البجعة السوداء

6 0 0
                                    

‏نهاية يوم آخر افتقد به محادثاتنا المعتادة والأيام الهادئة وسط أشجار الصنوبر و خرير المياه، ادراكي لانتهاء تلك الأيام يجلب ألم في صدري و يملؤ قلبي بصدى لا يسمعه غيري، بمجرد انتهئي من الفطور واحتسائي لأجود أنواع القهوة ابدأ بالعمل مباشرة، لأركب العربة برفقة ليندا متجهين معا لمقر العائلة الرئيسي.
عادة لا تحظى النساء بدور كبير في العائلات، و لكن عائلتنا ذات نظام مختلف، فعلى كل من الرجل والمرأة الالتزام بمهامه وخدماته سواء الفروسية كما أفعل أنا أو الاجتماعية كليندا، داخل العربة عادة ما تكون فرصتي الوحيدة في الحديث معها
وللأسف..
تتفاقم سحابة التساؤلات والاحتمالات السيئة داخل رأسي فيرتابني قلق شديد يمنعني من الكلام، فيمضي الوقت شيئا فشيء و أنا كالأبله منهمك بتحريك الخاتم على إصبعي البنصر ..
تبا لما يدعى بالتوتر!
عند وصولنا يتم اصتحاب كل منا لقسمه، فتأتي أحد الخادمات لترافق بليندا إلى غرفة الاجتماعات في حين اسير بعيدا في الطريق المعاكس تاركا شكوكي وهمومي ورائي مع رائحة عطرها.
رؤيت النساء في قسم الفروسية ليس بالأمر الصادم فمنهن قد يعتبر أقوى من معظم الرجال وذلك  لامتلاكهن لياقة مرونة  أعلى.
وبالطبع وبسبب سمعتي السيئة، علاقي مع معظم الأعضاء شائكة للغاية، فيصل لأذني أحاديثهم الفارغة عني وكلامهم المفبرك من مخيلتهم الواسعة.
وأحد أحداث يومي الشائقة..(مضيعة للوقت حقا)
هي ألعابهم الطفولية في الساحة، فينقلب التدريب لحلبة قتالية ضدي تسلط بانظار المارة إلي، وللأسف تخلو النزاهة من قتالاتهم ليستخدم الفرسان أسخف الخدع محاولين الاطاحتي بي.
رغم استخدامهم لأساليب رديئهم إلا أنني قمت بالتغلب عليهم جميعا! (كالعادة)
و في طريق العودة أكون قد استهلك كافة قواي  فأجلس بالعربة بصمت تام.
فالآن انقلب الوضع و أصبح مجرد التفكير بحوار ما مرهقا للغاية.

                                                          ريان  ~ 

المذكراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن