يَنتظَرُ شيئاً آخَر ..
حَالةُ الانتِظار هَي المُبررِ الوَحَيد لاقتِناعه بِمطالب تبَقى صَالحةً طَيلةَ القَضيةِ و لن تَسفرُ عَن سَماجتها فَي أَي خِطوة خِلال القَضية.
رجَعَ هيون إلى المَسكَن و جَلسَ بين أَصدقائِه يُحادثَهم عَمّا أَسفر عَنه اللَقاءُ الذَي كَان أطَرافه روز (شقيقة سوجين) و برين (أحَد الطَلبةَ السَيئيَن فَي صَفها )، و لمَ يَكُن هيون وحَدهُ مَنْ يَحملُ أَخباراً جَديدةً فقَد أخَبرهُ كريس ( أَكبر أصدقائهُ سناً ) أَن أحَد مُعلميَه فَي صَفِ التُخرجِ قَد نشَر مَقالاً يسَاندهُ به،تَجمعَت الميَاه المَالحَة فَي عينَيهِ قَبل أَن تمَطرَ خَديه حَين أسَتقرَ هَاتف كريَس بيَن يدَيه يَظهر لهَ المَنشور الذَي جاءَ فيَه:
" مَرحباً... أَنا مُعلمُ أشَرف عَلى فَصلِ التَخرجِ لعام ٢٠١٦ فَي المَدرسة التَي التَحقَ بهَا هيون، أَكتَب هذا لَأننَي أَشعرُ بِالألمِ لمَا يَمر بهِ و زَملائه الطُلابِ الآن، لقَد تُحدثَت لِعددٍ مِنْ المُعلمَين و جَميعنا أتفَقنا عَلى أَن هيون كَان يَمر بِسلسلةٍ تُنافَسية قوَية و كَان هَناك العَديد مِنْ الطَلابِ ذَوي الشَخصَية القَوية مَما جعلَ الكيَمياءُ بينَهم قاسَية حَقاً و بدلاً مِنْ أن يَفهَموا بَعضَهم اختَاروا بِطريقةٍ غَير ناضَجةٍ الهَجوم عَلى بَعضَهم و إِحباط بعَضَهم البَعض، رُبَما يَكون قَد أَسَاء لأَحَدهم بِكلمةٍ لَكن هيون لَم يَقود أو يَقومَ بِعملٍ عَنيفٍ ضِد زُملائَه، مِنْ المُؤسِفِ حَقاً رؤُيتهِ يتَحملُ الذَنبَ وحدَه و يُعاقبُ بِهذهِ الطَريقة لأنَه مَشهَور و سُهولةَ الوصَولِ إليهِ أكَثر مِنْ البَقيةَ "
بَدأ يتَحركُ هيون و يُحَطمَ أسمنت سكونهِ، باسَطاً نفَسهِ بِعنَاية عَلى امتِداد جِداره لَكن قَبل أن تسَتقيمَ رُكبَتاه اصطَدَمت قدَماهُ في أسمنت الجِدارِ الآخَر....
إثر سَماعهِ اصوات اصدقائه المُستبشِرة فقد حَصلوا عَلى رَقَم المُعلِم بِطريقَةٍ سِريةَ و بَعدَ مُحاوَلات عدَيدة أجَابَ عَلى اتِصالاتِهم و أنتَهى الأمَر بأَن لِقاء حَتمي سيَجمعهم بهِ غَداً .
شَعرَ هيون بِأنهُ وجَد الأسمَنت نفَسه عِندما تُقدَم تسعينَ خُطوة ، لَن يُبالي بِمدى الطَفرة التَي سَيُحدِثَها المُعلمُ بِأحَداثِ القَضيةِ، سَيستَلقى فَي هِذهِ الزِنزانةَ ( غَرفتَه) بَدلاً مِنْ الذَهابِ بِوجَهٍ قبَيح لِشخصٍ أعَتادَ عَلى رؤيتَه ...
كَشخصٍ جَيد تَحدثُ لهُ أحَداثً سيَئة.
أَدار هِيون بِوجهه ذا الخَدين الرَطبتين و الأَهدابِ المُتلاصِقة لِيقابِل وَجه فِيلكس المُنَمَش الذيّ أوضَحتا عَيناهُ نِيَتهُ بِالبحثِ فِي عَقلِه عَن أي وَسيلّة أَو كَلِمة لِتهدِئة قُطيرات دَمع صديقه ، أستَندَ جَسد هيون عَلى خِزانة المَلابس الخشبية و أرتَمتْ روحهُ المَهمُومة على الأرض، أذ اختَرقتْ رُطوبة دُموعِه ثِيابه ( إنها المَرة الأولى له برؤية اصدقائه دَرارير )أَثَر ذَلِك مَدَّ فِيلكس اَحد ذِراعاهُ لِيحاوِط ظَهر صَديقهِ تَارِكاً كَف يَدهُ تَدخُل شُعيرات هِيون و تُربِت هُناك...
وكان ذَلك إشارة مِن فِيلكس كَي يطلِق هيون العِنان لِقلبه (فَقَد اعتَادا عَلى إعطاء بَعضهما هذه الإِشارة مُن أن كَانا مُتدربان).هَسهس هِيون بِصوت مُخَدَشّ:
- كُلَهُ بِسَبب عَدِم نَضجيّ حينها، تَصرفاتِي كانتْ في ذلكَ الوقت مُندفِعة و مُستعجِلة بِشكلٍ عام وليس فَقط فِي المَدرسة، مِن أَجل التَفوق في الفُصولِ الدِراسِية كُنتُ مُستعِداً للِردِ عَلى تَعلِيقاتَهُم بألفِ كَلِمة
- هِيونِي، لا تَلُم نَفسكَ عَلى أخطاءِ ماضٍ أنتَ نادِمٌ عَليها مُنذُ سَنواتْ، مادامَت رُوحكَ مُدرِكةٌ أن ما فَعلتَهُ كانَ خاطِئاً فَلا حاجةً لإثقالِ كاهِلك بتأنيبِ الضميرِ مُجدداً ، لَقَد اعتذرتَ بِكُل وَسيلةٍ تَمتَلِكُها، وَهذا وَحدهُ كَفيلٌ بِمنحِكَ بَعضِ المَغفِرة.
وَتِيرةُ هَمسِ فِيلكس لِتهدئة هِيون كانتْ بَطيئةً و عطُوفة مُمتَلِئة بِالأسناد و الدَعمِ الحَقِيقِي فعِند الشدائِد يَطرُق بابُكَ أصدَق الأصدِقاء فقط .
و ذَلِك كانَ كَفيلاً بِجعلِ جُفُون هِيون تُغادِر لِعالم الغَفوة التي لَم يَزورها مُنذُ ايام.دخلَ المُعلمُ و أصَدقاءُ هيون إلى مَكاناً كانَ سيُطلق عَليه الفَوضَى و ليَس المَدرسةَ لِمن يَدلفُ أليهِ لِأولِ مَرة .
يَعرفَوا تَماماً بِأنهَم يَحتَاجوا لِتصريح مِن أمَن المَدرسة للحَصول عَلى تلَك الأشَرطَة
لَكن لمَّ كل هذا الألَم و الدَهشةُ الِتَي تعَتريَهم الآن؟
قَابلَوا الرجُلَ البَالغَ مِنْ العُمر سَبعينَ عَاماً عَلى مَا يبدو و الذي يَعمل كحارسٍ أمنيّ للمدرَسة فَلم يَعرفَ أي شَيء بِدورهِ عِن القَضيةِ، تَقدمَ خطَوة إلى الأماَم و هَم يَسيَروا خَلفهَ تَوارَت الأرضُ عَن الأنَظارِ، لقَد أدَركَ أن شَيئاً مَا حَدثَ و كشَفت له معَرفتَه عَن عددَ المُشكلاتِ المُستعصَية عَلى الفورِ و عَلى الرُغم مِن أنَه رَجلٌ مُتعاون كمَا روى المُعلم إلا أَنهُ رفعَ ذراعيهِ يُقاطعَهما بِعلامةِ (x) الدَالة عَلى رفَضهِ مُساعدتَهم للوصَول إلى مَا يَبتغونَ .
و بعَد نِقاشٍ حاد (مَزقَ اجزاء مِن قِماشِ الوقت) بينهُ و بينَ حارسِ الأمن دون جدوى رفعَ المُعلمُ ذِراعِه بِشكلٍ أُفقَي و جَعلهَا موازيةً لِمستَوى نَظرَه ثُم عادَ لِيرفعَ رَأسه بِأتجَاه كريس يُعلِمَه بأَن اللِقاءُ قَادمَ سَيكونُ السَاعةَ
١٢ ليلاً و يتَحتمَ أَن يَكون هيون مَعَهم هذهِ المَرة..
.
.To be continuous.
أنت تقرأ
شِــطرَنــجُ القَــدر- هُــ .هِــيونجِــين _مكتملة_
Mystery / Thriller~فِي منتصف خُطةِ الوزير،يضربُ الحِصان الأسوار ♧♧ ~ مستوحاة من قصة واقعية ¤ start : 2021/9/ 15 finish: 2021/11/30