" القمر الأزرق | Blue Moon "

الفصل الخامس

يتعاقب الشمس والقمر بدوراتهما الروتينية ساحبين عجلة الأيام لادور معهما فمر شهر طويل بأيامه منذ اعتكف دونغهي عن التحدث مع الأميرة وقراره بتجنب اي تماس بينهما بعد اهانتها اللاذعة له بتفكيرها
في تلك الايام شغل نفسه بأمور المملكة متعمداً الحفاظ على المسافة الفاصلة بينه وبين الأميرة لعله بذلك يحافظ على توازن مشاعره أيضاً فلا يقع لها وهي الثابتة التي لا تميل ...

وخلال صباح يوم هادئ اخذت نسماته تداعب امواج البحر بلطف لتتمادى مياهه الى رمال الشاطئ تبللها بعبثية فتخفف من سخونة الشمس التي تهاجمها ..
وعند ذلك الشاطئ وقف ذلك الملك هادئ المعالم حد الجبروت ؛ شامخ الهيئة حد العظمة بينما يشرف بنفسه على عمليات بناء الميناء التجاري الجديد الذي خطط له طويلاً
يؤمن بداخله ان الاساسات هي الأكثر أهمية في بداية أي مشروع لتأتي ثماره كما يستطاب لها ولذلك لن يترك هذه المهمة لشخص غيره

وبينما كان يقف في مكانه مرابطاً لفت انتباهه صوت صرير عجلات عربة تجرها الخيول فالتفت بهدوء يراقب وصولها حتى توقفت في مكانها
تعجبت نظراته رؤية المستشار الأول للمملكة نيكولاس يترجل منها برفقة الأميرة كلارا فتجهمت ملامحه وهو يبعد نظراته عنهما دون ان يسمح لنفسه بالتفكير فيما جلبهما الى هنا معاً

لكن مبتغاه بدا صعب المنال عندما اقترب منه المستشار نيكولاس ليقدم تحيته متكلماً : أرسلني الملك آثاليوس لمعاونتك في حال احتجت لاي مساعدة في ما تفعله جلالتك

دون ان ينظر اليه تكلم بهدوء : لست افعل ما يحتاج المساعدة ؛ اراقب سير البناء فحسب

اضاف بعد هنيهة من الصمت : ما كان يجدر بك احضار الاميرة لهذا المكان في جو حارق كهذا بلا سبب يذكر

تكلم نيكولاس بنبرة غلبها الجحود رغم لباقتها : ذهبنا لزيارة قبر ولدي الدوق جايدن قبل قدومنا الى هنا

شعور بالضيق كتمه في دواخله في حين لم يبدِ اي شعورٍ على تعابيره المتصلبة و همهم بهدوء فأضاف المستشار : أستميحك عذراً لكن أتمنحني الاذن بالاطلاع على احوال البناء عن قرب ؟

اشار بالايجاب بينما يشبك كلا يديه خلف ظهره : الاذن لك .

ابتعد بخطواته عن الملك ليتجول في ارجاء البناء الذي لازال في بداياته بينما بقي الاخير في مكانه يراقب الاميرة التي كانت تتجول بين العمال تتحدث اليهم بودٍ رغم حذرهم منها وخوفهم البادي على تعابيرهم
جاهد نفسه للامتناع عن الاقتراب منها وكبح فضوله بمعرفة ما تتحدث عنه مع العمال حتى أتت اليه بنفسها

قدمت تحيتها له باحترام وتساءلت بينما تنظر حولها بحيرة : اين اختفى المستشار نيكولاس ؟