الفصل العاشر

313 70 172
                                    

بعد لحظات رغم قصرها شعر بها كأنها سنوات ارتقى فيها الى النعيم بين ثنايا انوثتها العذبه ؛ ابتعد بقدر بسيط بينما لازالت انفاسه تحط على عري كتفها ورأس انفه الحاد يلامس برودة بشرتها المرتعشة
الابتعاد عنها كلياً يبدو أمراً مستحيلاً بالنسبه له بعد ان طوقته رائحة عطرها الشهية وسلبته عقله
لكن جشع رجولته سحبه اليها بلطف وخفة يرنو على سحابة الحب التي أمطرت نيراناً في داخله فالتهبت معها كل جوارحه ولهاً بها ...

اراد وصال شفتيها .. ان يلتقط شيئاً من ثمارها اللذيذة ..!
اذا كانت دماؤها شهية بذلك القدر فكيف تكون شفتيها ؟
كيف تكون انفاسها اذا ذابت في فمه وتخللت كل اوردته وشرايينه وصبت في حنايا قلبه ؟!

ارتجافة شفتيها رغم جمود جسدها بين يديه جعلاه يتمادى حد الوصول اليها ؛ ولكم يبدو هذا اللقاء مغرياً ليشبع شبق حب فرد شباكه في كل تجاويف قلبه وما عاد له سلطة عليه .....
لكنها حالما قارب ثغره من شفتيها وشعرت بأنفاسه تتداخل في مجال انفاسها أشاحت وجهها عنه ترفض تماديه معها بذلك القدر

ولما رأى من صدها ورفضها كتم شعوره الخانق وانسحب مغادراً من الجناح بعد أن القى كلماته وهو يهم بالابتعاد : سأرسل الطبيب اليكِ ليعتني بجرحك .

حال خروجه من الحجرة فقدت قدرتها على التوازن وسقطت أرضاً في مكانها تمسك كتفها بعينين شاخصتين وأنفاسٍ متلاحقة
تقسم ان قلبها كاد ان يتوقف منذ لحظات امام سطوة حضوره فكيف تسارعت نبضاته الان بتلك العجلة !!
ما الذي حدث للتو على أي حال ؟
لم تكن سوى مجرد قبلة صغيرة منه .. فكيف أفقدتها توازنها وسيطرتها على كل حواسها حتى غدت كالمنومة مغناطيسياً بين يديه !!!

ليلتها تلك لم تكن هادئة كما كانت ترتجي ولم يزرها فيها النوم رغم تأخر زوجها عن القدوم الى جناحهما بسبب انشغاله في التحقيق مع الرجل الذي هاجمهما
تقلبت في فراشها طويلاً تستجدي النوم عبثاً في حين لازالت نبضاتها مبعثرة ولا شيء يلم شملها منذ قبلته تلك !

وكأن في شفتيه شيء من السم مخيف ؛ وبقبلته تلك انتشرت سمومه الى كل انحاء جسدها فتنظر الى كتفها كأنه مكان منكوب
قبلته فيها نوع من الفيروسات الذي يكاد يفتك بجسدها وروحها بينما يتنقل بحرية في مجرى دمائها ليقتلها ..!

وما زاد الطين بلة عودته أخيراً قبل ان تهرب منه الى نومها ؛ فكان اول ما فعله قبل ان يبدل ثيابه او يستلقي في فراشه ان اقبل عليها متسائلاً بلباقة فيها من الحِلم واللين ما يرهبها أكثر من شدته وقسوته : كيف حال جرحك الان ؛ ألازال يؤلمك ؟

اشارت نافية بصمت واختارت ان تفر من حصار عينيه الى النوم لعله الان ينجدها لكن شعوراً بالخوف بدأ يتسلل الى دواخلها
ماذا لو كان ما يصيبها ليس سوى بدايات حب ؟
ماذا لو تمكن منها واوقع بها في حبه ؟؟
أيمكنه ان يفعل ذلك حقاً !

" القمر الأزرق | Blue Moon "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن