3| السّـيد هنري بايكر

200 23 20
                                    

شارلوك هولمز الماسة الزرقاء
الـفصل الـثالث : الـسيد هـنري بـايكر

أخذَ هُـولمز المَاسة الزّرقَاء من يده و نظَر إليها، 'ياله من شيء جميل!' قال 'أُنظر إلى الألوَان البـديِعة فِيها - الأزرق الداكن والأبيض البارد -. كل الجوَاهر الكبيرة تُحول النّاس للصُوص وقَتلة في النّهاية. هذه أتت من جنوب الصين، بجانب نهر أموي. عمرها فقط عشرون عامًا، لذا هي شيءٌ يافع ، لكن حدثت الكثير من القضَايا بسببها بالفعل.'

'سَـأضعُها في خَزنتي الآن، وثم هَيا لنكتُب رسالةً للكونتيسة موركار نخبرهَا فِيها أننا نملكُ ماستها الزّرقاء الجمِيلة معنا هُنـا.'

'لكن هُـولمز،' قلت، 'أنا لا أفهم. هل ذاك الشّاب هورنر بريء بَعد كُل شيء؟'

'أنا لا أعلم!'

'وماذا عن هنري بايكر - الرّجلُ الطويل بالقبعة والإوزة؟ هل ربما هو سَارقُ الجوهرة؟'

'لا، لا أظن أنه كَذلك. أنَا أؤمن أنه رجلٌ بريء. لا أظنه يَـعلم أن جوهرةً غَالية الثّمن كانت في الإوزة - جوهرة تزيد قيمتها عن ٢٠٠٠٠ جُنيه إسترليني- لكن لننتظِر ونرى. ربما السّيد بَايكر سَـيُجيب على إعلانِنَـا هذا المسَاء وثم نَستطيعُ مَعرفة المَـزيد عَنه.'

'حسنًا،' قلت 'يمكنني العَـودة هذا المسَاء بَـعد العَـمل، أنا مهتمٌ جدًا بالإجابة عَلى هذه المسألة.'

'جيد،' رد هـولمز. 'الغَـداء سَيكون في السّاعة السّابعة!'

ذهبتُ ذاك المسَاء في السّاعة السّادسة والنصف لشارع بايكر. و عندما كنتُ قادمًا من الشّارع كان هنَاك رجلٌ طويلٌ بالفعل عند باب شَارلوك هُـولمز الرَئيسي. كَـان يَرتدي مِعطفًا شَتوي طَويل و قُبعة إسكتلندية على رأسه، و عِـندما و صَلتُ بِجانبـه فُتح الباب. وقالت لنا السّيدة هدسون، مدبرة منزل هـولمز،

'مسَاء الخير'

ثم دلفنَـا وصَعدنَا لغُـرفة هُـولمز.

'مِـن فَـضلك اجلس.' قال هـولمز للرجل عندما دلف. 'السّيد هنري بايكر، على ما أعـتَقد!'

نظر هـولمز لي ثم إبتسم.

'أوه واتسون، جَـيد. أنت هُنا عندما نحتَاجك.'

ثم أرجع نظره للزائر الآخر.

'هل هذه قبعتكَ، سيّد بايكر؟'

نَـظر السّيد بايكر للقبعة على الكرسي.

'أجل، سير. هذه قبعتي. بِلا شَك.'

كَان رجُلًا كبيرًا برأس كبير، وجهٌ ذكي، وشَـعر رمادي. تَذكرت كلمات هـولمز.

هو يرتدي معطف أسود قَـديم ومُتسخ بلا قميص تحته، لكنه يَـتكلم ببطئ، هُدوء، وعِنَـاية. نظرت له واستمعتُ إليه وأنا أُفكر : 'أجل هذا رجلٌ ذكي كان غني ذات مرة ولكنه لا يمتلك المال الآن والأمور ليست سهلة بالنّسبةِ له.'

'لقد وجَدنَـا قُبعتك وإوزتك مُنذ بضعة أيَام،' قَال هُـولمز، 'لكننَـا لم نستطع إيجادك بسهُولة، سيد بايكر. نحن لم نعرف عنوانكَ، لمَاذا لم تضع إعلاناً في الصّحيفة بعنوانٍ فيه؟ لقد انتظرنا وانتظرنا إعلانًا منك، لكننا لم نَر شيئًا.'

ابتسم السّيد بايكر 'أنا آسف، الإعلانَات غالية الثمن ولم أحصل على الكثير من المال في هذه الأيام، كان لدي ذات مرة، لكن ليس الآن.' قال. 'و، أجل، ظننتُ أن أولئِك الشّباب في طرِيق توتنهام كورت أخذوا قبعتي وإوزتي، ولم أُرد وضع إعلانٍ مُكلّف في الصّحيفة للاشئ.'

'أنَا أفهم،' قال هـولمز، 'الآن، قَـبل أن نقول أكثر، يجبُ علي إخـبارك أكثر عن إوزتك. سيد بايكر. انا آسف لكن... حسنًا... لقد أكـلنَاها البَارحة، لذا تَعلم.'

'أكلتها؟!' قال زائِرنا، ووقفَ بسرعة.

'أجَل، حسنًا، لم نُرد أن تسُوء الأمُور، كمَا ترى. لكننا اشترينَا لكَ إوزة جيدة وجديدة هذا الصّباح، إنها على الطَاولة هُناك بجانب الباب. هل هذا جيدٌ لك؟'

'أوه، أجَـل، أجَل!' قال السيد بايكر بسعادة، وجلس مجددًا.

'و، دَعنا نرى، أظن أننا نملكُ أرجل إوزتك القَـديمة، رأسها، وكُل شيء مِن داخلها في المَـطبخ. هل تُـريدهم؟'

ضَحك الرجل 'لا، لا،' قال 'لكني أرغبُ بأخذِ هَذه الإوزة الجيدة والجديدة للمنزل معي، شكرًا جزيلًا لك.'

نظر لي شارلوك هـولمز مع إبتسامة صغيرة، 'جيدٌ جدًا،'

قَال للسيد بايكر، 'هُنا قبعتُك وهنا إوزتك أرجوك خُذهم، أوه، و قبلَ أن تذهب، هل يمكنكَ إخباري شيء ما؟ من أين جلبت إوزتك؟ انا أعلم الكثير عن الإوز، أستطيع ُ إخـبارك هذا طائرٌ جيدٌ جدًا.'

'حسنًا، سير،' قال بايكر.

ثم وقف وأخذ قبعته وإوزته في يديه. 'لقد جلبتُ الطّائر من الألفا، حَانة بجَانب المتحف البريطاني. هذا العَـام صاحبُ الحانة السيد وينديجايت، بدأ جمعية الإوزة، كلّ أُسبوع جميعُنَا نضعُ خمس أو ست بينسَات في صندُوق المَال وفي وقت عيد الميلاد جميعُنا نملكُ المَال لشرَاء إوزة.'

وبهذا قَال وداعًا، ورحل.

'حسنًا،' قال صديقي المحقق. 'هذه إجابة سؤال واحد. السّيد بايكر ليس سَارق الماسة خاصتِنا. هل أنتَ جائع، واتسون؟'

'لا، ليس كثيرًا.'

'لنأكل لاحقًا إذا. يجبُ أن نذهب للألفا حاليًا. علينَا التحدث مع السّيد وينديجايت الليلة.'

يتبع...

___________________________

٢٩. ١. ٢٠٢٢

الماسة الزرقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن