الفصل الخامس عشر

320 73 133
                                    

بذات ابتسامته القذرة التي يتطاير المكر منها اجاب بنبرة خافتة : اعرفك جيداً جلالتك ويسرني ان أسير غداً في جنازتك ......

اتسعت نظراته ذهولاً وهو يتراجع بخطواته للخلف وبسرعة أخرج خنجره من داخل ردائه مستعداً وهو يرى مجموعة من الرجال الملثمين يتكاثرون بأسلحتهم خلف ذلك الضخم
ما يقوله هذا الرجل الان يعني ان هذا الهجوم متعمد ويقصد به التخلص من الملك بشكل مباشر
أيعني ذلك ان الخائن عرف بأمره وارسل رجاله اليه ؟!
لكن كيف ومتى !!!
وهل سيتمكن من انقاذ نفسه وزوجته من هذا الفخ الذي نصب لهما على حين غفلة منه !!

تأكد من وجود كلارا بأمان خلفه بينما كان يتصدى لهجماتهم الواحد تلو الاخر بصعوبة لكن كثرة عددهم عليه كانت سبباً في تلقيه ضربة من سيف أحدهم ولولا سرعته في تجنب تلك الضربة لكانت القاضية
نظر الى الجرح الذي خلفه السيف في صدره صاكاً على اسنانه فهذا الفخ يبدو الخلاص منه اشبه بالمستحيل فأخذ ينظر حوله بحثاً عن وسيلة تساعده للخلاص منهم
ولحسن حظه وجد في احد الدكاكين الصغيرة القريبة منه مجموعة من الجرار الفخارية استخدمها لابعداهم عنه برميها عليهم وضرب رأس كل من يقترب منه بها

من حيث لا يدري رآهم يتزايدون امامه بأعداد كبيرة تجعل مواجهته لهم أمراً مستحيلاً ؛ كما انه لا يحمل سوى خنجر صغير امام سيوفهم ليدافع عن نفسه به
والأدهى من ذلك وجود كلارا معه والتي يخشى تعرضها للخطر او محاولتهم استغلالها لتهديده فما كان لديه من حيلة سوى الهرب منهم على عجل

سحب كلارا من يدها واسرع في الجري بالاتجاه المعاكس لهم مبتعداً بين زحام الناس في السوق لعلهم يتوهون عنهما
وجد أحد الأزقة الضيقة في طريقه فدخله بسرعة وداخل احد المحال في ذلك الزقاق اختبئ مع كلارا بين مجموعة من الأقمشة المعلقة والثياب
حاصرها بجسده بينه وبين الجدار بينما يوجه نظرات نحو الزقاق بقلق ملتقطاً أنفاسه بصعوبة لجريهما الطويل

اما هي فنزلت بنظراتها الى ذلك الجرح في صدره والذي على إثره صبغ قميصه العاجي باللون الأحمر الدموي فهمست بخفوت : انت مصاب ..!

قبل ان تتابع جملتها وضع كفه بسرعة على شفتيها يسكتها وأشار لها ان تلتزم الصمت حتى لا يكتشفوا امرهما بينما وصل اولائك الرجال الى الزقاق وأخذو يبحثون عنهما مثيرين الفوضى في المكان
نظرت عميقاً في عينيه من هذا القرب الشديد الذي يجمعهما وشعرت بأنفاسها التي كانت تتلاحق منذ لحظات تكاد تختفي تماماً امام سطوة حضوره المهيب رغم ما هم فيه من بلاء !
قطرات العرق التي غزت ملامحه وسارت على اخاديد وجهه مختالة بينما عينيه الداكنتين تنهيانها عن اصدار اي صوت من بين خصلاته الفحمية التي التصقت في جبينه ..

" القمر الأزرق | Blue Moon "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن