⑦ تكونُ

1.7K 152 104
                                    


أحياناً الظّروف تصنعكَ
و أحياناً أخرىٰ أنتَ تصنعُها

...

السّاعة الواحدة.. و الظّلام في الأرجاء، مع رائحةِ المطر الحزين، في غرفةٍ جميلةٍ أحبها جِيمِين.. كان تفكيره 'طفلُ أوميغا' كم سيندم للقدوم على الحياة بهذا الشيء.. أوميغا.. لكن كلّ لحظة تمرّ هي ضياع من حياته! ما الفائدة؟

هو علىٰ سريرٍ ناعمٍ، مريح و كالحرير علىٰ جسده.. لكن ما الفائدة من هذا؟ عندما يعلم أن المستقبل لا يحمل أيّ شيء له.. لقد كره هذا.. أحسّ جِيمِين بالغضب من الحياة هكذا، و لعن الليلة الّتي قُدّم بها كأوميغا.. تلمّس الملاءة الناعمة و حدق بالجدرانِ.. ماذا لو ثبّط نفسه، و أكمل الجامعة؟

لم يعد بصبرٍ يسمح له السّكون، لا.. هو يرى بوضوح كيف حلمه بعيد و يكاد علىٰ السّقوط من حافّة عالية جداً.. حتىٰ يتكسّر.. يتحطّم أمامه.. و هو عاجز هنا، تجمعت الدّموع بعينيه، و برغبةٍ بعدم تصديق الواقع نهض.. يسيرُ علىٰ الأرض الباردة تحت قدميه، فيقشعرُّ.

لكن نظر نحو قدميه.. أكان بهذه الرّقة؟ يبردُ من أرضٍ باردة و يقشعرّ جسده منها ليرتجف؟ فيتسارع بالسير.. و ينزلُ السّلالم.. نحو غرفةِ والديه.. لكن يقف في المنتصف. إيوم بين يديّ ألفاه الآن.. دافئ، و قد يكون نائم أيضاً.. هو الوحيد المستيقظ مع ضجّة أفكاره لا غيره و صمت المنزل.

" اللعنةُ علىٰ كلّ هذا " همسَ لنفسه و جلس أرضاً بمنتصفِ غرفة المعيشة.. و حدّق بالأثاث حوله. شعر بالبرودة و شعر و شعر و شعرَ.. حتىٰ ضحك وعياً و إدراكاً. كان عاطفيّ، و كئيب.. كلّ ما يمكنه فعله هو أن يشعر.. و الألفا جميعهم يفكّرون.

فبقىٰ في مكانهِ، يتحدّىٰ جسده للمقاومة و تحمّل البرد البسيط للأرضية الخشبيّة.. فأحسّ بالنّعاس، و الإرهاق يتسلّلانِ له، و جفناه يثقلان.. و سقط بنومٍ بمكانهِ مع جسدِه المُقشعرّ من البردِ.

•♪♭

صباح اليوم التّالي.. عندما فتح جُونغكُوك عيناه و آلمه حلقه، و التّعب كما لو كان بطريقةٍ ما التقط مرض من البرد، لكن بطريقةٍ أخرى.. هو لم يكن حقاً مريض، لا.. هو بخيرٍ و يلاحظ قوّة جسده أيضاً. فنهض و أوّل ما توجّه له كان المطبخ في الطّابق الأسفل، جائعٌ و هي بالكاد الساعة الثامنه. لا زال بحاجة للدراسة فتأدية الاختبارات قريباً.. لم يتبقَ شيء عليها.

فتح الثّلاجة و أخرج ما وجدَ من طعام، والدهُ اليوم في المستشفىٰ و اليوم القادم سيكون في العيادةِ الخاصّة.. والدتهُ الحامل- لا صبراً.. والدتهُ كانت تجهض لفترة طويلة فقط لتربيته. ماذا عن إيوم؟ والد جِيمِين.. لماذا جِيمِين للآن لا يمتلك شقيق؟

مع بعض التّفكير هو أكل ما كان أمامه، و والدتهُ كانت في باب المطبخ تنظر له.. يضيعُ في تفكيره و حتىٰ اللقمة ما عاد يمضغها.
" جُونغكُوك؟ ما الأمر معك عزيزي؟ "

بلوڤبُوفِيل  JIKOOK Ω Omegaverse ¹⁸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن