الفصل الثالث عشر

310 76 185
                                    

ملاحظة : أصدقائي الصورة في الأعلى 👆🏻 هي صورة تقريبية لشكل عيون كلارا لمن يرغب بتخيل مظهرها بشكل صحيح ؛ مع العلم ان هذه الحالة متواجدة في الواقع تدعى حالة هتروكروميا تتمثل باختلاف لون قزحتي العين .

صرت على اسنانها بغضب تحاول اخفاءه ففشلت : من الجيد لكما استذكار الماضي الجميل ؛ واني لفي عجب انك تركتها وعدت باكراً الى هنا ، كان من الحري بك قضاء طيلة الليل بجوارها لتزيلا الأشواق بينكما ....!!

احتاج بضع لحظات من الصمت متعجباً نبرتها تلك قبل ان تظهر شبه ابتسامة ساخرة على شفتيه متمتماً : لو لم اكن اعرفكِ جيداً لاعتقدت انكِ تشعرين بالغيرة كلارا !!

مع اخر ما تفوه به من كلام التزم الصمت في حيرة كما فعلت هي ؛ غيرة ..!
أيعقل ان تراودها الغيرة عليه ؟!
الا تكون الغيرة من قلب محب !
أيعني ذلك ان حبه لها أثمر أخيراً ووصلتها نسمات الهوى حتى باتت تغار عليه من النساء الأخريات .!!

اما هي فحالما استوعبت كلماته انتفضت في مكانها بنفور تدرأ عن نفسها اتهاماته : أي هراء هذا الذي تتحدث عنه ؛ ليس هناك ما يدعوني للشعور بالغيرة ؛ كل ما في الأمر ان تصرفك لم يكن لائقاً أبداً !
لقد تجاهلت وجودي امام ضيوفك وطلبت من الأميرة مرافقتك دون ان تهتم لموقفي المحرج عندما يغادر زوجي مع امرأة اخرى ويتركني خلفه بغير اهتمام !!

بداخلها كانت تعلم تماماً ان ما تتفوه به هو الهراء بحد ذاته ؛ وان تصرفة غير اللائق الذي تدعيه كان بتخليه عنها كما اعتقدت ..
للحظة كانت تتمنى ان يقف بجوارها كما فعل من قبل امام والدها ؛ كان عليه ان يقف بصفها ، ان يتصدى لتلك الأميرة المتبجحة ويحميها من كلماتها اللاذعة !
كانت ترجو منه ان يلزم الأميرة حدها ويتباهى بكلارا زوجة له ليضع حداً لاحلامها به عوضاً عن التحدث معها بشكل ودي حول ماضيهما الذي كانت هانا تتباهى به امام كلارا !

رد عليها دونغهي برجاحة عقل : لم احاول التقليل من شأنكِ بكل تأكيد وانما تعمدت ابعادها عنك لما شهدت في عينيك من ضيق برفقتها

أضاف بمكر لعله يستخرج شيئاً من حبها ويحفز غيرتها بعدما لم يقتنع بتبريرها ذاك : انا بالتأكيد لا أحبذ أي تصادم بينكِ وبين هانا فوالدها شخص مهم  وهي تعني لي الكثير ؛ لذلك كوني اكثر حذراً في التعامل معها

استدار دون ان ينتظر ردة فعلها على كلماته ليخفي ابتسامته عن عينيها الغاضبتين وخلع سترته بهدوء ليبدل ثيابه ويذهب للنوم
وبامتعاض استلقت كلارا في فراشها تحاول كظم غيظها هباءاً ؛ ما الذي يعنيه بكون هانا تعني له الكثير !
ألم يدعي انه مغرم بها ؛ وانه تزوجها لانه يحبها ؟!
فكيف له ان يتحدث بكل اريحية عن امرأة اخرى دون ادنى اهتمام لما تفكر هي به ؛ حتى انه دعاها باسمها دون أي ألقاب فالى اي مدى هما مقربين اذاً !!

" القمر الأزرق | Blue Moon "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن