الرابِع.

172 29 86
                                    

"سو..بين ، قولي سوبين"



"ليسوا كثيرًا بل إنهم كفاية تايهيون ، كفاية للبدء بالتحقيق رسميًا"
تحدّث هيونينغكاي بهدوء بينما يفتح قنينة عصيرٍ أُخرى ،
ضرب تايهيون الطاولة التي أمامة بغضب
"علينا إستدراجُ جيمّا "
"سأتصل على بومقيو حالاً"

مرّ الليلُ بطوله على البعض بينما كان قصيرًا جدًا على البعض الآخر ،
الليلُ أكثر إزدحامًا من النهار ..أغلبنا يجهلُ الأمر.
إستيقظ سوبين متأخرًا على غيرِ العادة وسعيدًا..على غيرِ العادة أيضًا، هو لتوّه أدرك مُتعبة الحديث عن حياتك لأحد يسمعك بلا مُقاطعة ،
إحتلت جيمّا رُقعةً واسعةً من قلبه هي تُحرزُ تقدّمًا ملحوظًا .
قرر سوبين إمضاء الثلث الأول من الليل معها كلّ يوم ، فقط يُحادثها عن كلّ ما يخطرُ بباله ،
رَاقهُ الإستيقاظ بهذا النشاط والسعادة ، جميلٌ الشعور بأنك خفيف لا شيء بثقلك ، خال البال لا همّ.

جمعينا نصبحُ ثرثارين للغاية عندما نجدُ من يستمعُ بعناية .
جيمّا أصبحت مذكرات سوبين الجديدة وبالحديث عنها فهي مُستيقظة منذُ زمن ولكنّها ما زالت على سريرها ، حيثُ وجدها سوبين تتأمل السقف
تقدّم طارحًا سؤاله "يا صغيرة ما الخطب؟"
جلسَ بجانبها مراده الحصول على إنتباهها وقد نجح ،
نظرت إليهِ مليّا "أُمي"
قطّب سوبين حاجبيه بإستغراب
لتردف هي
"أمي لقد رأيتها تذهبُ بأمّ عيناي ولا أحد يُصدّقني"

عيناها مُختلفة ، كأنها ليست جيمّا التي يعرفها إنها حتمًا شخصٌ آخر ، ادخل هذا الخوف على قلب سوبين لذا أمسك بكتفيّها موجهًا إياها نحوه
"ما خطبكِ جيمّا؟!"
لكنّها لم تُجبه بما ينتظرهُ أو بما يريدُ سماعه

"حتى أبي..حتى أبي نعتني بالمجنونة، ما هذا العذاب؟"
كانت تتحدّثُ كمن يبثُ حزنهُ في الأرجاء ، أخرجت سؤالها الأخير وهي تخرج تنهيدة كبيرة تعبّر عمّا بداخلها من حزن ،
بدا الأمر لسوبين كأنها إستعادت ذاكرتها على الأقل إتخذ تغيّر أعينها دليلاً ،
لذا إنتهت الفرصة فورًا
"من أنتِ؟ ما إسمك؟"
رُبما لو عرف إسمها الحقيقي أساعده الأمرُ في مساعدتها أكثر

"أنا أبي لا يُصدقني!"
صرخت فجأة بإنفعال شارعةً طريقًا للرعب لقلبِ سوبين
"علينا الذهابُ للطبيب"
خرج سوبين من الغرفة تاركًا جيمّا تخزي بكلماتٍ غريبة، أعدّ لكلاهما الإفطار وجعل من نفسه جاهزًا ، ثم عاد لغرفة جيمّا متمنيًا أن تعود جيمّا التي بعرفها ، هو كره تلك النظرة على أعينها كأنها كانت تكرهُ كلّ شيء.

فتح بابَ الغرفة ببطء لكنها لم تكن هناك، طرق باب الحمامِ ولكن لا رد ، صوتُ المياه الجارية غطى على كلّ شيء، إنتظرها سوبين لدقائق قبل أن تَخرج

مآبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن