء قائماتهم الخاصة. لألاحظ تفاصيلا مثيرا للاهتمام .
كإختلاف الأذواق
فلوك على سبيل المثال دائما ما يفضل تناول فطور ذو نكهات حلوة (البانكيك والوفلز) ، أما ريان فعلى العكس فهو يحب تناول البيض والشطائر ولا ننسى طلبه الخاصة لكوب قهوته اليومي .
والإختلاف لا يكمن هنا وحسب فحتى شكل ورقة كل شخص منا تختلف عن الآخرى ،فورقة ميرا .. حالتها يرثى لها ،أما راينر فعلى العكس تماما ! ورقته تبدو من مستو آخر !
ولكن هناك شخص واحد في هذا المنزل لا يكتب طلباته، ويقف كل صباح داخل المطبخ ليبدأ شجاره المعتاد مع ليلى ..نعم أنه أستاذي إيفان، إلا أن ليلى تعاتبه وتكرر الكلمات ذاتها
"لا كتابة لا طعام"
لما يجهد إيفان نفسه ويتبدد عناء الوقوف والصراخ كل صباح هذا ما سألت نفسي في أول مرة.
ففي ذلك الصباح تملك الفضول مني لأسأله بسذاجة عن سبب امتناعه عن الكتابة..
وبالطبع
لم يبدو مرتاحا بالإجابة عن سؤالي ليخبرني باختصارا تام بأن الكتابة كل يوم مضيعة للوقت
لم افهم ما كان قصده لاقترح عليه الكتابة عوضا عنه.
رغم بساطة سؤالي إلا أنه قد تعمق بالتفكير، ليحدق بصمت إلى ورقتي الفارغة
فيغادر المطبخ بعد أن رفض مساعدتي
أردت لكم نفسي كلما تذكرت كلامي في ذلك اليوم.
أستاذي ليس من النوع الذي قد يبالي بأمور كهذه إلا أنني اعتذرت منه لاحقا عندما سمحت لي الفرصة!
لن أقوم بكتابة سبب اعتذاري له فهذا سر بين الطالب ومعلمة /( > • < /)
لا أريد تكرار خطأي مجددا علي أن أصبح شخصا أفضل
العبرة التي علي تذكرهااا
لكل منا سر لا يريد للآخرين معرفته !

                                                               -إيلما

المذكراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن