٥- تساؤلات بديهيه

204 23 10
                                    

.






تدوي العاصفة طوال الليل. أستيقظ عدة مرات وأسمع الريح تزأر على امتداد الجدران، بل تفعل أكثر من ذلك، تقبض بعنف على البيت فتئن دعائمه الخشبية.




ومن شتّى الأنحاء تتصاعد الأصوات؛ أصوات حادة وشبه متوعّدة من الغابة.





طار النوم تماماً ، عندما سمعت سقوط ألواح معدنية، وانهيار هائل في مكان ما.





أخمّن انه قرب المستودع. يقلقني هذا فيما أنا مستلق في العتمة بعينين مفتوحتين تحملقان في السقف.





لا اجد القوة في النهوض الآن، خصوصاً انني أشعر بالدفء تحت اللحاف.






اتسائل هل سيطير السقف من فوقي لشدة الريح! وربما يخبط سيارتي وتتناثر لأشلاء ..





يجب أن اعود للنوم، الهلوسة طاقت ذرعاً مني.



أشعر بالبرد الشديد، لكنني في وقت ما لم أعي نفسي وعدت للنوم ثانية.








أستيقظت مرة اخرى محموماً، الريح لاتزال كما حالها.



تعصف وكل شيء يتأرجح الآن في العتمة ويتدافع الى الأمام. شتاء النرويج قاسي ويستمر طويلاً







الثامنة والنصف حينما أفتح عيني آخر مرة. هذا وقت متأخر بالنسبة الى معاييري، متأخر جداً.







ليس في النافذة سوى ضوء رمادي طفيف، وكل شيء غريب الهدوء في الناحية الأخرى من الزجاج







بقيتُ مستلقياً بلا حراك وأستمع. لا يأتيني من العالم الخارجي ولا حتى نسمة. فقط دبدبة قوائم قرين وحفيف مخالبها على أرض المطبخ وهي تقصد وعاء الماء








كاد الكون يتفجّر بالاصوات؛ وها قد خمدت كلها الآن ، أسمع قرين تلعق الماء بصوت عالٍ، ثم تطلق زفيراً مكتوماً معلنة به أنها تريد الخروج لتفعل مالا يمكنها فعله بالداخل، اذا لم يكن لدّي مانع.









أشعر أن حلقي ليس على مايرام، وجسدي كأن روحاً تلبسته ولم يعد مِلكي، أستدرتُ على بطني ودفعت جسمي فوق طرف السرير مُنزلاً ركبتيّ على الأرض أولاً، ثم أحاول النهوض على قدمي، نجحت في ذلك










أخذت قميصاً خفيفاً يعودُ لأبي الراحل، ألبسه دون شيء اخر سوى من سروال قصير.








DEPRESSION حيث تعيش القصص. اكتشف الآن