..
- قبل يومين -
ركبتُ وقت العودة مع أولف ، جلستُ وكيس من الخبز مُلقى في حضني، والتفتّ لأحدّق من النافذة في الدكان والجسر فوق النهر. وفي السماء التي لم أرها قط اكثر كئابة من ذلك اليوم.
ضغطتُ أنفي على الزجاج البارد وحملقت في غمامة الضباب المتصاعد ببطء في الخارج، مُخفية أجزاء من المنازل وسط دوامة رمادية.
حدقت الى أن غاب منعطف الدكّان وشجرة عملاقة وتشانيول. فعلت هذا كله كما لو أنني تدرّبتُ عليه جيداً كفيلم سينمائي؛ حيث الوداع الفاجع هو الحدث الحاسم، وبه تتغير حياة الأبطال الى الأبد.
وتتخذ اتجاهات غير متّوقعة.شعرتُ بأني وسط مسرحية وجميع الحضور يعرفون كيف ستنتهي القصة
بعضهم يكمّون افواههم بأيديهم، وبعضهم يمسكون مناديلهم والدموع تسيل على وجنتيهم، والبعض يزدردون ريقهم بصعوبة لعلهم يتخلصون من الغّصة في حلوقهم ، وآخرون تراهم ينهضون ويغادرون .
وهذا مايمثلني ، النقطة الأخيرة دائما ماتكون أنا، الهرب يمثلني، لكن النقطة الاساسية في كلّ ذلك. هي انني لم أعلم كيف ستنتهي الأمور، لا أحد أخبرني !
ولم املك سبيلاً لأعرف ماذا يقبع وراء المشهد الذي عشته. لم أملك الا أن اواصل اندفاعاتي ذهاباً واياباً في نفس البقعة .
شعور خطر مُبهم يهاجمني، عندما اقتربت للكوخ شعرتُ باليأس، وكأن ماكان لن يعود مرة اخرى، لن يعود اي شيء كسابقه.
رأيتُ عينا أولف تراقباني وفي الوقت نفسه يناور بسيارته فوق الجليد الزلق، لاريب أنه يشّك في تعابير وجهي المتجمدة، لم أرَ نفسي لكنني أراهن على أن وجهي بعدما تركني تشانيول متصلب كالجليد تماماً .
..
وصلت الحافلة أخيرا ، بعد رسالة من والدي جعلتني أغادر في منتصف الشتاء الى مسقط رأسي، لم أخطط أن تطول اقامتي.
ذهابي فجأة كان له معانٍ عدّة في ترتيب افكاري المبعثرة بشدة ، وقضاء فترة بيني وبين نفسي دون الإندفاع الى بيكيهون كما بدأ كلانا يعتاد ذلك .
وافقتُ أن اساعد في إعادة انشاء أحدى المنازل التي يملكها والدي .
أنت تقرأ
DEPRESSION
Actionذلك مايقوله دائما.. أحب رؤيتك، وماعرفت على الإطلاق أهي الحقيقة أم لا . بدأت' 25SEP2021