.في اليوم التالي استيفظت متأخراً والم ظهري واكتافي يكاد يقتلني ، لكني يجب أن اعمل، اخذت راحة مؤقته ، بل طويلة الى الليل ثم قررت أن اخرج.
أرتديت قميص وفوقه كنزة ثقيلة ، وأخذت من الرواق معطف البحّارة السميك. صفرّت لقرين وخرجت الى عتبة الباب بخفيّ حيث أتريث لأنتعل جزمتي.
إن الريح تعصف بشدة الآن. نسلك منحدر الطريق، قرين اولاً ، وانا في إثرها على بعد بضعة أمتار.
لا أكاد أرى اكثر من فرائها الباهت أمامي. ومادمت أستطيع ان افعل، فهذا بالنسبة لي مؤشر اتجاهات.
لم أشعل مصباح الجيب وتركت عيناي تتأقلم مع العتمة فحسب.
عندما وصلت الى الجسر توقفت للحظة عند بداية الدرابزين وخطفت نظرة لكوخ تشانيول.
الضوء يشع من النوافذ، ويمكنني أن ارى كتفيه في ذلك الاطار الأصفر، ومؤخر رأسه يشاهد التلفاز في أقصى الغرفة، لا أعرف متى شاهدت الأخبار اخر مرة.
لم أجلب تلفاز معي الى هنا، فقط اسمع الاخبار احياناً
عندما تعيش وحدك فسرعان ماتصبح أسير تلك الصور الوامضة، وأسير الكرسي الذي ستلازمه وقتاً طويلاً في الليل. وفي هذه الحالة ، فيما تبقى قابعاً وتدع الآخرين يتحركون عنك، يمرّ الوقت بلا معنى.
وانا لا أريد هذا، بوسعي مجالسة نفسي فقط
لاشك في أن أولف يدعوني بالممل، لعدم وجود تلفاز أو حديث يدردشه معي ، فأنا أفّضل ان لا اعلم شيئاً عن اي شيء.
نترك الطريق وننحدر الى النهر الضيّق لنمشي على الدرب الذي أسلكه عادة. لا أسمع صوت جريان الماء. ومن حولي تئن الريح وتدخل في الأشجار والأدغال.
أشعلت مصباحي حتى لا أتعثّر في طريقي وأقع في النهر الذي لا استطيع تبينه.
حينما وصلت للبحيرة وجدت مقعدي الذي قد صنعته فيما مضى وجررته للطرف ، فعلت ذلك حتى أجد مايمكنني الجلوس عليه لأتفرج على نبض الحياة عند مصّب النهر؛ ارى السمك عندما يقفز، وأرى طيور البط والبجع التي تبني أعشاشها.
هي بالطبع لاتفعل ذلك في هذه الفترة من السنة، لكنها تأتي في الصباح مع نسلها الربيعي وتعوم في صف واحد، تقوم بالحركات نفسها.
أنت تقرأ
DEPRESSION
Actionذلك مايقوله دائما.. أحب رؤيتك، وماعرفت على الإطلاق أهي الحقيقة أم لا . بدأت' 25SEP2021