صراخٌ ..صراخٌ
صُراخ ..
كلّ ما يمكنكَ سماعه في ذلك المكان هو الصراخ ،
رائحة التعفّن تملأ المكان ،
جُثث هُنا وهناك ،
وفتياتٌ قد جُرّدن من ملابسهن، يُعذّبن بالضربِ، والتخويف ، وحتّى الحرقُ بالنار
تُسلبُ منهم كلّ مشاعرهم ،
يُغتَصبنَ من قبلِ رجلٍ وإمرأءة ، ويعملنَ كعبيد ،
راقصاتٍ وكلّ ما يخطر على البال ، لمدةِ ستة أشهر متواصلة
ثم في مساء يومٍ مُفاجئني بعد أن يقرر ثنائي التعذيب أن يُطلقا سراح الفتاة التي يقومانِ بإختيارها ، تُحقنُ الفتاة بسائل يفقدها الذاكرة
أو بالأحرى كلّ ما في عقلها ، تفقدُ كلّ شي وتصبح كالمولودِ حديثًا ، لا تعرفُ شيئًا
وتُلقى في الشارع
دون أن يراهم أحدلتشعرَ بشيءٍ يقتربُ منها ،
لقد عانقنها الفتاة التي وُضعت معها للتو ..للحظات
قبل أن تبتعد عنها كاشفةً عن وجهها"لا تقلقي جيمّا ، أنا هنا لمساعدتك"
"أوقي؟"
إبتسمت أوقي بإرتياح فقد تعرّفت عليها جيمّا ، وهذا رائع ولكن وقبل اكتمالِ فرحتها قامت جيمّا بدفعها بعيدًا ، متمتمةً
"لا..لا تقتربي منّي"
جيمّا لا يمكنها أن تثق بأحد حقًا في وضعٍ كهذا ، هدّأتها أوقي ووعدتها بأنها ستخرجها من هُنا لكن عليها أن تستمعَ الى تعليماتها ،
"سوبين سيموتُ خوفًا عليكِ"
سوبين؟..هي ستستمعُ للتعليمات ، من أجل سوبين
"كيف أنتِ هُنا؟"
سألت جيمّا سؤالا منطقيًا ، لتشبع أوقي تساؤلاتها بأنها في الأساس محققة ، ومنذ عامين وهي تحقق على هذه القضية ، الفتيات اللواتي يوجدن في الشوارع ويتصرّفن كالرُّضّع ن العلاماتُ على أجسادهن وموتُ أغلبهن عند دخول مصحّات إعادة التهيئة ،أخبرتها انها ومنذُ أن رأتها في المرة الأولى علمت بأنها ضحية لنفس الفاعل ، ولكنّها لم تفصح عن الأمر ولم تُخبر فريقها الذي تعمل لصالحه ، وهو نفس الفريق الذي يضمّ هيونينغكاي وتايهيون
لم تأخذ أوقي جيمّا إلى مصحّة لأن سوبين كان يعطيها أفضل رعاية والطبيب بومقيو يتابع حالتها عن كثب ، أما عن كيف هي هُنا فببساطة ، مثّلت أنها تعيش حياة بائسة ولأنها درست الموضوع جيدًا فهي تعلم ما يفعله كيونغ دو والفتاة برفقته قبل إختطاف إحداهن :
يدرسانِ حالتها النفسية ووضعها الإجتماعي
يجمعان عنها معلومات بقدر الإمكان
يتبعانها في الأرجاء حتى يحين موعد الإختطاف
زيّفت أوقي حالتها النفسية ووظيفتها وحتى وضعها الإجتماعي حتى نجحت في إستدراجهما وقد تم خطفها بعد إرجاع جيمّا إلى هذا الجحيم مباشرةً ، طلبت أوقي من جيمّا أن تخبرها ما يفعلانه في الفتاة بالتفصيل