"لمَ تبدو و كأنها ضائعة؟، بلا مَنزل"
"ولكن برأيكَ سوبين ، ما الذي سيحدث لو كانت الشمس مستطيلة؟"
قلّب المعنيّ عيناهُ بملل واضح، هنا تحت هذه الشمس الحارقة وهما يقومان بعمل ميداني..هل هذا حقّا وقت لطرح أسئلة كهذه؟"كانت ستحرق مخك المستطيل هذا" أجاب سوبين بتأفأف
قهقه يونجون بمرح ، فإغاظة صديقه هي هوايته المفضلة .
تحركا بعد إنهاء عملهما نحو السوق الذي أصرّ يونجون على زيارتهُ لأن بهِ أشهى المأكولات ، نعم هذا ما خُلق يونجون لأجله.
في منتصف أزدحام السوق والأصواتِ العالية يأكلُ يونجون بإستمتاع بينما كان سوبين في أسوأ حالاته. لطالما كان جادّا لا يستطيع الأستمتاع باللحظاتِ أو حتى الإحساس بالمرح ، يكرهُ الجميع تقريبًا عدا نفسهُ ويونجون صديقه.
"اللعنة عليكَ يونجون أريدُ العودة للمنزل!"
صرخ سوبين غاضبًا قبل أن يجرّ يونجون الذي لم يتوقف عن التذمر بأنه لم يُكمل طعامه ، كان الطريقُ مليئًا بشجاراتٍ من الصديقين الذين أعتادا على هذا بالفعل ، هكذا هُما يتشاجرانِ بلا توقف وهذا لا يزيدهما إلا قربا، أنهما نموذج مثالي للصداقة.وبعدَ هدوء الوضعِ قليلا إلتفت يونجون نحو صديقه الذي يقود السيارة "كيف الأوضاعُ مع عائلتك؟"
" أضاقَ الأمرُ صدري، لا شيء سوى مشكلات مُتضخمة"
أخرج كلماته مُتنهدا ، فلا شيء أسوء من أن يكون بؤس حياتك متمثلا في المكانِ الذي يجب أن يكون مصدر راحتك وقوّتك ،
لا شيء أسوء من ألّا يكونَ المنزل منزلاً.مسح يونجون على يد صديقه متنهدا بدوره ، أيّ كلمات تواسي مكسورَ العائلة؟ ، أيُّ كلماتٍ تشعره بالسعادة التي سلبتها العائلة؟
" لا تقلق، تعلمُ أن اشياء كهذه لم تعد تحزنني"تحدّث سوبين محاولا إثبات صدق كلماته بإبتسامة من الواضح جدًا أنها مزيفة ، قهقه يونجون بخفة
"توقف ، تبدو غبيّا"
أزال سوبين إبتسامته تلكَ لوضع أخرى صادقة فليس هناك أجمل من أن يعرفك صديقك جيدًا عند زيفك وعند الحقيقة.
"حسنًا"بدا الطريق طويلاً جدا وخاليا كما أيامه التي تخلو من كلّ شيء ، مظلما كحياته ولكن لا بأس
سيكون هو القمرَ الذي يضيء عتمة حياته ، سيشعّ هو مهما أظلمت دنياه ، هو قوي لأنه سوبين.ودّع صديقه وها هو الآن في طريقه نحو منزله وحده تمامًا تزاحم عقله الأفكار ، هو حتى لو حاول الهروب منها بالنومِ زارته على شكل أحلام ، لعينة.