الفصل الخامس

65 10 11
                                    







الراوية:

عند السادسة و النصف تقريباً اغلقت جوليا الباب و حدقت بالشارع لثواناً قبل ان تتنهد بعمق و تسير ناحية عملها من حسن الحظ ان محطة الحافلات ليست بعيدة ،

وصلت الى موقع عملها و قصدت مكتبها دون مقدمات هي تعمل في دارً لنشر الكتب والمجلات و الجيد في الامر انها تحب الامر و لا تجده متعباً فهي هاويةً للرسم و الكتابة في نهاية الامر

مرت ساعات العمل الاربعة و قاربت على الانتهاء و لم تغادر فيها جوليا مكتبها الا مرةً واحدة حيث ابتاعت لذاتها كوباً من القهوة كانت جيدةً في الابتعاد عن الجميع و كأنها تقول انا هنا للعمل ليس الا ! حتى بدأ من في المحيط في الابتعاد عنها و لا تنكر هي حقيقة ذلك ، انها بدأت تخشى الفتيات كما تخشى الرجال

خرجت سريعاً من البناء الذي يمثل محل عملها و حاولت طرد الهمسات التي كانت تحوم حولها عن رئيس قسم الطباعة كونه تغيب اليوم عن العمل لما يهتمون من الاساس لا بد ان شيئاً قد حصل و منعه عن القدوم الا ان الفضول لا يمكن السيطرة عليه لدى البعض .

بينما كانت تسير في الشوارع البيضاء اخذ الهواء يبعثر خصلاتها البنية من تحت سواد  قبعة الصوف خاصتها و جعل من الاحمرار الطفيف يسكن انفها و وجنتيها ما من لمعةً تسكن عسل عينيها و كأنها يائسةً و خائبة بعينين خاملتين تواجه الامام و ما هو قادم
- صباح الخير ... ماري
نطقت بهدوء تجيب على الهاتف بعد ان شعرت بأهتزازه داخل جيبيها
- آههـ صباح الخير عزيزتي جولي .. هل انهيتي عملكِ الاول ؟؟
قالت ماري بصوتاً يعم بالنشاط و قد خمنت جوليا انه لا بد انها في الجامعة الان فأجابت جوليا :
- نعم انا ذاهبةً ناحية عيادة السيد واتسون ، أهناكَ خطباً ما ؟؟
- لا ... كل ما في الامر انهُ موعد عودتكِ يتقارب مع موعد عودة جودي لذا اريد منكِ التحدث معها قليلاً
نطقت ماري ففكرت جوليا لثواناً حول جودي و امكانية صنعها المشاكل فتنهدت هي يائسة ثم  قالت :
- ما بها جودي ؟
- لقد حدثتني مساء امس عن رغبتها في ان تعمل و مهما حاولت تفسير الامر معها فهي ترفض الرضوخ تعلمين انتِ لا مشكلة مع جودي فيما يخص عدم اتباع الاوامر
تنهدت جوليا مجدداً ، جودي بالفعل ترفض الرضوخ لأمراً او طلباً لا يعجبها و ان بدأت تعمل فستغضب والدتها بالفعل ثم لن تثق بها مجدداً فأجابت شقيقتها قائلةً :
- حسناً سأتكلم معها عند عودتي ، لقد ذهبت هي الى المدرسةِ صحيح ؟ 
- نعم لقد ذهبت لكن ...... هل تتوقعين انها تعمل بالفعل و تتهرب من المدرسة ؟؟
قالت ماريان مما جعل جوليا تتوقف عن السير و كأنها تقول ذلك ليس شيئاً صعباً على جودي ، انها ماكرة تجيد اللعب و تجيد اخفاء الامور و الدفاع عن نفسها لكنها سرعان ما طردت شكوكها بعيداً و قالت :
- لا ... لو كانت تفعل لتواصلت ادارة المدرسة معنا او قد ارسلوا تحذيراً ربما
- لا يمكننا الاستناد على ذلك
تذمرت ماريان بكلماتها
- سأتحقق من هذا الامر ايضاً ماري لا تشغلي بالكِ ، سأذهب الان فقد وصلت
قالت جوليا في الختام فبادلتها ماريان الوداع و اغلقت الخط تاركةً امر المشاغبة جودي يسكن تفكير جوليا الخالي

Nineteen years old ||أبنة التاسعة عَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن