٧- حيرة

229 18 6
                                    





...








" أجل سأكمل الطريق معك "








لم اكن أعني حرف واحد مما نطقته، لكن شعور سيء داهمني، حدسي يخبرني اللا أفعل. وأن لا امشي معه في جنونه مرة أخرى








نفضتُ ثيابي ومسحت على وجهي، أستقمت واقفاً لالحظ نظرات العتاب البادية على وجهه ، لم يتحدث هو بشيء وأستمر بالسير وأنا خلفه.







دخلنا الى عمق الغابة، في البداية بدت الغابة كثيفة ومعتمة عند جذوع الأشجار. وخلت الأرض من أي شيء عدا طحالب داكنة الخضرة، كأنها بساط هائل تحت أقدامنا، وذلك لأن ضوء الشمس ما وجد طريقه بالكامل إلى هناك.









مضينا أحدنا يتبع الآخر على الدرب الي شعرنا انه يزداد طراوة مع كل وطأة قدم. توماس أولاً. وانا أسير في اعقابه بحذائي البالي. ثم أنعطفنا لليمين







هناك، وبالتدريج، بدأ الفضاء يتسع، والضوء من فوقنا يتضح، إلى ان أبصرنا فجأة شريط الأسلاك الشائكة يلمع. وأدركنا اننا وصلنا.








لكن توماس كان له رأي آخر لأنه قال " أسف على ماحدث قبل قليل، وتعويضاً لخطأي. سأخذك لمكان آخر."






فاجأني ذلك وعلت نظرة الأستغراب ملامحي
" لن نسرق .. حـ حقاً.؟ "





" أجل. لن أفعل شيئاً لاترغب به. انت صديقي الوحيد بيك !."






عاد فجأة لالطف مخلوق قد تتصوره عيناك، صدمني ذلك بشدّة.







لم تمر سوى دقائق على نوبة صراخه تلك، كيف تعافى بهاته السرعة بينما لم يهدأ ارتجاف جسدي بعد ؟ هل لدرجة ان كلماتي أثرت به وجعلته سعيدا بين ثانية واخرى؟









هُنا اشهد اول حادثة غريبة لتوماس بغض النظر عن تصرفاته القياديه احياناً ، يحب ان يكون المسيطر ويأمرني كما لو كنت عبداً له، واذا شعر برفضي قبل ان انطق به ، غير طريقته في اقناعي بلطف ولين حتى يتمكن منيّ




لم ارتب قطع الاحجية بعد، لازال يتقصني الكثير حتى أصل الى مايريد توماس فعله !









في تلك الاثناء كانت الشمس قد توسطت السماء. وأنتشرت الحرارة تحت رؤوس الأشجار، بل فاحت رائحتها في الجو.






ومن جميع أنحاء الغابة تصاعدت الأصوات؛ رفرفة أجنحة، أغصان تهتزّ ، فروع تتكسر، وطنين مكتوم كلمّا حطَّت نحلة على زهرة.







DEPRESSION حيث تعيش القصص. اكتشف الآن