الفصل السابع عشر

308 80 112
                                    

لم تجد منه رداً فأرخت جسده على فراشه وصاحت في الأطباء بقوة تطلب نجدتهم وقد زار الهلع ملامحها خشية ان يكون قد لفظ اخر انفاسه بالفعل
بضعف وقلة حيلة تمسكت بكفه ترجوه ان يتماسك في حين اسرع الاطباء اليه تلبية لندائها وأخذواً يحاولون اسعافه بيأس وهي تتأمل ملامحه التي ازدادت شحوباً وضعفاً ...

انه يموت ...
دونغهي الان يموت امام عينيها !!

تصفطت قطرات العرق مضاعفة على ملامحه بينما كانت انفاسه تنازع صدره تكاد تنقطع
أسرع الأطباء باسقائه بعض الأعشاب التي قد تساعده على انخفاض حرارته واعشاب اخرى تسهل عليه عملية التنفس حتى استكانت حالته رويداً رويداً
وعندما استسلم لغفوته مرهقاً فاقداً للوعي بقيت كلارا تراقبه بصمت من بعيد في حين كان طبيبه يضع له كمادات الماء البارد بين الفينة والأخرى
ومع بدايات ظهر ذلك اليوم انضم لهم انهيوك في الجناح والذي حضر أخيراً بعد ان عمل منذ الفجر في البحث عن نوع السم الذي جعل الملك طريح الفراش

حدق قليلاً بدونغهي الذي بدا راكد الأمواج هادئاً في فراشه قبل ان يتكلم متمنياً : لنأمل ان يتمكن جسده من التحمل قليلاً بعد ..

نظرت له كلارا بزاوية طرفها قبل ان تجيبه : هل عثرتم على الترياق المناسب ؟

حرك رأسه موافقاً دون الالتفات اليها : لقد تمكن الاطباء من معرفة نوع السم وهم يعملون الان على تحضير الترياق المناسب لكنه يحتاج بعض الوقت ليصبح جاهزاً ؛ لحسن الحظ يبدو انه لم يشرب الجرعة الكاملة من السم وذاك ما ساعده على البقاء حياً حتى الان !

لم تعلق شيئاً على كلمات انهيوك بينما بداخلها تدعو ان يتمكن من الصمود باخلاص ؛ هي على يقين بقوته وقدرة تحمله
لا يمكن لرجل مثله ان يموت ضعيفاً في فراشه ؛ لا يمكن لمجرد سم خبيث ان يتمكن منه ...

وبالفعل مع حلول عصر ذلك اليوم اصبح الترياق جاهزاً ولحسن الحظ أخذه دونغهي دون ان يبدي جسده اي مضاعفات ضد الترياق
وشيئاً فشيئاً بدأ يستعيد وعيه بينما أخذت حرارة جسده بالانخفاض استجابة للعلاج في مساء ذلك اليوم
لكنه لازال ضعيفاً فلم يتخلص جسده تماماً من اثار السم فبقي طريح فراشه يستعيد عافيته بتمهل تحت اشراف ثلة من الأطباء المنتقيين بعناية .

وقُبيل غروب شمس اليوم التالي ؛ شعر بجسده يستعيد شيئاً من قوته فاستغل فرصة غياب الأطباء عنه ظناً منهم انه نائم لينهض من فراشه
ببطء وحذر اتجه نحو الشرفة القابعة في جناحه بحثاً عن بعض الهواء النقي بعد ذلك الحبس الذي بدا له طويلاً بين الجدران
أسند كلا ذراعيه بتعب الى الحافة الحجرية وسرح نظراته التي لازال فيها شيء من الذبول في المساحات الشاسعة امامه التي بدأت تتزين بخضرة الربيع المبهجة بينما ينسحب فصل الشتاء افلاً مع غيومه في المدى البعيد

" القمر الأزرق | Blue Moon "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن